نُظمت الليلة الماضية في العاصمة القطرية الدوحة ندوة بعنوان "مكانة القدس والمقدسات في الذاكرة الإسلامية" وذلك في إطار برنامج "رمضان في الدوحة" الذي أطلقته مطلع الشهر الكريم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالتعاون مع وزارة الثقافة والفنون والتراث ضمن فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010.

وتناولت الندوة محورين رئيسيين: الأول حول "مكانة القدس في التصور الإسلامي" تحدث فيه فضيلة الدكتور محمد لطفي الصباغ أستاذ علوم القرآن والحديث بكلية التربية بجامعة الملك سعود.. فيما ركز المحور الثاني عن "الفتح الإسلامي لبيت المقدس" وتناوله الدكتور حسن الشافعي المدرس في جامعة العلوم والتكنولوجيا باليمن.

وقال الدكتور الصباغ إن القدس تحتل مكانتها في قلب كل مسلم باعتبارها مسرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقبلة المسلمين الأولى.. مستعرضا الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي أبرزت مكانة الأقصى وفضائل بيت المقدس.

ولفت إلى الواقع المؤلم الذي يعيشه بيت المقدس في ظل الاحتلال. محذرا من المخططات الصهيونية لهدم المسجد الأقصى تمهيدا لإقامة الهيكل المزعوم.

وحث فضيلة الدكتور الصباغ الأمة الإسلامية على استحضار هذا الواقع المؤلم للقدس والمقدسات.. وقال "على الأمة أن تستحضر واقع القدس اليوم تحت الاحتلال وأن تضطلع بدورها في حماية الأقصى". وأضاف: "لابد لكل فرد من أفراد الأمة أن يكون له دور في حماية المقدسات الإسلامية".

بدوره قدم الدكتور حسن الشافعي صورا مشرقة من الفتح الإسلامي لبيت المقدس. مؤكدا أن فتح بيت المقدس بعد أربع أو خمس سنوات من وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم جاء استشعارا من المسلمين لمكانة المسجد الأقصى مسرى الرسول وإدراكهم لمكانته وفضله الذي جاءت بها الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة.

وأكد أن المسلمين ضربوا أمثلة رائعة في التعايش وقبول الآخر عند فتح بيت المقدس في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب.. مشيراً إلى العهدة العمرية التي ضمن فيها الخليفة الفاروق لأهل إيليا العيش بأمان وسلام بين المسلمين مع ضمان حقوقهم الدينية والمدنية.

وشدد على أن حماية بيت المقدس واجب على كل مسلم ومسلمة. داعيا الأمة إلى تقديم كل دعم لأهالي القدس وتنميتها وبناء مساجدها ودعم صمود أهلها ماديا ومعنويا.