مؤسسة القدس الدولية تصدر تقريرها "عين على الأقصى" الثامن عشر والمتحدثون يدعون إلى مشاركة مؤثرة في طوفان الأقصى تقربنا من تحريره
الخميس 29 آب 2024 - 2:00 م 1833 0 طوفان الأقصى، أبرز الأخبار، المسجد الأقصى، التفاعل مع القدس، أخبار المؤسسة، تقرير وتحقيق |
أصدرت مؤسسة القدس الدولية أمس الأربعاء 28/8/2023 تقريرها السنوي "عين على الأقصى" في مؤتمر صحفي عقدته في مدينة إسطنبول التركية، بحضور شخصيات سياسية وإعلامية وباحثين ومهتمين في القضية الفلسطينية.
افتتح الشيخ حميد الأحمر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة القدس الدولية الكلمات، وأشار إلى أنّ اللقاء اليوم يأتي بعد مرور أكثرَ من أحدَ عشرَ شهرًا من الحرب الصهيونية المستمرة على قطاع غزة، وقال الأحمر: " نلتقي اليوم وعينٌ ترقب ما يحدث في غزة، والعين الأخرى تُتابع ما يجري في الضفة والقدس والمسجد الأقصى، وفي القلب كلُّ فلسطين، بأرضها وشعبها، وأبطالها البواسل".
وأكدّ الأحمر على أنّ المسجد الأقصى يمر بواحدة من أخطر مراحله التاريخية الممتدة إلى الزمن البعيد وذلك بسبب: " جنوحُ المجتمعِ الصهيونيِّ نحوَ التطرفِ، وبروزُ تيارِ الصهيونية الدينيةِ التي تؤمنُ بمعتقداتِ الإلغاءِ، والإقصاءِ، وشطبِ الوجودِ الفلسطينيِّ، وإزالةِ المسجدِ الأقصى، وبناءِ المعبدِ المزعومِ، وتهويدِ القدسِ، ووجودُ حكومةِ نتنياهو التي تُعدُّ أشرسَ حكومةٍ من حيث فكرة استهدافِ المسجدِ الأقصى، وتصفيةِ القضية الفلسطينيةِ".
وأشار الشيخ حميد إلى أنّ طوفان الأقصى جاء كرد فعل طبيعي على إجرام الاحتلال في القدس وغيرها، وقال: " لم يكنْ أمامَ الشعبِ الفلسطينيِّ سوى طوفانِ الأقصى ليردَّ على العدوانِ الصهيونيِّ المفتوحِ على الأرضِ، والشعبِ، والمقدساتِ الإسلاميةِ والمسيحيةِ، والأسرى، والحقوقِ المختلفةِ للشعبِ الفلسطينيِّ".
وأضاف الشيخ حميد: " ما زالَتِ الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيةُ ودولٌ غربيةٌ أخرى تغمضُ أعينَها، ولا تريدُ أنْ ترى مظلوميةَ الشعبِ الفلسطينيِّ، والجرائمَ التي يقترفُها الاحتلالُ الصهيونيُّ بحقِّه. نعم، ما زالَ معسكرُ الاستعمارِ الغربيِّ يتنكرُ للحقوقِ الفلسطينيةِ، ويعطِّلُ أيَّ محاسبةٍ قانونيةٍ جِديةٍ للاحتلالِ، وهذا يفرضُ علينا جميعًا بذلَ أقصى الجهودِ الضاغطةِ على هذه الدولِ لتوقفَ مشاركتَها في قتلِ الشعبِ الفلسطينيِّ واغتصابِ حقوقِه".
وبيّن الأحمر كيف أسهم طوفان الأقصى باستعادة فلسطين في الساحة الدولية، وبشكل غير مسبوق، قائلًا: "شهدت عشرات الدول الغربية والعربية والإسلامية مظاهرات حاشدة منددة بالعدوان على غزة، وتواصلت التحركات الشعبية للمطالبة بوقف حرب الإبادة ودعم حقوق الشعب الفلسطيني في نيل حريته، بدءًا من جنوب إفريقيا التي تحركت لمقاضاة الاحتلال الصهيوني دولياً في محكمة العدل الدولية، ومرورًا بطلاب الجامعات في الولايات المتحدة وأوروبا الذين قادوا انتفاضة طلابية عالمية إسناداً للحق الفلسطيني".
وأضاف: "أسهمت تلك التحركات الشعبية والرسمية في إظهار وجه الاحتلال البشع، ومع أهمية استعادة السردية الفلسطينية، وتحقيقها انتشارًا منقطع النظير، إلا أن هذه الجهود بحاجة إلى المزيد من التكثيف والفاعلية والتأثير".
وختم الشيخ حميد الأحمر حديثه بالتأكيد على أنّ الأمة تمر في لحظةٍ تاريخيةٍ حاسمةٍ، فإمَّا أن يضيعَ المسجدُ الأقصى، وإمَّا أنْ يبقى منارةً للصفاءِ والنقاءِ والحريةِ، وإمَّا أنْ تبادَ غزةُ على وقعِ الصمتِ والتخاذلِ والعجزِ، وإمَّا أنْ ننجحَ في كسرِ الطوقِ عنها، وإسنادِها بكلِّ ما يمكنُ لتنتصرَ على الاحتلالِ، وأمَّا أنْ تتلاشى القضيةُ الفلسطينيةُ، وإمَّا أنْ تلفظَ فلسطينُ عنها رجسَ الاحتلالِ.
وتحدث في المؤتمر البرلماني التركي حسن توران، والذي قال في كلمته عبر تقنية الفيديو "بعد السابع من أكتوبر، احتلت القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى أجندة العالم".
وأضاف: "اليوم تُمارس إسرائيل الإرهاب بحق العالم الإسلامي بدعم غربي، وتهدد كل من يقف بوجهها".
واعتبر توران أن "إسرائيل هي الولايات المتحدة والغرب المصغر في المنطقة، ولا يمكن كسر ذلك إلا عبر المقاومة".
تلاها كلمة الأستاذ ياسين حمود، المدير العام لمؤسسة القدس الدولية، الذي بدأ كلامه بالتذكير بالشهيد القائد إسماعيل هنية، الذي كان حاضراً في مؤتمر إطلاق تقرير "حال القدس 2023" قبل عدة أشهر في كنف القدس الدولية، وقال حمود: "لا تغيبُ عنَّا قامةٌ شامخةٌ شرَّفَتْنا بكلمةٍ في مثلِ هذا اللقاءِ منذُ بضعةِ أشهرٍ، حينَ أصدرَتِ المؤسسةُ تقريرَ "حالِ القدسِ" السنويَّ، إنَّه القائدُ الشهيدُ إسماعيل هنيَّة، الغائبُ الحاضرُ في قلوبِنا".
وقدم ياسين حمود استعراضاً لمضامين تقريرِ "عين على الأقصى الثامنَ عشرَ" التي ترصدُ وتحلِّلُ الأحداثَ والمواقفَ المتعلقةَ بالمسجدِ الأقصى منْ 1/8/2023 إلى 1/8/2024.
وأكدّ حمّود أنّ "عين على الأقصى الثامن عشر" قدم صورةً واضحةً عنْ مساريْنِ متناقضيْنِ متصارعيْنِ هما: مسارُ العدوانِ على المسجدِ الأقصى الذي يقودُه الاحتلالُ الصِّهيونيُّ المدعومُ منْ أمريكا، وحكوماتٍ غربيةٍ، وأنظمةِ التطبيعِ العربيِّ، والمسار الذي يقودُه الشعبُ الفلسطينيُّ بمرابطيه ومقاوميه ومعَه شرفاءُ الأمة وأحرارُ العالمِ.
وقال حمّود: "في المسار الأول وجدَتْ فكرةُ بناءِ "المعبدِ" المزعومِ لها حاضنةً قويةً في مفاصلِ القرارِ السياسيِّ والأمنيِّ الصِّهيونيِّ، فقد ضمَّتْ حكومةُ المجرمِ نتنياهو عُتاةَ الوزراءِ المتطرفينَ الذينَ يمثِّلونَ اليمينَ المتطرفَ، والصِّهيونيةَ الدينيةَ، وقرأتْ "منظماتُ المعبدِ" المتطرفةُ رسالةَ "طوفانِ الأقصى" جيدًا، وأدركَتْ أنه تهديدٌ غيرُ مسبوقٍ لمكاسبِها التي حققتْها في المسجدِ في السنواتِ الماضيةِ، وقرَّرَتْ رفعَ شعارِ "معركةِ المعبدِ" في وجهِ "طوفانِ الأقصى"، فسخَّرَت جهودَها لحثِّ المستوطنينَ وجنودِ الاحتلالِ على المشاركةِ في العدوانِ الإجراميِّ على قطاعِ غزةَ، وشجَّعَتْهم على اقتحامِ المسجدِ الأقصى قبلَ المشاركةِ في قتلِ الأطفالِ والنساءِ والشيوخِ في غزةَ".
وضمن حديثه عرّج حمّود على المواقفِ المتموضعةِ في المسارِ الأول الذي يقودُه الاحتلالُ، وقال: "تصدَّرَتِ الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيةُ قائمةَ الدولِ التي وفَّرَتْ للاحتلالِ الدعمَ العسكريَّ والسياسيَّ المفتوحَ، وكانَت شريكةً فعليةً في المجازرِ التي يقترفُها الاحتلالُ بحقِّ قطاعِ غزةَ والمسجدِ الأقصى والقضيةِ الفلسطينيةِ بكلِّ عناوينِها، وكانَ منْ أقسى المشاهدِ التي وثَّقَها التقريرُ مشهدُ الحكوماتِ العربيةِ والإسلاميةِ التي غرقَتْ في مستنقعِ التخاذلِ، بل تورطَ بعضُها في جريمةِ المشاركةِ في حصارِ قطاعِ غزةَ، وجريمةِ إمدادِ الاحتلالِ بالبضائعِ، والأغذيةِ، وحاجاتِه الأخرى".
أمّا المسار الثاني، الذي يقودُه بحسب حمود الشعبُ الفلسطينيُّ بمرابطيه ومقاوميه ومعَه شرفاءُ الأمة وأحرارُ العالمِ، فقد كانت أهم محطاته معركةُ طوفانِ الأقصى التي أطلقَتْ شرارتَها كتائبُ القسامِ في 7/10/2023 دفاعًا عنِ المسجدِ الأقصى وكلِّ فلسطينَ وشعبِها وأسراها، المعركة التي رسخت أنَّ الشعبَ الفلسطينيَّ لا يمكنُ أن يسكتَ على الاعتداءاتِ الصِّهيونيةِ المستمرةِ على المسجدِ الأقصى.
وفي سياق استعراض دور الشعب الفلسطيني في القدس والضفة في طوفان الأقصى والتفاعل الشعبي العربي والإسلامي مع المعركة، قال حمّود: "فرضَ الاحتلالُ الصِّهيونيُّ إجراءاتٍ أمنيةً مشددةً على أهلِ القدسِ، والضفةِ الغربيةِ، والأراضي الفلسطينيةِ المحتلةِ عام 1948، وأدَّى ذلك إلى ضعفِ تفاعلِ هذه المناطقِ في مواجهةِ اقتحاماتِ المستوطنينَ، وفي إسنادِ قطاعِ غزةَ، وعلى الرغم من ذلك، شهدَتِ الضفةُ الغربيةُ بعضَ العملياتِ النوعيةِ ضدَّ جنودِ الاحتلالِ ومستوطنيه".
وأضاف حمّود: "لم يكنْ تفاعلُ الشعوبِ العربيةِ والإسلاميةِ على مستوى التحدياتِ والواجباتِ التي فرضَتْها معركةُ طوفانِ الأقصى المصيريةُ، وعلى الرغمِ منَ الجهودِ التي بذلَتْها بعضُ الأحزابِ، والقُوى، والمؤسساتِ، والشخصياتِ العلمائيةِ؛ فإنَّ التفاعلَ الشعبيَّ الضعيفَ أظهرَ حجمَ المأزقِ الذي تغرقُ فيه شرائحُ عريضةٌ منْ نُخبِ أمتِنا".
وختم ياسين حمّود حديثه قائلًا: "على الشعوب أن تأخذَ بزمامِ المبادرةِ، وتستدركَ على الوهَنِ الذي ظهرَ، وتضغطَ على حكوماتِها لتقومَ بواجباتِها تُجاه قطاعَ غزةَ والمسجدِ الأقصى والقضيةِ الفلسطينيةِ، وتمحوَ وصمةَ العارِ المتمثلةَ بإمدادِ بعضِ الحكوماتِ العربيةِ والإسلاميةِ كِيانَ الاحتلالِ بالبضائعِ والحاجاتِ".
استهل الأستاذ خالد مشعل، رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الخارج الحديث قائلًا : "يأتي المؤتمر بعد 11 شهرًا على معركة طوفان الأقصى التي انطلقت انتصاراً للحقِّ ودفعاً للقوةِ الغاشمةِ المعتديةِ المحتلة، رفضاً للخضوعِ والخنوعِ تحتَ الهيمنةِ الصهيونيةِ والغربية، بعدَ أحدَ عشرَ شهراً من طوفان الأقصى الذي انطلقَ ليُبدِّدَ أوهامَ الحسمِ والإلغاء".
وسلط مشعل الضوء على حجم المجزرة التي لا يزال الاحتلال يشنها على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والشتات في لبنان، ووصفها بالحرب المفتوحة التي ارتقى خلالها أكثر من 50 ألف من الشهداء، فيما يقبع أكثر من 10 آلاف في سجون الاحتلال، وقال مشعل: "الاحتلال يخوض الحرب علينا جميعاً، فهو يقصف طهران وبيروت واليمن، وسيضرب أماكن ظنّ أصحابها أنهم بمنأى عن العدوان الصهيوني وهم يتفرجون على جراح غزة والقدس والأقصى".
وأثنّى مشعل على صمود المقاومة الفلسطينية وإبداعها في القتال في غزة والضفة والقدس والشتات وصمود الحاضنة الشعبية في غزة فيما تدافع المقاومة عن شعبها فإنها تتحرك سياسياً ودبلوماسياً لإيقاف العدوان على غزة، وقال مشعل: "كل الروايات الأمريكية والصهيونية في الأيام الماضية محض كذب، فالولايات المتحدة شريكة بالعدوان تدعو لوقف إطلاق النار وتمد الاحتلال بشتى صنوف السلاح".
وأضاف مشعل: "نقود كل الجهود لوقف العدوان على غزة وعلى مختلف الصعد، وفي الضفة نقود المقاومة للدفاع عن الأقصى، ونحن أمام مسؤوليات كبيرة وسنقوم بها بإذن الله، ومن أعظم دلالات جديّة (حماس) في الصراع تقديمها لنخبة من أهم قادتها في المعركة، وتوج ذلك باستشهاد القائد العظيم إسماعيل هنية".
وتابع مشعل القول: "لا يكفينا الفخر بالمقاومة ومشاهدة مقاطع عبر التلفاز، فالفخر والاعتزاز والدعم المالي مطلوب، ولكن المطلوب اليوم قرار تاريخي من الحركات والمجموعات الجهادية، وأعلم أنّ هناك من اتخذ القرار ويعد نفسه ليكون جزءًا من الطوفان، ولكن لمن لن يقرر يجب عليكم أن تشاركوا فعلياً في الطوفان بالعمل الفعلي العسكري للانخراط بالمعركة، فلا تتركوا غزة وحدها".
وأضاف مشعل: "في ظل هذه المعركة المفتوحة في الضفة الغربية، المطلوب اليوم في الضفة والقدس والداخل والشتات تصعيد هذا الصراع، وفي الضفة نريد عودة للعمليات الاستشهادية، ولنطلق العنان لكل أشكال المقاومة، ولنجدد الروح في الضفة والداخل، كي لا تتفرد (إسرائيل) بنا قطعة قطعة".
وتابع مشعل: "يا أبناء الأمة لا تتركوا غزة وحيدة في الميدان، الله الله في غزة، والمطلوب عودة الشارع العربي والإسلامي والإنساني بملايينه الهادرة نصرة لغزة، فأدعوكم يا إخواني أن نعيد للشارع حيويته، واعتصموا في الميادين حتى توقفوا العدوان على غزة، فما قيمة الحياة وأنتم ترون هذه الدماء تسفك في غزة والضفة".
ووجه مشعل رسالة للأنظمة العربية، وقال: "آن للسياسات الخاطئة لبعض الدول أن تتوقف، آن للتنسيق الأمني والتطبيع والتبادل التجاري أن يتوقف، فهذا سفه لا يليق بحجم المعركة، فالاحتلال الصهيوني خطر على الأمن القومي العربي والإسلامي، يهدد الأردن ومصر، ويهدد مصالحنا ومجتمعاتنا، والولايات المتحدة جزء من العدوان، فلا بد من بناء استراتيجية جديدة لديكم".
ودعا مشعل قادة الأمة وعلمائها لوضع استراتيجية للانخراط في طوفان الأقصى وقال: "دعونا نحضر لوثبة كبرى ولنجدد برامجنا في الذكرى السنوية الأولى لطوفان الأقصى كي يستمر الطوفان … شكراً لكل من قدم ماليًا وقاتل وأسند وخاض معركة الإعلام والسردية وتحرك سياسياً ولكن هذا لا يكفي! فما زلنا في خضم المعركة فمع سعينا لوقف العدوان إلا أنّ الاحتلال يخطط لاستدامة الحرب، فلا بد من الإعداد للانخراط في الطوفان، فالدعوة لكل رموز الأمة وقادتها وعلمائها لوضع خطة استراتيجية كي نكون جزءًا من الطوفان ونختصر الزمن ونكون على طريق التحرير".
وختم مشعل قائلًا: "ثقوا بأنّ العدو يتألم ويعيش أزمة وجودية ولكنه يحشد قوته ليمنع تسارع خطى تراجعه، فنحن أمام فرصة تاريخية فلا تضيعوها يا قادة الأمة، وفلسطين هي المنطلق والراية والمحفز وعنوان نهضة الأمة".
وتضمن المؤتمر الصحفي فقرة وفاء للشهيد القائد إسماعيل هنية، عرضت خلالها مؤسسة القدس الدولية فيلماً قصيراً تحت عنوان "القدس في وجدان الشهيد القائد إسماعيل هنية"، وعقب الفيلم تحدث معن بشور، رئيس المؤتمر القومي العربي، وعضو مجلس إدارة مؤسسة القدس الدولية، وقال: "منذ اللحظة الأولى التي التقيت فيها بالقائد إسماعيل هنية خلال اجتماعه مع مجلس إدارة مؤسسة القدس الدولية، لاحظت فيه صلابة تخفيها ابتسامة طاهرة تقرب الناس منه وتقربه من الناس، ورأيت في عينيه فرح الذي ينتظر الشهادة أو النصر".
وبعد كلمة معن بشور، تحدث الدكتور عبد الرزاق المقري، الأمين العام لمنتدى (كولالمبور) الدولي، والذي بدأ حديثه بالتأكيد على أنّ طوفان الأقصى حالة سننية، وقال: "الله عز وجل اختار أولئك الأطهار في غزة فأحسنوا التخطيط والتدبير وقدموا أقصى ما يمكن أن يقدمه الإنسان وأدوا الذي عليهم وأقاموا الشهادة على العالم بأسره".
وأضاف المقري: "طوفان الأقصى خط طريقاً جديداً ينقسم فيه الناس إلى قسمين، الذين فجروا طوفان الأقصى والذين ساندوهم وجاهدوا بجهادهم بكل أنواع الجهاد والتضحيات، والصف الآخر، هم المجرمون الصهاينة وحلفاؤهم ومن شاركهم في الجريمة، الولايات المتحدة، وكل الغرب، وكذلك الذين تآمروا معهم من بني جلدتنا، وكذلك المخذلّون والمتخاذلين الذين فرّطوا في نصرة المسجد الأقصى".
وختم المقري حديثه برسالة إلى دول الطوق: "إمّا أن تنخرطوا في المعركة أو أن تسمحوا للناس للانخراط بالمعركة أو ليزولوا لأن المرحلة حاسمة، ونتوجه للقوى الحية والحركات الإسلامية بالذات، لتقوم بواجبها لتعبئ الأمة شعبياً وتضغط على الحكومات لتقوم بواجبها فالمعركة مفصلية، والمتخاذلون حالهم كحال المخذلين، علينا أن نتوجه بهذه الكلمات الواضحة لكل القادة في هذه الأمة لينخرطوا انخراطاً بيّناً واضحاً وليكونوا مستعدين لدفع الأثمان".