عنف المستوطنين حيال الفلسطينيين: تصاعدٌ في الجريمة وإفلاتٌ من العقاب

تاريخ الإضافة الثلاثاء 9 تشرين الثاني 2021 - 2:36 م    عدد الزيارات 926    التعليقات 0    القسم أبرز الأخبار، تقرير وتحقيق

        


موقع مدينة القدس l أقدم مستوطنون اليوم على اقتحام المنطقة الصناعية في البيرة، بمحافظة رام الله، وخطّوا شعارات وعبارات عنصرية على مركبات المنطقة وجدرانها، وأعطبوا إطارات عدد من المركبات كذلك.

 

في 2021/11/6، وُثّق مستوطنون ملثمون يرشقون منزلاً فلسطينيًا بالحجارة بالقرب من قرية بورين في الضفة الغربية، من دون أيّ تحرّك من جنود الاحتلال الذين كانوا في المكان. وقد أصيب فلسطينيان نتيجة الرشق بالحجارة.

 

وفي اليوم ذاته، اقتحم مستوطنون ملعبًا في قرية سوسيا الفلسطينية جنوب الخليل، وعملوا على طرد الأطفال الفلسطينين الذين كانوا يلعبون في المكان.

 

وقالت منظمة العفو الدولية إنّ "هذه الجريمة هي حلقة جديدة من سلسلة جرائم كراهية حاول فيها المستوطنون طرد الفلسطينيين من الأماكن العامة والحدائق والأحراش، إذ قام الجنود بحماية المستوطنين داخل ملعب الأطفال بعد طرد الفلسطينيين لنحو 20 دقيقة، وتم استدعاء تعزيزات لقوات الأمن لإخراجهم من الملعب ومنع المواجهات. وهنا يسأل السؤال، لماذا لا تتجهز قوات الأمن مسبقًا في منطقة معروفة بكثرة جرائم الكراهية التي يرتكبها المستوطنون، لا سيما في موسم قطف الزيتون؟"

 

ليست هذه الاعتداءات إلّا حلقة في سلسلة متمادية من عنف المستوطنين بحقّ الفلسطينيين، الذي يمرّ غالبًا تحت نظر جنود الاحتلال، الذين يكتفون بالمراقبة، ويوفّرون الحماية للمعتدين.

 

ارتفاع في عنف المستوطنين عام 2021

 

بيّنت أرقام إسرائيلية رسمية، في مداولات مغلقة بين مسؤولين في جهاز الأمن الإسرائيلي وممثلين عن المستوى السياسي، ارتفاعًا حادًا في حجم الجرائم التي ارتكبها مستوطنون يهود بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة منذ بداية العام الجاري.

 

وأشارت بيانات عسكرية رسمية للاحتلال إلى أن المستوطنين ارتكبوا 416 جريمة قومية ضد الفلسطينيين في مناطق الضفة الغربية في النصف الأول من عام 2021، في مقابل 507 جرائم في عام 2020 و363 جريمة في عام 2019.

 

ووفق البيانات التي نشرتها صحيفة "هآرتس" في 2021/10/3، فقد جرى توثيق 263 جريمة عنف من المستوطنين ضدّ الفلسطينيين في النصف الأول من عام 2021، في مقابل 224 جريمة في النصف الأول من عام 2019.

 

وبينت المعطيات، أنه في النصف الأول من عام 2021 كان هناك حوالي 139 عملًا تخريبيًا ورشق حجارة واعتداء، مقارنة بـ 111 في الفترة ذاتها من العام الماضي، و83 من عام 2019، وفي الوقت نفسه تم تسجيل 130 احتكاكًا جسديًا بنفس الفترة من عام 2021، مقارنة بـ 52 في 2020، و63 في عام 2019، كما كانت هناك زيادة أيضًا في عدد المشادات الكلامية التي تسبّب بها المستوطنون.

 

 

ويشمل عنف المستوطنين بحقّ الفلسطينيين، من بين أمور أخرى، الاعتداءات الجسدية وحرق الأراضي الزراعية وسرقة المحاصيل وإتلافها، ومنع الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم، وهو جزء من منظومة الاحتلال، ومن ضمن أهدافه ترهيب الفلسطينيين وتهديدهم لحملهم على التخلي عن أرضهم، ما يسهّل سيطرة الاحتلال عليها.

 

ووفق مركز "المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة – بتسيلم"، فإنّ عنف المستوطنين تجاه الفلسطينيين جزء لا يتجزّأ من روتين الاحتلال، فقوات الأمن تتيح هذا العنف الذي يعرّض للخطر حياة الفلسطينيين ويلحق الأذى بأجسادهم وممتلكاتهم وأراضيهم؛ وأحيانًا تبسط حمايتها عليه بل وتشارك في الاعتداءات.

 

ويشير المركز إلى أنّه في معظم الحالات القليلة التي فُتح فيها تحقيق أُغلق الملفّ من دون التوصّل إلى شيء، ضمن سياسة غير معلنة تتّبعها أجهزة تطبيق القانون قوامها التسامح والتهاون وعدم محاسبة المخالفين. نتيجة هذا العنف على المدى البعيد هي نهب المزيد من أراضي الفلسطينيين في جميع أنحاء الضفة الغربية ممّا يسهّل على "إسرائيل" السيطرة على أراضي الضفة ومواردها.

 

واشنطن تدين.. وقلق أوروبي من عنف المستوطنين بحقّ الفلسطينيين

 

دانت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، في 2021/10/19، عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، داعية حكومة الاحتلال إلى التحقيق في تلك "الحوادث".

 

وقالت غرينفيلد، في تصريحات صدرت عنها في جلسة مجلس الأمن الدولي في نيويورك حول الأوضاع في المنطقة، إنّ عنف المستوطنين "يشكل عقبة أمام السلام" بين الاحتلال والفلسطينيين.

 

وفي 2021/10/21، زار رؤساء وممثلون عن البعثات الدبلوماسية لكل من بلجيكا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وإيطاليا والنرويج والسويد والمملكة المتحدة قرية قصرة في نابلس، وشاركوا المزارعين في قطف الزيتون، وأكد الفريق الدبلوماسي المشارك معارضته المستمرة لسياسة الاستيطان الإسرائيلية وقلقه من عنف المستوطنين المتزايد.

 

ونقل بيان بعد الزيارة عن القنصل البريطاني العام ديان كورنر قوله: "ما نسمعه عن عنف المستوطنين المستمر والمتزايد منذ بدء الموسم أمر محبط جدًا"، مضيفًا "يجب محاسبة المستوطنين المسؤولين عن ارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين، وينبغي على إسرائيل أن تتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية الفلسطينيين من مثل هذا العنف".

 

وقال ممثل الاتحاد الأوروبي سفين كون فون بورغسدورف: "أشجار الزيتون في فلسطين ليست مجرد مصدر دخل، فهي جزء من الهوية الثقافية والوطنية الفلسطينية”.

 

وأضاف أن معظم أشجار الزيتون "تقع في المنطقة (ج) من الضفة الغربية حيث يواجه المزارعون الفلسطينيون هجمات متكررة من قبل المستوطنين الإسرائيليين". وقال إن "هذه الهجمات غير مقبولة ويجب أن تقدم السلطات الإسرائيلية مرتكبيها إلى العدالة".

 

كذلك، عبّر منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، عن قلق بالغ من استمرار عنف المستوطنين الإسرائيليين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك في جلسة لمجلس الأمن عقدت في 2021/ لمتابعة تنفيذ القرار 2334 المتعلق بوقف الاستيطان الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 

وشدّد على أنّ "المستوطنات كافة غير شرعية بموجب القانون الدولي"، معربًا عن قلقه من استمرار قوات الاحتلال في عمليات هدم منازل الفلسطينيين والاستيلاء على ممتلكاتهم، ومنها الممولة دوليًا، مؤكدًا أنّه "على إسرائيل أن توقف عمليات الإخلاء".

 

تصاعد في الجريمة يقابله إفلات من العقاب

 

في نيسان/أبريل 2021، قال خبراء حقوقيون مستقلون عينتهم الأمم المتحدة إنّ عنف المستوطنين الإسرائيليين ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية تفاقم في الأشهر الأخيرة، وسط "جو من الإفلات من العقاب". وقال مايكل لينك، المقرّر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، إن عنف المستوطنين كان "بدوافع أيديولوجية ومصمم في المقام الأول للاستيلاء على الأرض ولكن أيضا لترويع الفلسطينيين وإرهابهم".

 

وأوضح الخبير الحقوقي أن النساء الحوامل وصغار الأطفال وكبار السن لم يسلموا من الهجمات، لا سيما في المناطق الريفية، حيث تم استهداف الماشية والأراضي الزراعية والأشجار والمنازل؛ والهدف من عنف المستوطنين، إلى جانب توسيع المستوطنات الإسرائيلية، جعل حياة الفلسطينيين اليومية "غير محتملة".

 

وبحسب ورقة موقف صادرة عن منظمة "ييش دين" الإسرائيلية في أيار/مايو 2021، فإنّ من بين 63 حادثًا وثّقتها ييش دين وتطرّقت إلى جُنح ومخالفات مستوطنين إسرائيليّين في القرى الفلسطينيّة بين عامي 2017 و2020، قُدّمت شكاوى للشرطة تخصّ 60 حادثًا منها. ومن ضمن هذه الشكاوى، انتهت التحقيقات الشُرطيّة في 38 ملفًا، لكنّ هذه التحقيقات الـ38 لم تُفضِ إلى أيّ لائحة اتهام.

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »