أناقة الشهداء| فادي علون
![]() ![]() ![]() ![]() |
وسام محمد
صحفي في مؤسسة القدس الدولية
استشهد الأنيق فادي علون (19 عامًا) في مثل هذا اليوم قبل عام واحد... استشهد ابن القدس ولم يعلم أن القدر لن يجمعه بوالدته في الدنيا بعد فراق دام لأكثر من 17 عامًا، فارتحل شهيدًا إلى الجنة لعله يراها من هناك .
فادي علون 19( عامًا) يعيش مع والده في القدس، وتعيش والدته في الأردن برفقة شقيقه محمد، حيث لا تستطيع الدخول إلى القدس بسبب القانون الصهيوني بمنع لم شمل العائلات الفلسطينية... والدة فادي التي غادرت فلسطين قبل 17 عامًا إثر وفاة أحد أقاربها في الأردن، منعت بعدها من العودة إلى القدس، فبقي فادي بين أحضان والده يتيمًا في القدس دون والدته، وبقي شقيقه محمد في أحضان والدته يتيمًا أيضًا في الأردن دون والده، وحتى لحظة الاستشهاد لم تجتمع الأسرة كاملة، وبقيت مفككة بفعل قوانين الاحتلال العنصري.
فادي... ذلك الشاب الوسيم الأنيق، المغرم بالصور والتقاط السيلفي، قتلته قوات الاحتلال أثناء توجهه لشراء فطوره اليومي (الكعك والفلافل) من حي المصرارة شمال القدس المحتلة بعد مطاردته من قبل مجموعة من المستوطنين الصهاينة.
عشر رصاصات أطلقها جنود الاحتلال نحو جسده الطاهر بعد أن تجمع من حوله عدد من المستوطنين الصهاينة الذي حاولوا قتله عند معرفتهم بأنه شاب عربي، وهذا ما أظهره مقطع فيديو نشرته مواقع عبرية بعد استشهاد فادي بساعات.
وأظهر الفيديو حينها المستوطنين وهم يعتدون على الشهيد بالضرب والسحل وهو ملقى على الأرض دون حراك، ووجهوا له الشتائم، وهم يدعون للانتقام من العرب.
والد فادي يقول:" لم أتمالك أعصابي عندما وصلني خبر استشهاده، فدخلت بصدمة رهيبة جداً.. ولم أصدق أن نجلي ورفيق دربي والعيون التي أرى بها الحياة صعدت روحه للسماء شهيداً.. لقد كان محبوبًا لدى الجميع، وصاحب صوتٍ نديّ حين يتلوا القران الكريم، كان يحب أن يؤذن".
وبحسرة يقول" غاب عني بجسده وترك لي أثر ابتسامته وضحكته وشخصيته وحبه لأنه كل حياتي، الاحتلال حرمني من عائلتي بمنع لم شملها، وحرمني من ابني البكر فادي".
نَم أيها الأنيق في الخلد، فالجنة تعشق الجمال وأصحابه وأبت إلا أن تكون معها دون فراق بعد أن عزَّ عليك فراق من أوصى بها الله، أيها الأنيق فادي لا تنظر إلى الخلف حيث غدر الاحتلال وعنصريته، انظر إلى الأمام حيث الجنة التي تتسع للجميع واسأل ربك الجنة لمن انتظرك أعوامًا عجاف.









