الفصل الثاني من تقرير حال القدس 2019: تطورات المقاومة في القدس والمواجهة مع الاحتلال
الأربعاء 15 نيسان 2020 - 2:20 م 12275 581 حال القدس السنوي |
الفصل الثاني: تطورات المقاومة في القدس والمواجهة مع الاحتلال
تظل انتفاضة الفلسطينيين في القدس وباقي المناطق الفلسطينية المحتلة، أكثر عوامل إقلاق الاحتلال وزعزعة وجوده وأمنه، ومع تطبيق سلطات الاحتلال العديد من الإجراءات الأمنية والقانونية والعقابية الرامية إلى الحدّ من عمليات الانتفاضة، التي وصلت حدّ التنكيل بأفراد أسرة المنفذ، وحصار مناطق وأحياء فلسطينية بأكملها، استطاعت الانتفاضة الاستمرار، متجاوزة إجراءات الاحتلال جميعها، وبقيت عمليات الانتفاضة غير قابلة للتوقع والتعقب.
وفي سياق قراءة الفعل المقاوم خلال عام 2019، يستعرض هذا الفصل أبرز العمليات النوعية التي نفذت، ويقدم إحصائيات وأرقامًا تؤكد استمرار الانتفاضة، وتصاعد زخمها، وهو استمرارٌ لا يتمظهر بنسقٍ واحدٍ من العمليات، ولا يرسم وتيرةً معينة من الخطوط والانحناءات البيانيّة، فالرسم البياني للانتفاضة شهد متغيرات كثيرة، إذ تصاعدَ في عددٍ من أشهر العام، وتراجع في أشهرٍ أخرى، وتأثرت سيرورة الانتفاضة بمجموعة من المعطيات والعوامل، في مقدمتها إجراءات الاحتلال الأمنية، وحجم استهداف القدس والأقصى، إضافة إلى المعطيات الإقليمية والدولية، خاصة القرارات الأمريكية، والتحضيرات لإعلان صفقة القرن.
شهدت ساحة المواجهة مع الاحتلال ثلاثة أحداثٍ رئيسة، اختزلت صورة الانتفاضة خلال عام 2019، ورسمت ملامح مشهدية العمل المقاوم في مجمل المناطق الفلسطينية، وهي:
- الحدث الأول: عودة العمل الشعبيّ الجماعي خلال هبة باب الرحمة، التي أعادت القدس والمسجد الأقصى إلى مسرح الأحداث مجددًا، إذ كرست إرادة المقدسيين قدرتها على تجاوز الاحتلال، في تكرارٍ مهيب لنصر هبة البوابات الإلكترونية في عام 2017.
- الحدث الثاني: استمرار العمليات الفردية النوعية، وهي عمليات تجاوزت إجراءات الاحتلال الأمنية من جهة، وإجراءاته العقابية والانتقامية من جهة أخرى، واستطاعت تكبيد الاحتلال خسائر بشرية، إضافةً إلى الإرباك الأمني الذي تخلفه كل عملية منها.
- الحدث الثالث: استكمال مشهد المقاومة الشعبية من قطاع غزة، من خلال استمرار مسيرات العودة، وتكريس غلاف غزة بؤرة قلق دائم للاحتلال.
وفي سياق تقديم قراءة مفصلة لتطور الانتفاضة، نوضح أنه مع تصاعد مجمل العمليات التي جرت في عام 2019، في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وهي عملياتٌ تشمل رشق الحجارة والمواجهات ورمي العبوات الناسفة وغيرها من أعمال المقاومة، سجلت العمليات النوعية التي ينفذها الفلسطينيون وتهدف إلى إحداث خسائر في صفوف الاحتلال تراجعًا عن الأعوام السابقة، نتيجة إجراءات الاحتلال العقابية، وتشديد قبضته الأمنية، واستخدامه مجموعة من الأدوات الاستخباراتية والأمنية والعقابية، التي أدت بمجملها إلى هذا التراجع، في وقتٍ استطاعت المواجهات استمرار فاعليتها خاصة مع تحول مناطق في القدس المحتلة إلى مناطق حامية، تجري فيها المواجهات بشكلٍ دائم.
وأمام التحديات الكبرى التي تواجه القضية الفلسطينية، وآخرها الإعلان عن "صفقة القرن" في بداية عام 2020، في محاولة لإنهاء هذه القضية بشكلٍ كامل، وما يتصل بها من انزياحٍ عربيّ متزايد باتجاه الاحتلال، استطاعت الانتفاضة تجاوز جميع إجراءات الاحتلال خلال عام 2019، وتكريس فاعلية العمليات الفردية النوعية، بأنها فعل مقاوم لا يستطيع الاحتلال أن يتجاوزه، بل أن يتوقع حدوثه، مع ما يمتلكه الاحتلال من قدرات استخباراتية هائلة، وعدم توقف التنسيق الأمني مع الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، هذه الفاعلية تكرست في عمليات إطلاق نار، أو قتل جنود الاحتلال، في إشارة إلى تطور هذه العمليات نوعيًا، لو تراجعت كميًا خلال العام الماضي.
هذا التطور النوعي للعمليات، يأتي بالتزامن مع سيطرة المقاومة الجماعية على مشهد الانتفاضة، فهي أكثر صور المواجهة مع الاحتلال، على اختلاف أشكالها، إن كانت رشقًا للحجارة، أو استهدافًا لجنود الاحتلال بالألعاب النارية والزجاجات الحارقة، وصولًا للمواجهات المباشرة قرب الحواجز أو في الأحياء الفلسطينية، وهي مواجهاتٌ تقدر بالمئات، ما يؤكد – مجددًا- أن المقاومة خيارٌ شعبيّ فلسطينيّ في المقام الأول، وأن رقعة انتشار هذه المواجهات تعطينا فكرة عن مدى مأزق الاحتلال في تطويع الشعب الفلسطيني.
لتحميل تقرير حال القدس 2019 كاملًا، أنقر هنا
لتحميل خبر تقرير حال القدس 2019 كاملًا، أنقر هنا