حال القدس ..المسارات و المآلات 2013
الثلاثاء 13 أيار 2014 - 2:50 م 53921 3662 حال القدس السنوي |
القدس الدولية تصدر تقرير "حال القدس 2013: قراءة في مسار الأحداث والمآلات"
القدس بين مطرقة التهويد وسندان المفاوضات
أصدرت مؤسسة القدس الدولية تقرير "حال القدس 2013: قراءة في مسار الأحداث والمآلات" وفيه عرض لأبرز تطورات مشروع التهويد التي عصفت بالقدس والمسجد الأقصى خلال العام الفائت ومحاولة لقراءة ما ستؤول إليه الأحداث في المرحلة القادمة. ووفق التقرير، فقد شهد عام 2013 العودة إلى المفاوضات بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني مع كل ما تستحضره مسيرة التفاوض من نكسات لحقت بالقضية الفلسطينية وبالقدس منذ أوسلو. وقد أشار التقرير إلى الأثر السلبي للمفاوضات على القدس والقضية الفلسطينية بشكل عام، حيث اتخذتها دولة الاحتلال ستارًا لتمرير المزيد من سياساتها التهويدية وتثبيت الحقائق على الأرض في ظل حديث عن عاصمة "في القدس" للدولة الفلسطينية.
وعرض التقرير وضع المسجد الأقصى في ظل حالة إسرائيلية متشددة متطرفة أفرزتها انتخابات كانون ثانٍ/يناير 2013 التشريعية في دولة الاحتلال. وقد خصّص برلمان الاحتلال للأقصى جلسات متعددة ناقشت "حق اليهود بالصعود إلى جبل المعبد" في وقت كانت اقتحامات المتطرفين للمسجد الأقصى مستمرة على مدار العام باستثناء بعض الأيام والمناسبات التي منعت فيها الشرطة الاقتحامات لاعتبارات أمنية.
كما سلط التقرير الضوء على مخططات الاستيطان والهدم التي تعتمدها دولة الاحتلال للتحكم بالميزان الديموغرافي في المدينة عبر زيادة عدد اليهود في مستوطنات القدس وتأمين وحدات سكنية كي تستوعب أعدادًا إضافية منهم. أما الهدم، فيشير التقرير إلى هدم 98 منشأة عام 2013 مقارنة بـ42 و64 منشأة عامي 2011 و2012 على التوالي.
وتناول التقرير السياسات التي تساعد على إفقار المقدسيين حيث وصلت نسبة الفقر إلى 79.5%، ومحاولات تهويد العقل المقدسي عبر فرض مناهج التعليم "العربي الإسرائيلي"، بالإضافة إلى إرهاب المستوطنين وعمليات "دفع الثمن" التي طالت المقدسات الإسلامية والمسيحية على حد سواء، كما التّضييقات التي مارسها الاحتلال بحق مسيحيي القدس ومنها عرقلة المصلّين المتجهين إلى كنيسة القيامة في "سبت النور".
وفي مواجهة قتامة المشهد الذي خطه الاحتلال على مدار العام ظهرت مبادرات شعبية للتّصدي لممارسات الاحتلال تجلّت أبرزها، كما بيّن التّقرير، في بناء القرى الافتراضية التي كانت باكورتها قرية "باب الشمس" في 11/1/2013 للرد على مخططات الاستيطان في شرق القدس. كما استعاد التقرير معركة الأسير المقدسي سامر العيساوي، الذي أعيد اعتقاله بعد الإفراج عنه في صفقة وفاء الأحرار، والذي تمكن عبر صموده وإرادته من إجبار الاحتلال على التنازل عن قرار إبعاده عن القدس كشرط لإطلاق سراحه.
كما سلّط التقرير الضوء على أبرز أوجه التفاعل الدولي والعربي والإسلامي مع قضية القدس خلال العام المنصرم، حيث لم تفلح كل أشكال التفاعل مع القدس على ضعفها في منع الاحتلال من المضي في تنفيذ مخططاته.
واستنادًا إلى ما رصد من تطورات على مدار العام، حاول التقرير تحديد أبرز الاتجاهات التي يمكن أن تؤول إليها الأحداث في المرحلة القادمة ولا سيما استمرار محاولات السيطرة على المسجد الأقصى وتقسيمه، واستمرار "الإنجازات" التي تحققها "إسرائيل" في مشروع التهويد بصرف النظر عن تمديد المفاوضات أو إنهاء هذه الجولة في وقت لا تظهر إشارات تفيد بتطور الموقف العربي والإسلامي بشكل حاسم وواضح حيال مشروع التهويد.
وقد ختم التقرير بجملة من التوصيات أبرزها دعوة السلطة الفلسطينية إلى التخلي عن مسار التفاوض، ودعوة الدول العربية والإسلامية، التي لا تملك حق التفريط بالقدس، إلى الوقوف وقفة حاسمة من انتهاكات الاحتلال في القدس وعدم الانسياق وراء التطبيع معه. كما دعا التقرير إلى ضرورة إنهاء حالة الصراع الداخلي على الساحة الفلسطينية لما يسببه الانقسام من حرف للبوصلة عن مسارها وتشتيت الجهود وإضاعتها.
|
|
|
| ||||