أكّدت مؤسسة القدس الدولية أنّ مواقف جمهورية جنوب أفريقيا أظهرت الدور الريادي لهذا البلد المحترم في السعي إلى إضفاء توازن على النظام الدولي واستعادة الثقة بأخلاقياته، كما حفّزت الأمل بإمكانية إنهاء حصانة الاحتلال الإسرائيلي من المحاسبة وسريان العدالة الدولية على الجميع، وإعادة الاعتبار للقيم والمبادئ والمواثيق في السياسات العالمية.

جاء ذلك في مذكرة سلّمها نائب المدير العام لمؤسسة القدس الدولية أيمن زيدان إلى وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور يوم الثلاثاء 2024/5/28 خلال لقاء في العاصمة كيب تاون.

وقالت المذكرة إنّ الإبادة الجماعية والفظائع الرهيبة التي تستهدف الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بيّنت حاجة عالمنا المُلحّة إلى نهج تصحيحي عاجل، يقف في وجه الغطرسة والسطوة وانتهاك المواثيق والشرائع ويتصدّى للظلم والقهر والاضطهاد والإبادة الجماعية والتطهير العرقي والسياسات العنصرية. وقد كانت المواقف المبدئية التي عبّرت عنها جمهورية جنوب أفريقيا ضد هذه الإبادة الجماعية ذات أهمية بالغة في إحداث التوازن المطلوب في عالم تشتدّ حاجته إلى سياسات ومواقف تمتثل لمقتضيات العدالة وحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي وتردع الاحتلال الإسرائيلي وتحجب الدعم عن العدوان الوحشي على الشعب الفلسطيني، وتتحرُّك فورًا لوقف هذا العدوان وإنهاء الاحتلال ومحاسبة قادته.

وأضافت المذكرة أنّ جمهورية جنوب أفريقيا سجّلت موقفًا مشرِّفًا في سجلّ التاريخ في ملاحقة الإبادة الجماعية التي تستهدف الشعب الفلسطيني في قطاع غزة فشجّعت دولاً عدّة حول العالم على التكتّل من أجل الحقوق والعدالة والحياة الإنسانية.

ولفتت إلى أنّ عالمنا كان ينتظر هذا الموقف بعدما شهد انحيازًا مزمنًا إلى الجلاّد الصهيوني بدلاً من الضحية الفلسطيني، وبعدما رأى مساندة مُعلنة من دول متنفِّذة لحملة العدوان الوحشي على الشعب الفلسطيني ومحاولة تجميلها بالمزاعم المُضلِّلة، وإمداد الإبادة الجماعية بآلة القتل وبالغطاء السياسي والدعائي، وتجاهُل مقتضيات الامتثال للحقوق والعدالة والقانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني.

وقالت المذكرة إنّ أنظار الشعوب تتطلّع إلى جنوب أفريقيا كي تُواصل إعلاء صوت الضمير الإنساني المغيّب بالشجاعة المعهودة عن قادة هذا البلد.

وختمت بتأكيد الثقة بأنّ جمهورية جنوب أفريقيا تقف على الجانب الصحيح من التاريخ، مشيرة إلى أنّ من بواعث الاعتزاز أن ترفع جماهير العالم رايتها إلى جانب راية فلسطين لإظهار التقدير لهذا البلد الريادي المحترم الذي يستند في مواقفه ومساعيه الدولية إلى إرث مُلهِم من النضال المجيد لأجل العدالة والحرية والكرامة.