من أنت؟؟ القدس؟؟
الشاعر/ صالح هواري*:
- من أنت حتى تدّعي الخوف عليّ
أيها المبحر في المضائق المهاجرة !!
- حبيبك الذي أضاء قلبه
على محطة القطار ساعة المغادرة
- لا أدّعي أنّي عرفت عاشقاً
بعد صلاح الدين هزّ نخلتي بسيفه
- من أنت !!؟؟ القدس!!
- نعم أنا التي بفضل خوفكم عليّ
صرت بعد "الضم" "فتحة"
يصب الليل في عيونها عساكرة
أنا التي تشربها "هيلانة"
نخب انتصار الروم في خمارة المواجهة
ماذا تريد الآن مني؟
- أن أطير في عيونك المسافرة
نسراً على منقاره رصاصة
وفي جناحه أغانٍ عاشقة
- واقفة عقارب الساعة في يديك
صح النوم أيها البطل
صار الذي صار حبيبي
سبق السيف العذل
- أراك تحملين بندقية
وتسألينني عن الهويّ!!
ولو!! نسيت هذه الكوفية المنقطة
وهذه العباءة المخطّطة!!!
- لا أدّعي أنّي نسيتها
سوى أني لبست أورشليم قبعة
..........
-...... صحوت من حلمي تعالي
نبدأ الآن، حواراً ثانياً
- لقد أتيتني تحجّ والوفود راجعة
ليتك أطلقت علي النار
قبل لحظة المضاجعة
- ستنجبين طفلةً إذن!!
وربما ثالثة.. ورابعة
هذا على مزاج السيف في المقارعة
وتسخرين!!
- كيف لا؟
- بائعة الهوى اسكتي
- لكلّ حبة غزاها السوس كيال
وكل بائع لبائعه
- قومي من السبي تعالي
تصرخ الآن دمائي
تحت سندان الليالي الموجعة
لتأخذيني عاشقاً!!
- هل الهوى حقيبة
يطوي ثيابها السفر؟؟
- ماذا تريدين إذن؟!
- أريد سيفاً مضرياً،
ساعدين من حجر
أريد عاشقاً يحبني
كما أحبني يوماً "عمر"
"ملحق"
يا أيها القادم من كهف
العروبة المقنعة
هذا أوان الضوء فاخرج
من ظلام القوقعة
لم يفتْ القطار
ما زال النهار
فاتحاً شبّاكه لكلّ طير ودّعه
مفتوحة نوافذ الشمس لمن يؤمّها
من كان قلبه وسيفه
وحبّه معه
فلينزل الآن لخوض المعمعة
فلينزل الآن لخوض المعمعة
*صالح هواري من مواليد سنة 1938 في بلدة "سمخ" جنوب طبريّة بفلسطين. متحصل على الإجازة في الحقوق واللغة العربية وآدابها. من مجموعاته الشعرية: الدم يورق زيتونا..1972.