القدس 2020: الاحتلال يصعّد من وتيرة التهويد مستندًا إلى الدعم الأمريكي ومستقويًا بالتّطبيع

تاريخ الإضافة الأربعاء 30 كانون الأول 2020 - 5:19 م    عدد الزيارات 1641    التعليقات 0    القسم أبرز الأخبار، تقرير وتحقيق

        


براءة درزي - موقع مدينة القدس l   بين حدّين تطور مسار التهويد في الشطر الشرقي من القدس المحتلة في عام 2020: الأول هو صفقة القرن والثاني هو اتفاقات التطبيع المندرجة تحت الصفقة والمنبثقة عنها تحت عنوان اتفاقات أبراهام. وقد شكّل كشف الرئيس الأمريكي عن مضمون الخطة رسميًا، في 2020/1/28، عاملاً دافعًا للاحتلال للمضيّ في مخططات تهويد القدس والأقصى لما حملته  الخطة من تبنٍّ للرواية الإسرائيلية ودعم لسيادة الاحتلال على القدس والمسجد الأقصى

 

وفيما جرى توقيع اتفاقيات التطبيع بين الاحتلال وأربع دول عربية، هي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، كان في النصف الثاني من عام 2020، فقد جاء التوقيع تتويجًا لمسار بدأت تتوضّح معالمه قبل بضعة أعوام وأعطى زخمًا للاحتلال لمزيد من التمادي في اعتداءاته ومشاريعه التهويدية بمباركة عربية. 

 

وكانت اتفاقيات التطبيع تكريسًا للاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة للاحتلال وبالسيادة الإسرائيلية على الأقصى كما تجلّى في "زيارة" وفود تطبيعية للمسجد في مشهد لا يختلف عن اقتحامات المستوطنين للأقصى تحت حماية قوات الاحتلال. 

 

الاسـتيطان والمشاريع التهويدية 

 

يعد الاسـتيطان جزءًا ثابتًا من العقيدة الصهيونية، إذ يعمل الاحتلال عبر الاستيطان على التوسع جغرافيًا وديمغرافيًا عبر السيطرة على مزيد من الأراضي وتغذيتها بالمستوطنين. 

 

وقالت وزارة شؤون القدس إنّ سلطات الاحتلال نشرت عام 2020 مخططات لبناء أكثر من 17,700 وحدة استيطانية في الشطر الشرقي من المدينة. وبيّنت الخارجية الفلسطينية أن عام 2020 شهد تكثيف مشاريع الاستيطان في المنطقة الجنوبية والشمالية للقدس، وصادقت حكومة الاحتلال على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في المنطقة الجنوبية وتحديدًا في مستوطنات "هار حوما"، و"جفعات همتوس"، و"جيلو"، من أجل استكمال الطوق الجنوبي على المدينة المقدسة وفصلها عن امتدادها الفلسطيني. إضافة إلى الإعلان عن مشروع استيطاني لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية على أراضي مطار قلنديا، لمواصلة رسم الطوق الشمالي الاستيطاني في إطار مخطط فصل القدس من جهتها الشمالية عن محيطها الفلسطيني. 

 

ووفق أرقام منظمة "السلام الآن" الإسرائيلية، فقد طرحت حكومة الاحتلال عام 2020 مناقصات لبناء 1727 وحدة استيطانية في الشطر الشرقي من القدس المحتلة، مقارنة بـ 805 عام 2019. 

 

 

كذلك، طرحت سلطات الاحتلال عددًا من المشاريع الاستيطانية، وكان من أبرزها مشروع وادي السيليكون الذي يتضمن تخصيص 200,000 متر مربع لشركات التكنولوجيا، و50,000 للفنادق، و50,000 أخرى للمساحات التجارية بعد هدم 200 منشأة في المدينة الصناعية في وادي الـجوز . 

 

مجازر الهدم على قدم وساق 

 

لم يحل تفشي جائحة كورونا دون إصدار الاحتلال أوامر هدم طالت منازل المقدسيين ومنشآتهم، لا سيما بذريعة البناء من دون ترخيص. ووفق أرقام مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلّة (أوتشا)، فقد هدم الاحتلال 174 منشأة في شرق القدس حتى 2020/12/22، معظمها جرى هدمها ذاتيًا بيد أصحابها، وذلك بسبب الغرامات والمبالغ الباهظة التي تفرضها عليهم سلطات الاحتلال إن نفذت آلياتها عمليات الهدم. 

 

وبحسب أوتشا، توزّعت الأرقام وفق الآتي: 

 

الشهر عدد المنشآت المهدمة في شرق القدس
كانون ثان/يناير 19
شباط/فبراير 24
آذار/مارس 4
نيسان/أبريل 0
أيار/مايو 11
حزيران/يونيو 23
تموز/يوليو 17
آب/أغسطس 24
أيلول/سبتمبر 17
تشرين أول/أكتوبر 4
تشرين ثانٍ/نوفمبر 21

 

المقدّسات الإسلامية والمسيحية في مهداف الاحتلال ومستوطنيه 

 

تعرّضت المـقدسات الإسلامية والمسيحية لجملة من الاعتداءات التي نفذها الاحتلال ومستوطنوه، وكان من أبرز تلك الاعتداءات:

 

• حاول مستوطنون في حزيران/يونيو إحراق مسجد البدريين في قرية شرفات جنوب القدس المحتلة، وخطوا شعار "هدمتم لليهود سنهدم للأعداء" على أحد جدرانه. وتمكن جيران المسجد من إخماد الحريق الذي تسبب بخراب كبير فيه.

 

• اقتحم مستوطنون مقبرة باب الرحمة غير مرة فيما عمد الحاخام المتطرف يـهودا غليك، ومعه عدد من المتطرفين، إلى النفخ ببوق "الشوفار" في المقبرة فوق قبور الصحابة والتابعين، والنفخ بالبوق طقس تلمودي يترافق مع الاحتفال بعيد رأس السنة العبرية.

 

• حاول مسـتوطـن إحراق كـنيسة الجثمانية في جبل الزيتون شرق القدس المحتلة، لكن حارس الكنيسة تنبّه إلى الحريق وسارع إلى إخماده مع عدد من المقدسيين كانوا في المكان. 

 

• نفذت جرافات تابعة لبلدية الاحتلال في القدس أعمال حفر وتجريف في مقبرة الشهداء التابعة لمقبرة اليوسفية، وذلك بهدف تنفيذ مسار حديقة  تلمودية. وتمكن المحاميان  مهند جبارة وحمزه قطينة من انتزاع أمر احترازي من محكمة الاحتلال بتجميد أي أعمال تقوم بها البلدية في المقبرة، فيما كشف الالتماس عن محاولة تقوم بها بلدية الاحتلال لتقديم مشروع مصادرة ضد هذه الأرض وأراضٍ أخرى مجاورة لها من دون إعلان ذلك للجمهور. 

 

المسجد الأقصى في عين العاصفة 

 

شهد الأقصى عام 2020 جملة من الاعتداءات الهادفة إلى تغيير الوضع القائم فيه، ورزح تحت وطأة اقتحامات المستوطنين ومحاولاتهم المستمرة لأداء الطقوس التلمودية في المسجد تحت عيون قوات الاحتلال وبحمايتها، فيما جاءت اقتحامات وفود عربية مطبّعة لتفرض خطرًا جديدًا رحّبت به جماعات المعبد كونه يتقاطع مع أجندتها ويخدمها. 

 

واستغلت سلطات الاحتلال تفشي جائحة كورونا للتحكم بالأقصى، فأغلقت منتصف شهر آذار/مارس أبواب المسجد باستثناء "حطة والمجلس والسلسلة" فيما أبقت باب المغاربة مفتوحًا أمام الاقتحامات، لكن اتصالات أجرتها دائرة الأوقاف في القدس بالخراجية والأوقاف الأردنية أفضت إلى إعادة فتح الأبواب. وفي 2020/3/20، أغلقت قوات الاحتلال الأقصى قبل حوالي ساعة من صلاة الجمعة بذريعة جائحة كورونا، فلم يتمكن من الصلاة في المسجد أكثر من 500 مصلّ. وحرصت سلطات  الاحتلال على التّذرّع بكورونا لمنع المقدسيين من الصلاة في المسجد، والتضييق على أهل الضفة ومنعهم من الوصول إليه في الوقت الذي سمحت فيه باستمرار الاقتحامات، وإن تراجعت وتيرتها.  

 

واقتحم الأقصى هذا العام، وفق المدير العام لدائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، الشيخ عزام الخطيب، قرابة 16 ألف مستوطن، مقارنة بـ 29610 العام الماضي. وحاول المستوطنون تحقيق إنجازات نوعية للتعويض عن التراجع في الاقتحامات، وكان من ذلك أداء طقوس السجود الملحمي في المسجد في "ذكرى خراب المعبد" الذي توافق مع يوم عرفة في 2020/7/30، وموافقة سلطات الاحتلال على تمديد مدة الاقتحامات نصف ساعة في فترة بعد الظهر. وتكررت المشاهد لمستوطنين يؤدون الصلوات التلمودية العلنية، ومن ذلك قيام الحاخام المتطرف يهودا غليك، في أيلول/سبتمبر، ببثّ النفخ بالبوق الشوفار في الأقصى عبر الهاتف، كلّ ذلك في ظل حماية قوات الاحتلال التي منعت حراس الأقصى من الاقتراب من مجموعات المستوطنين في أثناء جولات الاقتحام، في تكرار لمشهد عام 2019.

 

وكثفت سلطات الاحتلال من استهداف الوجود الإسلامي في الأقصى عبر حملات الاعتقال والإبعاد التي طالت مرابطين ومرابطات وصحفيين وشخصيات اعتبارية ودينية، وأصدر الاحتلال قرابة 330 قرار إبعاد عن القدس والبلدة القديمة والأقصى، وطال الاعتقال والإبعاد رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري. وانقضّ الاحتلال بوحشية على مبادرة الفجر العظيم وعمل على منعها وملاحقة المشاركين فيها في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2020 لما شكّلته من انعكاس للإرادة الشعبية ودورها في الدفاع عن الأقصى.  

 

وكان لباب الرحمة حصّة وافرة من الاعتداءات الهادفة إلى تقويض إنجاز هبة باب الرحمة في شباط/فبراير 2019، فقد عمدت قوات الاحتلال إلى اقتحام المصلى مرات عديدة بالأحذية، والاعتداء على المصلين فيه واعتقالهم من المصلى أو من محيطه واقتيادهم إلى التحقيق. ووفق بيان صادر عن مجلس الأوقاف والشؤون الإسلامية في كانون ثانٍ/يناير، فقد حركت سلطات الاحتلال دعوى قضائية بهدف استصدار أمر بتجديد إغلاق مصلى باب الرحمة . وأصدرت محكمة الاحتلال، في تموز/يوليو، قرارًا بإغلاق مصلى باب الرحمة، ووجهت مديرية شرطة الاحتلال كتابًا إلى دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس لإبلاغها بقرار المحكمة، فيما أكدت المرجعيات الدينية (الهيئة الإسلامية العليا ومجلس الأوقاف والشؤون الإسلامية ودار الإفتاء ودائرة قاضي القضاة) في بيان لها حينها إن مصلى باب الرحمة هو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك الذي هو للمسلمين وحدهم بقرار إلهي رباني غير قابل للنقاش ولا للتفاوض ولا للتنازل عن ذرة تراب منه.

 

وبالعموم، كانت صفقة القرن عاملاً دافعًا لجماعات المعبد إذ إنّ الصفقة تبنّت الرواية التلمودية حول الأقصى، ودعمت صلاة اليـهود في المسجد ومزاعم الاحتلال حول وجوب فرض السيادة الإسرائيلية عليه، فيما زاد من قتامة المشهد اقتحامات وفود عربية مطبّعة للمسجد، تحت حماية قوات الاحتلال، وهي اقتحامات كانت محلّ ترحيب من جماعات المعبد التي وجّه نشطاؤها رسائل إلى المطبّعين للتعاون على إخراج الأوقاف من الأقصى. 

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »