موسم العدوان الحالي على الأقصى مستمر لـ 18 يوماً أخرى ونداؤنا للقوى الشعبية بضرورة التحرك لنصرته وإسناد المرابطين فيه ودعم المقاومة خياراً وحيداً لصد العدوان عنه.

مؤسسة القدس الدولية: نفخ البوق في الأقصى عدوان خطير يوظف الطقوس التوراتية لتحويل هوية المسجد إلى هيكل برعاية شرطة الاحتلال التي تشكل عملياً رأس حربة تهويد الأقصى

تاريخ الإضافة الثلاثاء 19 أيلول 2023 - 5:09 م    عدد الزيارات 1827    التعليقات 0    القسم أبرز الأخبار، المسجد الأقصى، مواقف وتصريحات وبيانات، أخبار المؤسسة

        


 

 

شهد المسجد الأقصى يوم الأحد 17-9-2023 نفخ البوق فيه من جديد من قبل المستوطنين الصهاينة، بعد محاولاتٍ خاطفة شهدها الأقصى لنفخ البوق عام 2021 و2022، وبعد حملة واسعة لنفخ البوق على أبوابه وفي جواره في 2020، والتقدم بالتماسات أمام محاكم الاحتلال للسماح بنفخه انتهت إلى منحها الغطاء العلني لنفخه في جوار المسجد الأقصى وعلى أبوابه، والضمني لنفخه داخل المسجد ذاته؛ وأمام هذا العدوان الخطير على المسجد الأقصى المبارك فإننا في مؤسسة القدس الدولية نؤكد على ما يلي:

 

 

أولاً: إن نفخ البوق يمثل إعلاناً للسيادة، يستحضر الأسطورة التوراتية والممارسة الصهيونية في سيناء عام 1956 وفي القدس عام 1967، ويحمل دلالات دينية تتوهم أنه انتقال من زمان الحصرية الإسلامية للمسجد إلى زمان تهويده، تسعى لفرضه عقلية خلاصية أسطورية تؤمن بأنها تحضّر بنفخه لمقدمات التدخل المباشر للرب في مجرى التاريخ بإرسال المخلص؛ وهي تأتي في إطار مسار صاعدٍ منذ عام 2019 لفرض الطقوس التوراتية في المسجد الأقصى باعتبارها أداةً لتبديل هويته من مسجد إلى هيكل، وفرض تحويله إلى مقدسٍ مشترك بالقوة كمحطة وسيطة.

 

 

ثانياً: إن الكيان الصهيوني بحكومته وأذرعه الأمنية والعسكرية هو المسؤول الأول عن هذا العدوان وهو من ينبغي أن يدفع ثمنه، فشرطة الاحتلال هي رأس حربة الاحتلال في تهويد المسجد الأقصى، فهي التي فرضت الاقتحامات في 2003 وفرضت تحويلها إلى اقتحامات جماعية في 2006 وهي التي فرضت أوقات الاقتحام في 2008 وأخذت تعمل على زيادتها، وهي التي واجهت الاعتكافات عام 2013 بقوة همجية كادت أن تكرر حريق الأقصى، وهي التي حاولت فرض إغلاق الأقصى أمام المسلمين في الأعياد اليهودية في 2015 وهي حاولت فرض البوابات الإليكترونية في 2017 وقضم مصلى باب الرحمة في 2019 وفرض اقتحام 28 رمضان في 2021 ومنع الاعتكاف في 2023؛ وإن شرطة الاحتلال لا بد أن تُعلَن صراحة بوصفها العدو الأول والأساس للمسجد الأقصى الذي لا بد أن توجه ضده معظم أشكال الاشتباك لردعه وكسر شوكته، وإن تظاهرها بإبعاد المقتحمين الذين نفخوا البوق ليس إلا حيلةً رخيصة في إطار تبادلٍ للأدوار معهم، فقد أطلقت شرطة الاحتلال سراحهم بعد ربع ساعة من مكوثهم في مركزها لتأمين خروجهم من المسجد.

 

 

ثالثاً: لقد أثبت المرابطون رغم الإبعاد والعدوان أنهم على العهد بهم، ثابتون ثبات الجبال الراسخات، وأن ثلة قليلة منهم قادرة على الوقوف في وجه دولةٍ نووية مدججة بالسلاح ومنعها من فرض إرادتها وتمرير عدوانها في الأقصى باعتباره أمراً واقعاً مسلّماً به، وإننا إذ نتوجه بتحية الإجلال والتأييد للمرابطين والمرابطات نتوجه إلى جماهير شعبنا وأمتنا بضرورة نصرتهم، والانضمام إلى صفوفهم، والثأر لجراحهم.

 

 

رابعاً: من جديد أكد الفعل الجماهيري قدرته على الاشتباك في معركة الأقصى عبر مختلف الساحات، فإن عزّ الرباط وعلَت موجات الإبعاد لتعزل الأقصى؛ حضر الشباب الثائر في غزة على السياج ليؤكد أن ساحة الأقصى لن تُترك وحدها، وأنهم قادرون على أن يكونوا طليعة نصرة الأقصى رغم البعد والحصار، وإننا إذ نترحم على الشهداء وندعو للجرحى بالشفاء لنشد على يد الشباب الثائر في غزة ونؤكد أن استمرار هذا الفعل المقاوم سيثمر على جبهات الإرادة الشعبية الأخرى بتصميمه وإرادته ولو بعد حين.

 

 

خامساً: لقد سبق لنفخ البوق أن حصل مرتين في الساحة الشرقية للأقصى دون تمكن حراس الأقصى من رصده بسبب إبعادهم واستهدافهم، واليوم إذ تمكن أحد حراس الأقصى من رصد صوت البوق من بين فوج المقتحمين دون التمكن من تصويره يتأكد مدى ما ألحقه الاحتلال من ضررٍ بقدرة الأوقاف الأردنية على أداء دورها في الأقصى وفي ساحته الشرقية على وجه الخصوص، وهو ما يفرض على الأردن اتخاذ موقف يتناسب مع خطورة التحدي في الأقصى الذي يتقدم المحتل خطوات في تبديل هويته وهو تحت المسؤولية المباشرة للدولة الأردنية، وإن الاكتفاء بالتنديد على لسان الناطق باسم الخارجية هو مؤشر تهميش وتراجع للأقصى ومكانته، بينما اتفاقات التطبيع والتعاون الاقتصادي مع الاحتلال مستمرة وآخذة بالتقدم.

 

 

أخيراً، فإن موسم العدوان على الأقصى ما زال أمامه 18 يوماً، وهو ما يفرض استنفار كل الإمكانات لمواجهته، وإننا نتوجه لكل القوى الشعبية الفاعلة بضرورة التحرك العاجل لنصرته، ودعم إسناد مرابطيه ومنع الاستفراد بهم، وإظهار الدعم الشعبي الواسع للمقاومة بوصفها الاستجابة العملية الوحيدة الكفيلة بدفع هذا الخطر الوجودي الذي يبدأ من الأقصى ويمتد عبر فلسطين إلى الأمة العربية والإسلامية بأسرها.

 

 

بيروت في 19-9-2023

 

عبد الله معروف

بين انتفاضة الجامعات الأميركية والجامعات العربية

الإثنين 6 أيار 2024 - 1:39 م

أكاد أجزم أنه لم يكن يدور في خلد نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا للحظة واحدة، عندما استدعت الشرطة الأميركية لتفريق تظاهرة طلبة الجامعة ضد الحرب على غزة، أنها تشعل بيدها انتفاضةً عاتيةً ستمتدّ على طول ا… تتمة »

حسام شاكر

"فلسطين في كل مكان".. انتفاضة الجامعات ورمزياتها

السبت 4 أيار 2024 - 10:16 ص

لا تحتاج الانتفاضة إلى حجارة ترشقها لتحظى بامتياز الصفة، فقد تكون أدواتها المعنوية أوقع تأثيرًا من المقذوفات المادية، وقد تصنع حدثًا عالميًا على نحو ما أقدم عليه مخيم جامعة كولومبيا، الذي أشعل فتيل ال… تتمة »