اقام فلسطينيون قرية خيام اطلقوا عليها اسم «قرية الكرامة» على اراضي في قرية بيت اكسا في القدس المحتلة المهددة بالمصادرة من قبل قوات الاحتلال لاستكمال الجدار العنصري وعمليات التوسع الاستيطاني. وأكدت القوى الوطنية وهيئة العمل الشعبي في شمال غرب القدس ان اقامة «قرية الكرامة» جاءت كنموذج آخر للمقاومة الشعبية واستكمالا لـ»قرية باب الشمس». وأضافت في بيان ان سياسة الاحتلال الممنهجة في مصادرة الاراضي الفلسطينية وبشكل خاص في القدس الشريف ومحيطها ما هي الا استكمالا لسياسة التطهيرالعرقي التي تنتهجها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.

وطالب النشطاء المجتمع الدولي بادانة الاستيطان ، كما طالب الشعوب العربية والاسلامية بالوقوف الى الجانب الحق الفلسطيني، داعين في الوقت نفسه السلطة و الحكومة الفلسطينية الى دعم صمود اهالي بيت اكسا.

من جهته، اكد الصحافي الاسرائيلي عاموس هارئيللي في صحيفة «هآرتس» ان ظاهرة القرى الافتراضية في مواجهة الاستيطان «لا تملك اسرائيل منعها او رداً عليها»، مضيفا «بالنسبة للفلسطينيين فإن ذلك هو تطبيق للشعار الذي رفعوه حول المقاومة الشعبية، فاعمالهم هذه غير عنيفة، ولن تجلب اي تحفظ دولي عليها، عدا عن ان اعلان اسرائيل البناء في المكان، جلب نقداً عالمياً كبيراً عليها». ومضى قائلا «تساور الجميع في الضفة الغربية شكوك من ان تحظى انتفاضة مسلحة جديدة بدعم وتأييد واسعين من الاهالي، الا ان الاجراءات الاخيرة التي يستعملها الفلسطينيون باستخدامهم القوة الناعمة كما هو الحال في إقامة «البؤر» كما حصل في باب الشمس، سوف تتوسع مستقبلاً وستضع حكومة نتنياهو في وضع لا تُحسد عليه، حيث ان الصاق الفلسطينيين اسم انتفاضة باب الشمس باعمالهم المستقبلية، يعتبر مؤشراً لتحضيراتهم بتوسيع هذه الظاهرة المقلقة».

وفي اطار الجرائم الاسرائيلية، اعتدت قوات الاحتلال امس على المشاركين بالمسيرة الأسبوعية المنددة بالجدار والاستيطان شرق مدينة يطا في منطقة ( القويويس)، واعتقلت 14 من المزارعين والمشاركين في هذه الفعالية. وقال الناطق الإعلامي للجان الشعبية والوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان جنوب الخليل راتب الجبور، إن جنود الاحتلال اعتدوا بالضرب على المشاركين والمتضامنين الأجانب، لمنعهم من الوصول إلى أراضي منطقة «ام العرايس» المهددة بالمصادرة، واعتقلوا عددا من المتظاهرين ونقلوهم إلى جهة مجهولة. وأضاف جبور، أن قوات الاحتلال اعتدت على المواطنين والمتضامنين الأجانب خلال مشاركتهم في الفعالية الأسبوعية التي تأتي في سياق رفض سياسة الاستيطان والاستهداف المتواصل لأرضي المواطنين، من خلال منعهم من الوصول إلى هذه الأراضي والعمل فيها بحجة أنها أراضي خاضعة تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية.

من جهة ثانية، اقتلع مستوطنون متطرفون امس عددا من أشتال الزيتون في أراضي بلدة الخضر جنوب بيت لحم. وأفاد منسق لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في الخضر احمد صلاح بأن المستوطنين اقتلعوا 20 شتلة زيتون في أراضي منطقة عين القسيس القريبة من مستوطنة «سيدي بوعز»المقامة على أراضي البلدة وتعود للمواطن محمود احمد جمعة غنيم. ولفت إلى أنه تم في منطقة عين القسيس مصادرة المئات من الدونمات الزراعية لأغراض استيطانية.