هل العلاقة مع "إسرائيل" مفيدة ... !

تاريخ الإضافة الثلاثاء 18 آب 2020 - 1:45 م    عدد الزيارات 2006    التعليقات 0     القسم مقالات

        


أسامة الأشقر

رئيس مجلس إدارة مركز المخطوطات والوثائق الفلسطينية وعضو اتحاد الكتاب العرب

 

سألت عدداً من المسؤولين الأفارقة عن تقييمهم لانفتاح العلاقة مع الكيان الإسرائيلي وتطبيعهم الجزئي أو الكامل معها، فكانت أجوبتهم ملفتة:

قالوا: إن افتتاح العلاقة في الأساس جاء لعدة اعتبارات:

1. لا يوجد موقف عربي يمنع ذلك أو يرفضه، أو يطلب منا إعادة تقييم قرار فتح العلاقة.

 

2. الموقف الرسمي الفلسطيني منخرط عملياً في العلاقة مع هذا الكيان، ويستخدمها حسب الظرف السياسي، فمرة يطلب منا التطبيع ومرة يطلب منا إرجاءه إلى وقت آخر ليكون هدية أو مكافأة إذا نجح تكتيك التفاوض، مما يزيد من رصيد المفاوض الفلسطيني.

 

3. كانوا يعتقدون أن الكيان الإسرائيلي هو مفتاح المؤسسات الأمريكية ، وأن أجندة الأمريكان مزدحمة ومكتظة بالأولويات المتداخلة ، وهذا يجعل الأمور بطيئة، ويمكن للتدخل الإسرائيلي أن يحرك الملفات العالقة التي تنتظر القرار الأمريكي المنقِذ.

 

4. العلاقة مع الكيان الإسرائيلي تعود في كثير من الأحيان إلى أسباب داخلية وصراعات حزبية محلية يستعين فيها كل طرف بقوة أجنبية نافذة، وأكثر من يفعل ذلك المعارضون، فتلجأ الدولة إلى هذا الكيان لمعادلة التوازن الداخلي لاسيما إذا تأخر التدخل الأمريكي أو لا يرى أهمية للتدخل .

 

5. كانوا يعتقدون أن الكيان الإسرائيلي لديه تكنولوجيا متقدمة رخيصة ستسهم في تطور البلاد وحل مشكلاته، ولاسيما تلك الأزمات الاقتصادية المرتبطة بملف سياسي أو حقوقي .

 

بعد تجربة عملية خاضوها وجدت لأكثرهم هذه التقييمات:

أ‌- العلاقة مع الكيان الإسرائيلي عبء أمنيّ كبير يضاف إلى الأعباء الأمنية المرهقة ، فـ"إسرائيل" لها أعداء كثيرون جداً حتى من أصدقائها المنافسين، ودائما ما تتحول ساحة وجودهم إلى ميدان صراع بين هؤلاء استخبارياً مستوراً في الحد الأدنى.

 

ب‌- الكيان الإسرائيلي كثير الوعود وكثير التباهي إلا أنه ضعيف الأداء وبطيء التدخل ويميل إلى التنظير، وينشغل بالتفاصيل التي نراها عادية، ويطلب المكافأة المقابِلة قبل إنجاز ما تم التفاهم عليه أو الاتفاق حوله.

 

ت‌- لا يوجد شيء مجاني في العلاقة مع هذا الكيان، فمؤسساته بخيلة ولا يوجد لديهم نشاط خيريّ إنسانيّ مؤثر، ولا تدريب ذو أهمية إلا ما يرتبط بتسويق منتجاتهم، وإذا أعطوك شيئاً مجانياً فإنه يكون دعاية لجذبك إلى المستوى الثاني من العلاقة المغرية.

 

ث‌- كل شيء عندهم مرتفع الثمن، وهو أقرب إلى الابتزاز، ويستغلون وجودهم في المنظمات الدولية لتقديم معلومات حساسة ، ويطلبون عليها أثماناً مرتفعة.

 

ج‌- يعلموننا كيفية الاستدانة من المنظومة المالية العالمية، ويفتحون لنا نوافذ صغيرة، وليس أبواباً بغرض استمرار عمولتهم من الطرفين، فهم أقرب للسماسرة.

 

ح‌- لا توجد مؤسسة لديهم إلا وراءها شخصية أمنية أو عسكرية، وهؤلاء يفكرون بعقلية الانتصار لا عقلية الكسب ، فهو يريد أن يسلب منك كل ما يستطيع بكل أسلوب متاح في أسرع وقت ودون اعتبار لمصالحك الحساسة، ولا يهمه أن يكسبك أو يتعاطف معك.

 

خ‌- العلاقة معهم تكتيكية، قصيرة النفس وليس فيها ثبات استراتيجي، فهم يبدؤون معك باهتمام بالغ ثم تتراجع العلاقة معهم إلى مستويات صفرية إذا أخذوا ما يريدون منك ، وتكون أنت حينها كمن يتلبّس بالجريمة ويدفع ثمنها طول حياته، وإذا حاولَ التخلص منها غضبتْ منه أمريكا وعاقبته.

 

د‌- على المدى المتوسط فإن وجودهم ضار جداً فهم يسعون إلى احتكار السلعة، وإقصاء المنافسين، والتحكم والسيطرة ، ثم يتحركون لشراء الذمم والمواقف واستغلال العلاقات ، ويتصرفون كأنهم في مناطقهم الخاصة ولا يضعون اعتباراً لأي سيادة.

 

ذ‌- والأمر الملفت في إجاباتهم أن كثيرين من الدبلوماسيين الأمريكان والأوروربيين ينظرون إليهم باستخفاف عندما ندخل إليهم عبر البوابة "الإسرائيلية"، ويصرح لنا بعضهم أننا سذج وفي سنة أولى سياسة، فأبوابهم مفتوحة ولكنها تحتاج من طارق الأبواب أن يكون ذكياً وصبوراً في تخطيط العلاقة وفتحها واستدامتها.

 

ر- هناك مبالغة إعلامية لحقيقة الدور الإسرائيلي في إفريقيا، فهي تتأخر ولا تتقدم، وسمعتها سيئة، ودورها لا يتعدى دور اللوجستيات والتسهيلات لصالح أمريكا سياسيا أو الاقتصاد الامريكي ومنظومته العالمية.

رابط النشر

إمسح رمز الاستجابة السريعة (QR Code) باستخدام أي تطبيق لفتح هذه الصفحة على هاتفك الذكي.



السابق

الاتفاق بين الإمارات ودولة الاحتلال: عن التّوقيت والدّلالات

التالي

الأقصى في الذكرى 51 لإحراقه

مقالات متعلّقة

زياد ابحيص

عرب جابوتنسكي وواجب الوقت

الأربعاء 15 كانون الثاني 2025 - 10:57 م

محسن صالح

هل ثمة فرصة حقيقية لصفقة الأسرى؟

الأحد 12 كانون الثاني 2025 - 11:39 ص

علي ابراهيم

عام من "الطوفان" وما شجن في النفس والعالم!

الثلاثاء 8 تشرين الأول 2024 - 10:54 م

لو سألنا في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أيَّ خبير إستراتيجي أو محلل سياسي، عن التغييرات الكبرى في العالم، والصراعات القادمة فيه، لتحدث عن ملفات عديدة، ابتداء بالصراع الروسي والأوكراني، وتحجيم ا… تتمة »

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »