الفصل الثالث من تقرير حال القدس 2020: المواقف العربية والإسلامية والإسرائيلية والدولية
الإثنين 3 أيار 2021 - 6:44 م 9370 544 حال القدس السنوي |
تُعدّ سنة 2020 من السنوات الأسوأ عربيًا وإسلاميًا في ما يتعلق بتفاعلها مع القضية الفلسطينية، فلم يسبق للمواقف العربية والإسلامية الرسمية من القضية الفلسطينية أن كانت بهذا المستوى من الانحدار والخذلان، مع استمرار حالة الضّعف في مواقف جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، مع تصاعد موجات التطبيع مع الاحتلال، وبشكل خاص من بعض دول الخليج العربي.
وشهدت سنة 2020 ازديادًا في الانفتاح الخليجي على الكيان الصهيوني، بالتزامن مع فقدان الجامعة العربية لدورها وأهميتها ووظيفتها، بعد عجزها عن اتخاذ موقف من التطبيع.
وجاء اتفاق أبراهام بتسمية دينية، وتبنى الاتفاق العناصر الخمسة المركزية لطمس هوية المسجد الأقصى المبارك التي نصت عليها صفقة القرن، وأضفى عليها مشروعيةً عربية.
وعلى الرغم من أن القضية الفلسطينية هي بوصلة الشارع العربي والإسلامي؛ غير أنه كان منشغلًا بأزماته المتعددة، مثقلًا بأعبائه وأزماته المفتوحة، وبشكل خاص مع تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19).
فقد سجلت هذه السنة ضعفًا واضحًا في تفاعل هذا الشارع مع القضية الفلسطينية. وبينما أظهر الأداء الفلسطيني تمسّكًا بالقدس والمقدسات والمسجد الأقصى، ورفضًا لصفقة القرن الأمريكية، ومخططات الضمّ الإسرائيلية، حافظت السلطة الفلسطينية على الدور الذي أنشئت لأجله، واستمر التنسيق الأمني، ووقفت عاجزة أمام اعتداءاته على القدس ومقدساتها، ولم يرق خطابها إلى مستوى الهجمة الأمريكية الإسرائيلية.
سعت الفصائل الفلسطينية من جهتها إلى إنهاء الانقسام الداخلي، لمواجهة المشاريع التي تستهدف القضية الفلسطينية، وتميزت سنة 2020 بإعلان حركتي فتح وحماس تجميد الخلافات الداخلية بينهما كافة، وعقد الأمناء العامون للفصائل الفلسطينية اجتماعًا، نتج عنه تأسيس القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية. وكان الاحتلال الإسرائيلي من أكبر الرابحين في عام 2020 بعد أن نجح في استغلال جائحة كورونا، والانحياز الأمريكي له، وانحدار بعض الحكومات العربية نحو مستنقع التطبيع معه.
أما الموقف الدولي فلم يشهد تغييراً سوى مزيد من الانحياز الأمريكي نحو الاحتلال، ولا سيما بعد إعلان صفقة القرن. ونحاول في الفصل الأخير من تقرير حال القدس تسليط الضوء على أبرز المواقف حيال هذه التطورات في المسجد الأقصى، وذلك على المستويات الفلسطينية والعربية والإسلامية والإسرائيلية والدولية.
ويحاول الفصل الثالث والأخير من تقرير حال القدس تسليط الضوء على أبرز المواقف حيال هذه التطورات في المسجد الأقصى، وذلك على المستويات الفلسطينية والعربية والإسلامية والإسرائيلية والدولية.
|
|
|
| ||||