مؤسسة القدس الدولية: حكومة نفتالي بينيت عازمة على تشريعِ صلاةِ اليهود في الأقصى، والرباط والمواجهة الدائمة كفيلان بإفشالِها

تاريخ الإضافة الإثنين 19 تموز 2021 - 1:10 ص    عدد الزيارات 2146    التعليقات 0    القسم أبرز الأخبار، أخبار المؤسسة

        


نفّذتْ مجموعاتٌ من المستوطنين المتطرّفين اليهود مخطّطَها، واقتحمَتِ المسجد الأقصى المباركَ يوم الأحد الواقع فيه 18/7/2021، الموافق للثامنِ من ذي الحجّةِ، وشارك في الاقتحامِ نحو 1520مستوطنًا، وأعضاء كنيست حاليّون وسابقون، ورموزٌ من المستوطنين المجرمين المتطرّفين. وأدّى المقتحمون طقوسًا علنيّةً جماعيّةً بصوتٍ عالٍ داخل الأقصى الذي شهدَ اعتداءاتٍ عنيفةً من شرطةِ الاحتلالِ على المصلين والمرابطين والمرابطات؛ إذ أصيبُ العشراتُ من روّاد المسجدِ الذين أمطرَتْهم قوات الاحتلالِ بقنابلِ الغاز والصوت، وحاصرَتهم في الجامعِ القِبليّ. وأمامِ مشهدِ الإجرامِ الإسرائيليّ بحقّ المسجدِ الأقصى وروّادِه تؤكدُ مؤسسةُ القدس الدوليةُ الآتي:


أولًا: إنَّ جريمةَ اقتحامِ الأقصى التي نفذها الاحتلالُ ومستوطنوه المتطرفون، هي أُولى الرسائلِ التي بعثتها حكومةُ المستوطن المتطرف نفتالي بينيت بخصوصِ رؤيتِها للتعامل مع المسجدِ الأقصى. ومعلوم أنَّ بينيت هو من أكثرِ الداعمين لـ "منظّمات المعبد" التي تنتظرُ منه قراراتٍ وسياساتٍ غير مسبوقةٍ على صعيد فرضِ السيادةِ الإسرائيليةِ الكاملة على المسجد الأقصى، وترسيخ "حق" اليهود في الصلاة في المسجد الأقصى. وإنَّ المطلوبَ فلسطينيًّا عربيًّا وإسلاميًّا الاستعداد التامّ لمواجهةِ واحدةٍ من أعتى الحكوماتِ تطرُّفًا وقربًا من "منظمات المعبد".


ثانيًا: نحيّي جهودَ المقدسيين والفلسطينيين الذين استطاعوا الوصول إلى المسجد الأقصى، والرباط فيه، والإسهام في صدّ الاقتحام، ونؤكد أنَّ رباطهم هو ما يُعوَّلُ عليه في جمعِ جهودِ الأمةِ حول مشروعِ الدفاع عن المسجد الأقصى، وندعوهم إلى بذل أقصى ما يمكن من جهدٍ لمواصلةِ الرباطِ، والتصدّي للمستوطنين المقتحمين وشرطة الاحتلال، والأولوية الآن لصدّ اقتحام 19/7/2021 الذي سيُقدِم عليه المستوطنون بعد شعورِهم بنشوةٍ كاذبة عقب اقتحام 8 ذي الحجة الذي لم يكنْ ليحصل لولا بطش قوات الاحتلال ضدّ المصلّين العُزَّل.


ثالثًا: إنَّ من أهمّ الأسبابِ التي تدفعُ الاحتلالِ إلى التجرُّؤِ على المسجدِ الأقصى، وحرّاسِه، وروّاده، انحدار الموقف العربيّ والإسلاميّ الرسميّ إلى حدّ تواطؤ بعض الأنظمة العربية على القضية الفلسطينية، وفي سياقِ الانحدارِ هذا، تواترت أخبارٌ نشرتها وسائل إعلام دولية وإسرائيلية، حول استقبال إحدى العواصم العربيّة المحوريّة في قضية القدس سرًّا المجرم نفتالي بينيت في الأيام القليلة الماضية، بهدف فتح صفحةٍ جديدة معه، على زعم أنّ الأزمة كانتْ محصورة بشخص بنيامين نتنياهو، وأنّ بينيت مختلف عنه، وهذا هو عين السقوط في الأوهامِ والعبث؛ فالمعلوم أنّ بينيت من أكثر رؤساء الوزراء الإسرائيليين قربًا من "منظمات المعبد"، وإيمانًا بـ "حق" اليهود في الصلاة في الأقصى. ونحذر في هذا الإطار من أنْ تنعكسَ في المرحلة المقبلة هذه النظرة الخاطئة من هذه العاصمة العربية إلى بينيت على مصير المسجد الأقصى؛ إذ المتوقع أن تحصل تنازلات في هذا الشأن.


رابعًا: إنَّ مستوى الموقفِ الأردنيّ الرسميّ، وموقف دائرة الأوقاف الإسلاميّة في القدس المشرِفة على شؤون الأقصى، ليس مقبولًا على الإطلاق؛ فهو لا يرقى إلى مستوى المخاطر التي تهدد الأقصى، وإنَّ من المستهجن أنْ تُترَك قواتُ الاحتلالِ لتستفردَ بحراس المسجد وموظفي الأوقاف والمرابطين والمرابطات، ومن المستهجن كذلك لجوء الدائرة إلى إجراءاتٍ إداريّة لا تنسجم وطبيعة المخاطر المحدقة بالأقصى، ولا سيما مسألة إغلاق مصلى قبة الصخرة، وغرفة الأذان بذرائع مرفوضة. وتذكّرنا هذه الإجراءاتُ بقرار الدائرة الخاطئُ بمنعِ تواصل موظفيها مع وسائل الإعلام قبل نحو عامٍ. إنّ هذا السلوك يطرحُ تساؤلاتٍ حول جدية الدائرة ومرجعيتها في الأردن في تحمّل أمانة صون المسجد الأقصى.


خامسًا: إنَّ الفصائلَ والقوى والجماهيرَ الفلسطينيّةَ مطالبةٌ بالتنبُّهِ من خطورةِ سياساتِ حكومةِ نفتالي بينيت، ولا سيما في ما يتعلق بالمسجدِ الأقصى؛ فهي عازمةٌ على تشريعِ صلاةِ اليهودِ في الأقصى، وستسعى إلى إفراغ انتصار معركة سيف القدسِ من مضمونِه، وسيكون المسجد الأقصى مسرحًا لعرضِ عضلاتِ إنجازاتِ هذه الحكومة التي تبدو مساراتُ الإنجازِ أمامها شبه مغلقة. وعليه، يجب ألّا نسمح بأن يكون الأقصى هو الخاصرة الأضعف التي تستقوي عليها هذه الحكومة المتطرّفة. إنَّ هذا يعني ضرورة استعادةِ مشاهد المواجهة المتعددة الأشكال مع الاحتلال الإسرائيليّ في كل المناطق الفلسطينيّة بهدفِ دفعِه إلى التراجعِ، ومنعه من تحقيقِ مكتسباتٍ جديدةٍ في قضية الأقصى.

 

مؤسسة القدس الدولية
بيروت، 19/7/2021

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »