الإعلان عن إعادة تفعيل الهيئة الشعبية للدفاع عن الأقصى والمقدسات

تحت عنوان (القدس ... عنوان التحرير) انعقاد مؤتمر شعبي للبحث في سبل الدفاع عن الأقصى

تاريخ الإضافة الثلاثاء 9 تشرين الثاني 2021 - 3:21 م    عدد الزيارات 1256    التعليقات 0    القسم أبرز الأخبار، المسجد الأقصى، التفاعل مع القدس، تقرير وتحقيق

        


 

كمال الجعبري - موقع مدينة القدس l انطلقت أول أمس الأحد، 8 تشرين الأول/نوفمبر 2021، في العاصمة الأردنية عمّان، فعاليات الملتقى الوطني لنصرة القدس والمقدسات (القدس ... عنوان التحرير) بدعوةٍ من الهيئة الشعبية الأردنية للدفاع عن الأقصى والمقدسات، واستضافةٍ من حزب جبهة العمل الإسلامي، في مقر الأمانة العامة له.

 

واستهلت فعاليات الملتقى بكلمةٍ من المهندس مراد العضايلة، الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي، والذي أشار لتطورات الأحداث الميدانية في القدس المحتلة من محاولات الاحتلال الإسرائيلي لفرض "تسوية" على أهالي حي الشيخ جراح، وأشاد العضايلة في هذا السياق لصمود أهالي حي الشيخ جراح، داعياً لدعمهم وإسنادهم من مختلف قوى الأمة العربية والإسلامية.

 

وقال العضايلة: "إنّ معركة الشيخ جراح ليست معركة مساكن وحسب، وإنما هي عنوان لتهويد القدس المحتلة".

 

وعرّج المهندس العضايلة في كلمته على المخاطر التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك، والتطورات الخطيرة التي مر بها خلال الشهرين الماضيين، ضمن محاولات جماعات "المعبد" وحكومة الاحتلال لتغيير الوضع القائم في المسجد، وقال العضايلة: "لقد باتت نوايا الاحتلال تجاه الأقصى واضحةً، ففي 8/9/2021، وخلال اقتحامات الأعياد اليهودية، تم النفخ في البوق للمرة الأولى منذ احتلال شرق القدس في باحات الأقصى، وفي 16/9/2021 تم تقديم عدد مما يسمى بـ(القرابين) في رحاب الأقصى المبارك".

 

وأضاف العضايلة: "في ظل ما يجري اليوم في القدس والمسجد الأقصى، آن اليوم للأمة أن تدرك أنّ القدس هي عنوان التحرير، وأنّ بيت المقدس هي عنوان المعركة القادمة، ولا شك بأن معركة (سيف القدس الأخيرة قد أسست للموقف الحقيقي الذي ينبغي أن يتم اتخاذه تجاه القضية الفلسطينية".

 

وبيّن  المهندس مراد العضايلة أنّ الملتقى الذي يتم عقده في هذه الظروف إنما يأتي في سياق توحيد طاقات الشعب الأردني، ومختلف الفعاليات الوطنية والشعبية والحزبية في الأردن، تحت عنوان الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى، داعياً للانضواء والمشاركة في فعاليات وأنشطة الهيئة الشعبية الأردنية للدفاع عن الأقصى والمقدسات، والتي انطلقت في العام 2013، ولكن عدداً من الظروف تسببت في توقفٍ مؤقتٍ لها.

 

وضمن فعاليات الملتقى الوطني تحدث عددٌ من الشخصيات الوطنية والحزبية والشعبية الأردنية عن ضرورة مواصلة الهيئة الشعبية لأنشطتها، وقدموا عدداً من المقترحات لتطوير واستمرارية عملها.

 

وبدأ الحديث ضمن مداخلات المشاركين في الملتقى، المهندس عبد الله عبيدات، رئيس الهيئة الشعبية للدفاع عن الأقصى والمقدسات، ونقيب المهندسين الأردنيين السابق، والذي أكدّ أنّ عقد الملتقى الوطني لنصرة القدس والمقدسات يأتي في سياق تفعيل دور الهيئة الشعبية الأردنية للدفاع عن القدس والمقدسات، وإعادة حضورها، وقال عبيدات: "لقد كانت الهيئة إطاراً جامعاً لكافة الأطياف الشعبية والوطنية، ولكل عاملٍ للقضية الفلسطينية، وعلى رأسها العنوان، الأقصى والقدس".

 

وأضاف عبد الله عبيدات: "لقد كان لهذه الهيئة مجلس أمناء ضم العديد من الشخصيات الوطنية الوازنة التي لها حضورها، والتي لم تكن محسوبة إلا على العمل لفلسطين، وتأتي الدعوة لإعادة تفعيل الهيئة في سياق التحرك ضد الإجراءات الصهيونية التهويدية المتصاعدة في سلوان والشيخ جراح، وتجريف المقابر الذي تجاوز كل حدود الأعراف والأخلاق، وسط صمت عربي مطبق".

 

وأشار المهندس عبد الله عبيدات إلى مقدار الصلف الذي يتمتع به الاحتلال خلال تطبيق إجراءاته التهويدية في القدس، وسط مباركة أمريكية، لا تختلف في مضمونها، الإدارة الحالية عن الإدارة السابقة، مؤكداً على ضرورة العمل المؤسسي المستمر على المستوى الشعبي في الأردن للتصدي لما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي في القدس، والمسجد الأقصى المبارك.

 

وبعد مداخلة المهندس عبد الله عبيدات تحدث الدكتور غازي الربابعة، أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية، والعسكري الأردني الذي شارك في معارك القدس، خلال حرب عام 1967، وبدأ حديثه مشيراً لأهمية القضية الفلسطينية، والعمل لها، إذ قال: "خير ما في بلاد الشام، فلسطين، وخير ما فلسطين القدس، وخير ما في القدس المسجد الأقصى المبارك".

 

 

 

وأكدّ الدكتور الربابعة على أهمية وجود الحاضنة الشعبية لأي فعل مقاوم للاحتلال، إذ أنّ الحاضنة الشعبية والمجتمعات القوية أساس الصمود والمقاومة، لذلك يسعى أعداء الأمة إلى تدميرها، وقال الربابعة: "إذا طبقنا الآية الكريمة (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) فالقوة هنا ليست القوة العسكرية وحسب، بل كل أنواع القوة بأشكالها الإعلامية والاقتصادية والسياسية والثقافية".

 

وعقب ذلك تحدث المحامي مصطفى نصر الله، رئيس الجمعية الأردنية لحقوق الإنسان، والذي أكدّ على أهمية الميدان القانوني، كميدان مهم للاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي، وبناءً على ذلك اقترح المحامي نصر الله تشكيل هيئة دفاع قانوني، ضمن الهيئات واللجان المنضوية في الهيئة الشعبية للدفاع عن الأقصى والمقدسات.

 

أما المهندس أحمد الملكاوي رئيس فرع نقابة المهندسين الأردنيين في اربد فقد اقترح الامتداد الجغرافي للهيئة الشعبية في مختلف المحافظات الأردنية، وتقديم مقترحات عملية لمواجهة موجات التطبيع الأكاديمي في الأردن.

 

وأكدّ فاروق العبادي، الأمين العام لحزب الجبهة الأردنية الموحدة، على أنّ قضية القدس قضية عقائدية تتعلق بها الأمة، ومن هذا المنطلق فإنّ على الهيئة الشعبية تعزيز تواصلها مع الهيئات والمؤسسات الإسلامية العاملة لقضية القدس، وقال العبادي: "لدينا تاريخ حضاري وإرث أممي يؤهلنا لمواجهة المشروع الصهيوني".

 

وركز الباحث المختص في شؤون القدس، وعضو المكتب التنفيذي للهيئة الشعبية للدفاع عن الأقصى والمقدسات، زياد ابحيص، مداخلته على ما يجري في المسجد الأقصى المبارك، وقال ابحيص: "المشروع الصهيوني في المسجد الأقصى هو الإحلال الديني، بمعنى أن يزال المسجد الأقصى بكامل مساحته من الوجود، وأن يبنى (المعبد) في مكانه وعلى كامل مساحته".

 

وأضاف ابحيص: "هذا الإحلال الديني هو أحد مظاهر تطور المشروع الصهيوني، فالاحتلال الصهيوني يحمل فكرة الإحلال على مستوى الجغرافيا وعلى مستوى السكان، واليوم بات أن يستكمل الإحلال الديني، وما شهدناه في المقبرة اليوسفية دليلٌ على ذلك".

 

وأشار الباحث زياد ابحيص إلى أهمية الهبات الشعبية المقدسية كخط دفاع أول عن المسجد الأقصى، وقال في هذا السياق: "كانت الهبات الشعبية المقدسية هي من تصدى لمحاولات الصهاينة لفرض الطقوس الدينية اليهودية في المسجد الأقصى، من 2014ولغاية 2021، هناك 5 هبات، الفارق بينها 17 شهراً في المتوسط، وفي كل مرة كانت الهبات قادرة على فرض التراجع على الاحتلال".

 

وأضاف ابحيص: "ما دام الفعل الشعبي، والذي يأخذ شكل رد الفعل والفزعة، ولكنه رغم ذلك يستطيع أن يفرض التراجعات على المحتل نتيجة الضعف البنيوي عند الاحتلال، ونتيجة التغير في موازين القوى الدولية".

 

وتابع زياد ابحيص قائلاً: "نحن أمام حالة استثنائية تسمح للاعبين الصغار بأن يأثروا في المشهد بأدوات محدودة وبسيطة، لن تدوم لفترة طويلة، ولذلك وما دام الفعل الشعبي الفلسطيني قادر على فرض التراجعات على الاحتلال الصهيوني، وهذه التراجعات تزداد كلما زادت حدة الفعل الشعبي ومدته، لعل أفضل ما يمكن أن نقدمه للقدس، هو أن ندعم هذا الفعل الشعبي، ونحن هيئة شعبية، أن نستبقه بالتعبئة، وأن لا يبقى بيت ولا طفل لا يعرف ما هو الخطر المقبل على الأقصى في كل عيد، وأن تستبقه بالاقتراح، إذا أردت أن يخرج المقدسي إلى الشارع فاخرج للشارع، وشكل نموذجاً واقترح عليهم الفعل، ويجب أن نواكب هذا الفعل ونعززه، وأن لا ندع من يدفعون الثمن، ويخرجون، ويصابون، وحدهم في الميدان يدفعون الثمن".

 

وختم ابحيص مداخلته قائلاً: "إذا وضعنا هذه الموازين في مسار فعلنا الشعبي، نستطيع أن نكون لاعباً مؤثراً في الميدان، كتفاً بكتب مع المقدسيين، الذين يخوضون معركة الأمة مع الاحتلال".

 

وتحدث كاظم عياش، رئيس الجمعية الأردنية للعودة واللاجئين عن البعد الشعبي والعمق الجهادي الذي يمكن أن يحرك الأمة ويوحدها من أجل العمل لفلسطين ودعم مقاومتها، ومن ثم تحريرها.

 

وطالب كاظم عايش بإيلاء البعد التعبوي والشرعي أهميةً في جدول عمل الهيئة الشعبية للدفاع عن الأقصى والمقدسات، وقال عايش: "إنّ شعار الجهاد الذي أراد البعض له أن يغيب عن المنهاج التعليمية، وعن الإعلام، وعن الخطاب السياسي للأحزاب، وعن كل الوجود والشهود، ولذلك فإنّ فكرة الجهاد والتعبئة الجهادية، والحديث عن دعم المقاومة يجب أن تُحيا، وأن يعاد ويستمر الحديث عنها".

 

وتناولت كفاح القناص، مسؤولة القطاع النسائي في جبهة العمل الإسلامي، والعضوة في رابطة المرأة الفلسطينية في الخارج موضوع المرأة المقدسية وأهمية دعمها، ودعم صمودها، ضمن خطط عملية لدعم المرأة المقدسية والأسرى المقدسية.

 

واقترحت القناص تشكيل لجان قانونية لعرض ملف الاعتداءات الصهيونية تجاه المرأة والطفلة في القدس أمام عدد من المنظمات الإنسانية الدولية، وذلك ضمن برنامج عمل الهيئة الشعبية للدفاع عن الأقصى والمقدسات.

 

أما أحمد الزرقان، رئيس مجلس الشورى في حزب جبهة العمل الإسلامي فقد أشار لأهمية دور الشعوب في الدفاع عن فلسطين والقدس والأقصى، في ظل غياب الأنظمة العربية وانخراط العديد منها في اتفاقيات تطبيعية مع الكيان الصهيوني.

 

وطالب الزرقان بتفعيل اللجان والمكتب التنفيذي للهيئة الشعبية للدفاع عن الأقصى والمقدسات، كي يكون لها حضورٌ عاجل على الأرض، عبر مختلف أنواع الفعاليات الشعبية.

 

واستهل الناطق الإعلامي باسم حزب جبهة العمل الإسلامي، ثابت عساف الحديث، عقب مداخلة أحمد الزرقان، إذ تحدث عن الحرب الممنهجة التي تشنها بعض الأنظمة العربية لتأخير الجهود الداعمة للقضية الفلسطينية، والمقاومة الفلسطينية، وقال عساف: "لذلك نرى اليوم حرب المياه وحرب الهوية، ولذلك فإنّ تحرير فلسطين وتحقيق وعد الله، سيوقف هذا العبث الذي يحل في بلادنا العزيزة".

 

وطالب عساف بخطوات عملية يضعها المكتب التنفيذي للهيئة الشعبية للدفاع عن الأقصى والمقدسات، وبضخ الدم الجديدة من الشباب العاملين للقضية الفلسطينية في جسم الهيئة.

 

وفي نهاية الملتقى، قدم المهندس عبد الله عبيدات عدداً من الخطوات العملية لاستئناف عمل الهيئة، ومن ضمنها فتح باب الانتساب للهيئة، واستقبال كل من قدم مقترحاتٍ ضمن الملتقى كعضو مجلس أمانة ومكتب تنفيذي، واعداً بأن تبدأ أنشطة وفعاليات الهيئة الشعبية للدفاع عن الأقصى والمقدسات في وقت قريب.

 

 

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »