الموقف العربي الرسمي من العدوان على غزة: خطاب مكرر من الإدانة، ومساواة بين المقاومة والاحتلال

تاريخ الإضافة الإثنين 8 كانون الثاني 2024 - 9:17 م    عدد الزيارات 689    التعليقات 0     القسم مقالات

        


براءة درزي

باحثة في مؤسسة القدس الدولية

لم تكن عملية طوفان الأقصى، بتوقيتها وسرعتها وإنجازها، صادمة ومفاجئة، لكن الموقف العربي منها، ومن العدوان الذي شنّه الاحتلال على غزة على أثرها، لم يكن مفاجئًا، بل جاء تكرارًا للموقف الذي تكرّس منذ سنوات على خطاب يساوي بين الاحتلال والمقاومة، وبين المعتدي وصاحب الحق، عبر الدعوة إلى وقف العنف والتصعيد، بالتوازي مع الامتناع عن موقف جدّي وفعلي يضغط لوقف العدوان.

 

مع تطورات اليوم الأول من عملية طوفان الأقصى وبداية العدوان الإسرائيلي على غزة، أعلنت مصر عن بدء اتصالات دولية لوقف التصعيد، وحمّلت الخارجية المصرية جيش الاحتلال المسؤولية، وحذرت من الاعتداء على المدنيين، داعية لوقف الاعتداءات والأعمال الاستفزازية ضد الشعب الفلسطيني، والالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني في ما يتعلق بمسؤوليات الدولة القائمة بالاحتلال.

 

وأجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالاً مع جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، حيث أكّد "أهمية وقف التصعيد الجاري وممارسة ضبط النفس من جميع الأطراف، لما ينطوي عليه الأمر من مخاطر وخيمة".

 

وأكّدت الخارجية الأردنية أنّ وقف التدهور لا يمكن أن يتحقق إلا إيجاد أفق سياسي حقيقي لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين، مشددة على ضرورة وقف "التصعيد الخطير في غزة ومحيطها"، محذّرة من الانعكاسات الخطيرة لهذا التصعيد "الذي يهدّد بتفجر الأوضاع بشكل أكبر، خصوصًا في ضوء ما تشهده مدن ومناطق في الضفة الغربية من اعتداءات وانتهاكات إسرائيلية على الشعب الفلسطيني، وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه".

 

وحذّرت الوزارة من تبعات هذا التصعيد "على كل جهود تحقيق التهدئة الشاملة"، وأكدت ضرورة ضبط النفس وحماية المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني، وقالت إنّ "تصاعد العنف بكل أشكاله واستمرار التصعيد سيؤدّيان إلى ما هو أسوأ، وسينعكسان سلبًا على الجميع".

 

وقالت الخارجية السعودية إنّ المملكة "تتابع من كثب تطورات الأوضاع غير المسبوقة بين عدد من الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، ما نتج عنها ارتفاع مستوى العنف الدائر في عدد من الجبهات هناك"، ودعت إلى "الوقف الفوري للتصعيد بين الجانبين، وحماية المدنيين وضبط النفس"، مجددة "دعوة المجتمع الدولي لتفعيل عملية سلمية ذات مصداقية تفضي إلى حلّ الدولتين".

 

وفيما حمّلت قطر "إسرائيل وحدها مسؤولية التصعيد الجاري الآن؛ بسبب انتهاكاتها المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني، وآخرها الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك تحت حماية الشرطة الإسرائيلية، فقد أعربت عن قلقها البالغ إزاء تطورات الأوضاع في قطاع غزة، ودعت الأطراف جميعها إلى وقف التصعيد والتهدئة وممارسة أقصى درجات ضبط النفس.

 

أمّا الإمارات فقالت إنّ "الهجمات التي تشنّها حركة حماس ضد المدن والقرى الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة، بما في ذلك إطلاق آلاف الصواريخ على التجمعات السكانية، تشكّل تصعيدًا خطيرًا وجسيمًا". وأعربت الوزارة عن استيائها الشديد إزاء التقارير التي تفيد باختطاف مدنيين إسرائيليين من منازلهم كرهائن، وأكدت "ضرورة أن ينعم المدنيون من كلا الجانبين بالحماية الكاملة بموجب القانون الإنساني الدولي، وضرورة ألا يكونوا هدفًا للصراع". وأعربت دولة الإمارات عن تعازيها لأسر الضحايا، ودعت إلى بذل الجهود الدبلوماسية كافة لمنع حدوث مواجهة إقليمية أوسع نطاقًا. كما عبرت الوزارة عن أسفها العميق للخسائر في الأرواح الإسرائيلية والفلسطينية نتيجة لاندلاع أعمال العنف، ودعت الطرفين إلى وقف التصعيد وتجنب تفاقم العنف وما يترتب على ذلك من عواقب مأساوية تؤثر في حياة المدنيين والمنشآت.

 

ومع تصاعد العدوان على غزة وإيغال الاحتلال في استهداف المدنيين والبنية التحتية، قالت وزيرة الدولة للتعاون الدولي الإماراتية ريم الهاشمي أمام مجلس الأمن في 24/10/2023، إن هجمات حماس بربرية وشنيعة ونطالبها بالإطلاق الفوري وغير المشروط لسراح الرهائن. 

 

وفيما قالت الخارجية العمانية إنّ التصعيد هو "نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي غير المشروع للأراضي الفلسطينية والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، وينذر بتداعيات خطيرة"، فقد دعت الطرفين إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وضرورة حماية المدنيين".

 

ودانت المملكة المغربية استهداف المدنيين من أيّ جهة كانت، وقالت إنّ نهج الحوار والمفاوضات يظلّ السبيل الوحيد للوصول إلى حلّ شامل ودائم للقضية الفلسطينية .

 

وانتقدت البحرين، في 9/10/2023، عملية طوفان الأقصى، وقالت الخارجية البحرينية في بيان إنه "من الضروري الوقف الفوري للقتال الدائر بين حركة حماس والقوات الإسرائيلية"، مشددة على "دعم الجهود الرامية إلى وقف القتال والتصعيد، والتوصل إلى حلّ سياسي عبر الحوار والمفاوضات وتسوية سلمية نهائية للصراع وفقًا لحل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية"، واستنكرت الوزارة "ما ورد في بعض التقارير عن اختطاف المدنيين من منازلهم كرهائن" وعبرت عن أسفها البالغ للخسائر الكبيرة في الأرواح والممتلكات وتعازيها لأسر الضحايا، وتمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل"، مطالبة بـ "وقف التصعيد وتجنّب العنف الذي يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي وينذر بعواقب وخيمة على المنطقة".

 

وفي "المنتدى التاسع عشر للأمن الإقليمي حوار المنامة 2023" الذي نظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في 17/11/2023، وصف ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة عملية طوفان الأقصى بأنهّا "بربرية ومروّعة"، وقال إنّه "ينبغي ألا يكون هناك إرهاب موجّه من غزة باتجاه إسرائيل".

رابط النشر

إمسح رمز الاستجابة السريعة (QR Code) باستخدام أي تطبيق لفتح هذه الصفحة على هاتفك الذكي.



السابق

السلطة الفلسطينية والموقف من طوفان الأقصى والعدوان على غزة

التالي

الموقف العربي بين التعاجز والمبادرة لإخراج الاحتلال من مأزقه

مقالات متعلّقة

علي ابراهيم

عام من "الطوفان" وما شجن في النفس والعالم!

الثلاثاء 8 تشرين الأول 2024 - 10:54 م

لو سألنا في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أيَّ خبير إستراتيجي أو محلل سياسي، عن التغييرات الكبرى في العالم، والصراعات القادمة فيه، لتحدث عن ملفات عديدة، ابتداء بالصراع الروسي والأوكراني، وتحجيم ا… تتمة »

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »