الفصل الثاني من تقرير حال القدس 2020: تطورات المقاومة في القدس والمواجهة مع الاحتلال
الأربعاء 21 نيسان 2021 - 12:35 م 8259 484 حال القدس السنوي |
تشكل المقاومة في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، أبرز عوامل إقلاق الاحتلال وأمنه، واستهداف مستوطنيه والمناطق التي يقطنون بها، ومع تحقيق عمليات المقاومة خسائر بشرية ومادية لا يمكن الاحتلال تجاوزها، رسخت المقاومة نفسها واحدةً من أبرز أدوات الفلسطينيين لمواجهة تغول الاحتلال في المناطق المحتلة، وواحدًا من أنساق تجاوبهم مع ما يجري في القدس والأقصى من اعتداءات.
وفي عام 2020 استطاعت المقاومة في المناطق المحتلة أن تتجاوز إجراءات الاحتلال وإغلاقاته المتكررة لمواجهة جائحة كورونا ، وهو واقع مستجد دفع نحو المزيد من المصاعب التي تكتنف تنفيذ أي عملية نوعية، إذ خلت المناطق المحتلة من المارة والسيارات، ما سمح للاحتلال بتحقيق المزيد من المراقبة الأمنية، ولكنها مراقبة لم تمنع الفلسطينيين من تنفيذ عملياتٍ في عام 2020 ، فاستمرت مع تباين ملحوظ بأنساق هذه العمليات وآثارها.
وفي سياق رصد المقاومة وعملياتها في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، تُشير القراءة المتأنية للمعطيات التي يوردها هذا الفصل إلى عددٍ من الملاحظات بالغة الدلالة وهي:
المقاومة فعلٌ جمعي: تؤكد معطيات التقرير أن العمل المقاوم قرارٌ جمعي للفلسطينيين في مجمل المناطق الفلسطينية المحتلة، وبطبيعة الحال في قطاع غزة، وليس خيار عددٍ محدودٍ من المقاومين الذين ينفذون العمليات الفردية فقط، وهو معطى بالغ الأهمية والدلالة، أشارت إليه استطلاعات الرأي، التي أكدت أن نحو ثلثي الشعب الفلسطيني تختار المقاومة خيارًا لمواجهة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، وهذا يؤكد رسوخ خيار المقاومة في وجدان الشعب الفلسطيني ممارسته، وأن التباين في أرقام عمليات المقاومة ليس تراجعًا في موقع المقاومة، إنما هو نتيجة إجراءات الاحتلال الأمنية.
المقاومة مستمرة على الرغم من العقبات: استطاعت منظومة الاحتلال الأمنية ترسيخ العديد من الإجراءات العقابية بحق منفذي العمليات الفردية وذوييهم، وعلى الرغم من الأثمان الباهظة التي يدفعها الفلسطينيون، بقيت العمليات الفردية حاضرة في السنوات الأخيرة، وواحدة من أكثر عمليات المقاومة رعبًا للاحتلال، الذي يفشل مجددًا في منعها أو توقعها، وهو استمرارٌ انسحب على عدد نقاط المواجهة وفاعليتها، على الرغم من وحشية الاحتلال في
محاولاته قمعها.
القدس في قلب المقاومة: أظهرت معطيات الفصل رسوخ المقاومة في المدينة المحتلة، التي شهدت عددًا من العمليات النوعية، واحتضنت أحياء المدينة وأزقتها العشرات من نقاط الاشتباك، فلا يمكن قوات الاحتلال اقتحام هذه البلدات من دون اندلاع مواجهات عنيفة في وجههم. إضافةً إلى إعادة إطلاق المقاومة الشعبية عبر مبادرة الفجر العظيم ، التي استطاعت رفد المسجد الأقصى بآلاف المرابطين، وفاجأت الاحتلال وأذرعه المختلفة.
وفي إطار تسليط الضوء على العمل المقاوم في القدس المحتلة خاصة وفي مختلف المناطق الفلسطينية المحتلة، يستعرض هذا الفصل أبرز العمليات النوعية التي نفذها الفلسطينيون في عام 2020 ، ويقدم إحصائيات وأرقامًا مفصلة لعمليات المقاومة على اختلاف أنواعها وأشكالها، بالاستناد إلى معطيات الشاباك الإسرائيلي، وتقارير الفلسطينية ذات الصلة، ويقدم صورة عامة لأنماط العمل المقاوم في المناطق المحتلة، إضافةً إلى أبرز محطات المقاومة الشعبية في القدس المحتلة.
وقد أظهر الفصل تفاعل المقاومة مع مستجدات القضية الفلسطينية، من إعلان الرئيسالأمريكي السابق دونالد ترامب عن صفقة القرن في بداية عام 2020 ، وصولً إلى موجة التطبيع العربي مع الاحتلال، وعقد الدول العربية اتفاقيات التطبيع مع دولة الاحتلال، وقد شهدت المناطق الفلسطينية مواجهاتٍ عنيفة، واشتعال عشرات نقاط المواجهة في مدينة القدس المحتلة ومدن الضفة الغربية المحتلة، رفضًا لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية،وهذا يؤكد حيوية المقاومة وقدرة الجماهير الفلسطينية على تطويع مشاريع التصفية هذه، لتتحول إلى نقاط متفجرة في وجه الاحتلال.
واستمر في هذا العام سيطرة المقاومة الجماعية على مشهد الرصد، فهي أكثر صور المواجهة مع الاحتلال، على اختلاف أشكالها، إن كانت رشقًا للحجارة، أو استهدافًا لجنود الاحتلال بالألعاب النارية والزجاجات الحارقة، وصولً للمواجهات المباشرة قرب الحواجز أو في الأحياء الفلسطينية، ورسخت بعض بلدات القدس المحتلة ومناطقها موقعها في مقدمة المناطق التي تشهد نقاط الاشتباك مع الاحتلال.