الاحتلال ينكّل بالأسرى وسياساته الانتقامية لا تستثني القاصرين

تاريخ الإضافة الأربعاء 17 تموز 2024 - 9:58 م    عدد الزيارات 5845    التعليقات 0    القسم الأسرى في سجون الاحتلال ، أبرز الأخبار، تقرير وتحقيق

        


ارتفعت حصيلة الاعتقالات التي نفذها الاحتلال في الضفة، بما فيها شرق القدس، إلى أكثر من 9700 منذ السابع من أكتوبر. وتشمل هذه المعطيات من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن، وتضمّ من أبقى الاحتلال على اعتقالهم، ومن تم الإفراج عنهم لاحقًا.

 

ويرافق حملات الاعتقال جرائم وانتهاكات متصاعدة، منها عمليات تنكيل واعتداءات بالضرب المبرّح، وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التّخريب والتّدمير الواسعة في المنازل، ومصادرة المركبات، والأموال، إلى جانب عمليات التدمير الواسعة التي طالت البُنى التحتية تحديدًا في مخيمات طولكرم، وجنين ومخيمها، وهدم منازل تعود لعائلات أسرى.

 

وليس الاعتقال وما يرافقه من إجرام إسرائيلي إلا بداية لرحلة قاسية في الأسر، فالداخل مفقود والخارج مولود، وإن كان خروجه لا يعني أنّه لم يتقلّب في جحيم التعذيب والتنكيل الذي تفرضه إدارة السجون وصعّدت من وتيرته بشكل كبير بالتزامن مع العدوان الهمجي على غزة.

 

ووفق معطيات نشرتها مؤسسات الأسرى، ارتقى في سجون الاحتلال بعد السابع من أكتوبر، ما لا يقل عن 18 أسيرًا ممن تم الكشف عن هوياتهم وأعلن عنهم، بالإضافة إلى العشرات من معتقلي غزة الذين استشهدوا في السجون والمعسكرات ولم يفصح الاحتلال عن هوياتهم وظروف استشهادهم، كما واعترف الاحتلال بإعدام أحد المعتقلين، إلى جانب معطيات أخرى تشير إلى إعدام آخرين.

 

ظروف لاإنسانية وتعامل وحشي يعانيه أسرى سجن " مجدو "

 

كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين عن استمرار سوء الأوضاع الاعتقالية التي يعيشها الأسرى في سجن "مجدو"، والمفروضة عليهم ضمن سياسة التصعيد التي بدأت منذ السابع من أكتوبر الماضي والتي تزداد وحشية يومًا تلو الآخر.

 

وأوضحت الهيئة، بناء على زيارة محاميها للسجن، أن إدارة السجن لا زالت تحتجز الأسرى داخل أقسام ضيقة للغاية والغرف حولت الى زنازين، والأسرّة داخل الغرفة قليلة جدًا مقارنة بعدد الأسرى الذي يصل في بعض الأحيان إلى 12 أسيرًا في الغرفة الواحدة، غالبيتهم يفترشون الأرض بسبب الاكتظاظ و يعانون ارتفاع درجات الحرارة وعدم توفير مراوح بالسجن، ما أدى إلى إصابتهم بأمراض جلدية حيث يتصببون عرقًا طوال الوقت بالتزامن مع منعهم من الاستحمام وحرمانهم من مستلزمات النظافة، كالشامبو وشفرات الحلاقة ومقصات الأظافر والمعقمات، الأمر الذي أدى إلى تزايد انتشار الأمراض بين الأسرى بشكل كبير بالتزامن مع سياسة الإهمال الطبي المتعمد وافتقادهم إلى الملابس والغيارات الداخلية.

 

ونقل محامي الهيئة عن الأسرى الذين زارهم أن الطعام لا زال شحيحًا وسيئًا، كما تمنعهم إدارة السجن من شرب المياه المعدنية أو استخدام ماكينة المياه ويجبرونهم على الشرب من صنابير الحمامات.

 

ومن ضمن الممارسات اللاإنسانية لإدارة السجون بحقّ الأسرى في سجن "مجدو" إبقاء الكهرباء طوال الليل مضاءة وإطفاؤها نهارًا كوسيلة عقاب إضافية.

 

كما يتعرض الأسرى للضرب المبرح خلال العدد حيث يتم إجلاسهم بزاوية الغرف وأيديهم على رؤوسهم من الخلف ورأسهم منخفض إلى الأرض، مع وجود خط أحمر على الأرض يمنع عليهم تجاوزه تحت طائلة الاعتداء الوحشي عليهم.

 

إدارة سجن "مجدو" تنتهك خصوصية الأسرى القصّر وتعرض حياتهم للخطر الشديد

 

لا تختلف معاملة إدارة السجون الأسرى الأشبال عن سائر الأسرى، حيث تمارس بحقّهم سياسات عقابية وانتقامية حاقدة، مبنية على الضرب، والتعذيب، والتنكيل اليومي.

 

وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحريين، وفق زيارة محاميتها سجن "مجدو"، إنّ الأسرى الأشبال يعيشون في واقع صعب ومعقد، إذ يحتجزون في قسم "3"، وهو قسم خاص بالأسرى ما دون 18 عامًا ، وعددهم ما يقارب 130 طفلاً قاصرًا ، بينهم 18 شبلاً من قطاع غزة.

 

وتحتجز إدارة السجون الأشبال في الغرف باكتظاظ كبير، حيث يتراوح عددهم في الغرفة الواحدة بين 12 و18 طفلاً، وهم يعانون انتشار مرض "سكابيوس" الذي ظهر بكثافة جراء الحرمان من الاستحمام، ونقصًا في الملابس وليس لديهم سوى اللباس الذي يرتدونه، وتمنعهم إدارة السجن من امتلاك الصابون، والشامبو والمنظفات والمعقمات، والعدوى تزداد يوميًا، ويحرمون من الأدوية والعلاج.

 

وأوضحت الهيئة أن نتيجة ما ذكر من سياسة الحرمان ظهرت أعراض المرض على أجسادهم، والأغلبية العظمى منهم لا يستطيعون النوم، بسبب الأوجاع والآلام والحكّة القوية، وانتشار الجروح والتقرحات، وتفاقم المرض وخطورته في ظل ارتفاع درجات الحرارة، والطفل الذي يطلب العلاج يتعرض للضرب والإهانة والعزل من قبل السجانين من دون أي اعتبار للقوانين والمواثيق الدولية المنصوص عليها.

 

الأسير معزز عبيات شاهد على جرائم التعذيب

 

أفرجت سلطات الاحتلال مساء 2024/7/9 عن المعتقل معزز خليل عبيات (37 عامًا)، من بيت لحم، بعد 9 أشهر في الاعتقال الإداريّ، وهو بحالة صحية صعبة وصادمة، وتمّ الإفراج عنه من سجن "النقب" الذي شكل وما يزال عنوانًا بارزًا على جرائم التعذيب والتنكيل بحق الأسرى منذ بدء حرب الإبادة.

 

وقال نادي الأسير إنّ المعتقل عبيات تعرض للضرب المبرح، خصوصًا على قدميه، أثناء عملية اعتقاله في أواخر شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023. ولاحقًا واجه سلسلة من الاعتداءات بالضرب المبرح، إلى جانب جريمة التعذيب، وتعكس هيئته التي خرج عليها شهادة كافية لما تعرض له على مدار فترة اعتقاله، إلى جانب جريمة التجويع، والجرائم الطبية التي شكلت أسبابًا مركزية لاستشهاد أسرى ومعتقلين بعد السابع من أكتوبر.

 

ولفت نادي الأسير إلى أنّ الكلمات الأولى للمعتقل عبيات بعد الإفراج عنه كانت أنه "تعرض لمحاولة قتل" أكثر من مرة.

 

وعبيات أسير سابق تعرض للاعتقال مرّتين قبل اعتقاله الحالي، وهو متزوج وأب لخمسة أبناء، ولم يكن يعاني أي مشاكل صحيّة قبل اعتقاله، علماً أن آلاف الأسرى يواجهون الموت في سجون الاحتلال ويتصاعد ذلك مع مرور الوقت، وباستمرار عمليات التعذيب الراهنة وغير المسبوقة بمستواها وكثافتها.

 

وأشار نادي الأسير إلى أنّه، وفي ضوء العداون على الأسرى، يواصل الاحتلال التّصعيد من جريمة الاعتقال الإداريّ، حيث وصل عدد المعتقلين الإداريين حتى بداية شهر تموز/يوليو الجاري، ما لا يقل عن 3380 معتقلاً، من بينهم نساء وأطفال، ويخضع جميعهم لمحاكمات صورية وشكلية تحت ذريعة وجود "ملف سرّي"، علمًا أنّ المئات من المعتقلين الإداريين هم من المرضى كما أنّ الغالبية العظمى منهم هم من الأسرى السابقين الذين أمضوا سنوات في سجون الاحتلال.

 

 

علي ابراهيم

سيد الظل والميدان

الإثنين 3 شباط 2025 - 12:05 م

منذ أن شاهدت كلمة الملثم المصورة، فكري مشغول بهذه الشخصيات الفريدة التي لا تُشبه غيرَها، ولا يُشبهها أحد، فقد طفقت تتوارد عليّ المعاني والصور والكلمات، منذ أن سمعت نعي الشهيد القائد العام لكتائب القسا… تتمة »

علي ابراهيم

عندما أزهر الصمود أسطورة!

الجمعة 31 كانون الثاني 2025 - 9:56 ص

لم تعد الأحداث العظيمة الجليلة بعيدةً عنا، إذ نعيش في زمن تتكثف فيه الأحداث، وتتسارع فيها التطورات، ولا تكاد تمر الأشهر، بل الأيام من دون حدثٍ جليل، فقد أصبحنا في زمنٍ تتبدل فيه أحوال الدول، وتنقلب في… تتمة »