ما أبرز اعتداءات الاحتلال على الأقصى في نيسان المنصرم؟
الأربعاء 1 أيار 2024 - 4:14 م 2726 0 أبرز الأخبار، المسجد الأقصى، تقرير وتحقيق | تقرير الأقصى الشهري، الأقصى 2024، الأعياد العبرية، جماعات المعبد |
براءة درزي - موقع مدينة القدس l شهد شهر نيسان/أبريل المنصرم احتفال اليهود بـ "عيد الفصح" العبري الذي تكرسه "جماعات المعبد" محطة سنوية لتصعيد العدوان على المسجد الأقصى، ولتكريس ممارسة الطقوس التوراتية في المسجد.
وأمنت قوات الاحتلال الاقتحامات، فيما لا تزال تفرض حصارًا على الأقصى، وتقيد وصول الفلسطينيين إليه.
وأدرجت وزارة الأمن القومي التي يترأسها بن غفير، في خطة عملها السنوية تغيير الوضع القائم في المسجد، بما يسمح للمستوطنين بحرية أداء طقوسهم في المسجد، وتعزيز السيادة عليه، ووضع تدابير تكنولوجية وإلكترونية للشرطة فيه.
استئناف الاقتحامات بعد توقفها في العشر الأواخر من رمضان وتسجيل رقم قياسي في أسبوع "الفصح" العبري
استأنف المستوطنون اقتحام الأقصى في 2024/4/14 بعد توقفها في العشر الأواخر من شهر رمضان وفي أيام عيد الفطر، وحثت "جماعات المعبد" على المشاركة في الاقتحامات، وكثفت تحضيراتها لعدوان أسبوع "الفصح" العبري الذي بدأ من 4/23 حتى 4/29.
وقبل قرابة أسبوع من بداية أسبوع "الفصح" تحديدًا في 4/15، اقتحم المسجد الأقصى وفد حاخامي ديني رفيع المستوى ضم الحاخام دوف ليئور، أحد أكبر حاخامات تيار الصهيونية الدينية، رافقه الحاخام إسرائيل أريئيل، رئيس ما يسمى "المدرسة الدينية لجبل المعبد" ومؤسس "معهد المعبد"، إضافة إلى الحاخام شمشون إلبويم رئيس ما يسمى "إدارة جبل المعبد".
والتقى الحاخام ليئور خلال الاقتحام بأحد أفراد شرطة الاحتلال المتدينين التابعين لـ "جماعات المعبد"، حيث قدّم له "البركة الخاصة"، مبديًا سعادته بهذا التطور بوجود أفراد "جماعات المعبد" ضمن جهاز شرطة الاحتلال في الأقصى، وصحب الشرطي المتدين الوفد في جولته وأشرف على تأدية الوفد الحاخامي "صلاة الصباح" علانية في المنطقة الشرقية من المسجد.
وشارك في اقتحامات "الفصح" 4345 مستوطنًا، بزيادة تقارب 26% مقارنة بأسبوع "الفصح" العام المنصرم، وانتشرت قوات الاحتلال في المسجد على مدى أسبوع "العيد"، بالتوازي مع استمرار حصارها على الأقصى المتصاعد منذ السابع من أكتوبر.
وشارك في اقتحامات الفصح الحاخام يهودا غليك الذي قدم شروحات توراتية حول "المعبد"، وعضو "الكنيست" من "الليكود" عاميت هاليفي.
واقتحم الأقصى كذلك مدير منظمة "بيدينو" توم نيساني الأقصى وقاد جولة "إرشادية" لمجموعة من المستوطنين، وزعم أنّ الشخصات الفلسطينية والعربية والإسلامية المدفونة في الرواق الغربي هي شخصيات إرهابية.
واقتحم مستوطنون المسجد باللباس الأبيض التوراتي، وأدى وأدى بعضهم طقس الانبطاح (السجود الملحمي) عند باب السلسلة بعد انتهاء جولة الاقتحام، وصلوات توراتية عند باب القطانين وفي محيط باب السلسلة.
كذلك، رفع مستوطنون أعلامًا عليها صورة "المعبد" في محيط باب السلسلة، وردد بعضهم: "جبل المعبد بأيدينا".
وفي سياق متعلق بقربان "الفصح"، اعتقلت قوات الاحتلال في 4/22، عشية "الفصح"، 13 مســتوطنًا حاولوا إدخال "قـرابين الفصح" إلى القدس القديمة والأقصى حيث حاولوا تخبئتها وتهريبها عبر صناديق كرتونية أو أكياس أو عربات أطفال.
وكما في العام السابق، أعلنت "جماعات المعبد" أنها تبحث عن مكان ومساحات إضافية لتخزين قرابين "الفصح" بجانب المسجد الأقصى. ونشر المستوطنون إعلانًا نشروه العام السابق باللغة العربية جاء فيه: "هل لديك مساحة إضافية، وتريد كسب المال؟ نبحث عن مكان لتخزين الماعز في البلدة القديمة، ويفضل أن يكون بجانب المسجد الأقصى".
وكانت "جماعات المعبد" قدمت في أواخر آذار/مارس 2024 التماسًا إلى شرطة الاحتلال للسماح لها بذبح "قربان الفصح" في المسجد الأقصى.
وبالتوازي مع ذلك، ضيقت قوات الاحتلال على المصلين، وأوقفت الأهالي ودققت ببطاقاتهم الشخصية عند باب الملك فيصل. كما منعت عددًا من المرابطين من الدخول إلى المسجد، وأبعدتهم عن أبواب المسجد الأقصى بعد منعهم من الدخول إلى رحابه.
تهويد الأقصى مهمة رسمية لوزارة بن غفير
كشفت وسائل إعلام عبرية أن وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير يخطط لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، من ضمنها السماح للمستوطنين اليهود بالصلاة في المسجد على غرار المسلمين.
وقالت "هيئة البث الإسرائيلية" الرسمية إن "وزارة الأمن القومي التي يترأسها بن غفير، أدرجت في خطة عملها السنوية هدفًا يشكل سابقة مثيرة للجدل وهو تغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى".
وأضافت أن هناك نية أخرى للوزارة ذاتها، وهي اتخاذ تدابير تكنولوجية تحت تصرف الشرطة في محيط الأقصى، وهو الأمر الذي أثار في الماضي معارضة قوية من مديرية الأوقاف الإسلامية بالقدس التابعة للأردن، بل وأدى إلى احتجاجات وصدامات عنيفة ضد شرطة الاحتلال التي حاولت نصب بوابات الكترونية عند مداخل المسجد.
وأشارت إلى أن "مواقف بن غفير من المسجد الأقصى معروفة منذ سنوات، لكن بطريقة غير مألوفة تحولت هذه المواقف إلى هدف رسمي للوزارة التي يتولاها".
وأوضحت أن من بين الأهداف المحددة في خطة العمل لعام 2024، "تعزيز الحكم الإسرائيلي في المسجد الأقصى، وتوفير الحقوق الأساسية ومنع التمييز والعنصرية في المسجد"، وفق زعم الإذاعة.
وأشارت أنه المهام المحددة في خطة العمل لوزارة الأمن القومي هي "توسيع العنصر التكنولوجي المساعد للشرطة وتعزيز تشكيلاتها في المسجد الأقصى".
ولفتت إلى أن هذا الهدف يأتي بعد الأزمة التي رافقت نصب بوابات الكترونية وكاميرات أمنية تابعة للشرطة عند مداخل المسجد الأقصى في عام 2017، عندما رد الفلسطينيون باحتجاجات ومواجهات مع الشرطة الإسرائيلية.