استمرار استهداف الشخصيات المقدسية: سياسة إسرائيلية لإفراغ القدس من رموزها
الإثنين 17 أيلول 2012 - 9:46 ص 7812 0 مقالات |
براءة درزي
باحثة في مؤسسة القدس الدوليةبالإضافة إلى السعي الدؤوب لحمل المقدسيين على ترك بيوتهم وأحيائهم المقدسية، تلجأ قوات الاحتلال إلى استهداف رموزهم ما يوحي ألا حصانة لأحد بوجه السياسات الإسرائيلية القائمة على الإقصاء والإبعاد والتضييق.
فبعد أسبوع من تسليم مدير المسجد الأقصى، الشيخ ناجح بكيرات، قرارًا يقضي بمنعه من دخول المسجد الأقصى لمدة ستة أشهر، دهمت مخابرات الاحتلال منزل بكيرات في 16/9 واقتادته إلى المسكوبية للتحقيق معه لتعود وتفرج عنه بعد ثلاثة أيام في وقت متأخر من ليل 18/9. وقد فرضت المحكمة الإسرائيلية كفالة مالية على الشيخ بكيرات بقيمة خمسة آلاف شيكل (نحو ألف دولار)، وعدم الاقتراب من المسجد الأقصى.
وكان الشيخ بكيرات عاد إلى المسجد الأقصى في 27/7 بعد إبعاد دام ستة أشهر وذلك في فترة ترؤسه قسم المخطوطات في المسجد الأقصى المبارك. وكان قرار الإبعاد وقتها قضى بمنع الشيخ بكيرات من الحديث مع وسائل الإعلام وجدد قرار المنع هذا ستة أشهر أخرى تمتد من 4/6 حتى 4/12/2012. كما غرِّم الشيخ ثلاثة آلاف شيكل، ووجهت إليه تهمة "التحريض وتخريب النظام العام".
وفي 7/9 أفاد فادي القواسمي، محامي خالد أبو عرفة، وزير القدس السابق المعتقل في سجن جلبوع، أن الوضع الصحي للوزير متدهور للغاية. وأشار إلى أن أبو عرفة نُقل مرات عدة إلى عيادة السجن، لكن طبيبة السجن رفضت تحويله إلى المستشفى مكتفية بإعطائه المسكنات دونما علاج فعال، الأمر الذي يفاقم من وضعه الصحي.
وعلى الرغم من أن قوات الاحتلال أفرجت في 5/9 عن محمد أبو طير، النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن مدينة القدس والمبعد إلى مدينة رام الله، بعد سنة من الاعتقال الإداري في سجن "عوفر" غرب رام الله، إلا أنها لم تسمح للنائب المقدسي بالعودة إلى مدينته.
وليس اعتقال الشيخ بكيرات أو إبعاده عن المسجد الأقصى استهدافًا شخصيًا للشيخ، ولكن لما يمثله هو وسواه من رموز القدس وأشخاصها الاعتباريين من قدرة على التحرك والتحريك ومواجهة مخططات الاحتلال ضد القدس والمسجد الأقصى. كما أن استمرار إبعاد نواب القدس عن مديتنهم واستمرار اعتقال وزير القدس السابق يهدف إلى خلق جو من الإذعان وكسر صمود المقدسيين عبر استهداف رموزهم وقياداتهم.
وأمام هذا الواقع، من المهم التذكير أن سكوت السلطة الفلسطينية وكذلك غياب الموقف العربي والإسلامي والدولي الفاعل كل ذلك أعطى دولة الاحتلال الضوء الأخضر للاستمرار في هذه الانتهاكات بحق القدس ورموزها.
وعليه، فإن الأطراف الفلسطينية والعربية كافة مطالبة باتخاذ الموقف الحاسم وممارسة الضغط على سلطات الاحتلال كي تتوقف عن هذه السياسات التعسفية التي تتجاوز كل القوانين والأعراف الدولية. كما أن الأردن بشكل خاص مطالب بالتصدي للاعتداءات التي تطال موظفي دائرة الأوقاف الإسلامية، ومنهم الشيخ بكيرات، نظرًا إلى أنهم يتبعون وزارة الأوقاف الأردنية، وبذلك يُفترض بالأردن أن يتعامل مع أي اعتداء أو اعتقال أو إبعاد يطالهم على أنه اعتداء على موظف أردني.