القضية الفلسطينية في عهد ترامب أعوامٌ عجاف
الجمعة 27 كانون الأول 2019 - 3:06 م 5321 450 ورقة معلومات |
القضية الفلسطينية في عهد ترامب أعوامٌ عجاف
القرارات الأمريكية ضد القضية الفلسطينية والداعمة للاحتلال في عام 2019
إعداد: علي إبراهيم
قسم الأبحاث والمعلومات
مؤسسة القدس الدولية
تمهيد:
شكلت الإدارة الأمريكية الحالية منذ وصول ترامب إلى الرئاسة الأمريكيّة أكبر داعمٍ للاحتلال الإسرائيلي، في مقارنة بالإدارات الأمريكية السابقة، فلم تقف إدارة ترامب عند حد تقديم الدعم المالي أو الغطاء السياسي للاحتلال فقط، بل شكلت قراراتها وخطتها المزعومة لإنهاء القضية الفلسطينية، دعمًا متصاعدًا لسياسات الاحتلال التهويديّة، إذ مضى الأخير قدمًا في استهداف القدس والمناطق الفلسطينيّة المحتلة، في مشهدية تتقاسم فيها الولايات المتحدة و"إسرائيل" الأدوار، إذ تُنهي الأولى مختلف الملفات الفلسطينيّة التي شكلت عقبة لتحقيق "السلام" المنشود، فكانت قرارات الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، والترويج المضطرد لـ"صفقة القرن"، ومن ثم محاولات إنهاء ملف اللاجئين عبر تعطيل عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" وغيرها، فيما يعمل الطرف الثاني ألا وهو الاحتلال على تصعيد استهداف مدينة القدس المحتلة ومختلف المناطق الفلسطينية، عبر زيادة الاستيطان، وهدم منازل الفلسطينيين، وصولًا إلى محاولة السيطرة على المسجد الأقصى، وفرض واقعٍ جديد فيه، ومحاولة تحقيق التقسيم المكاني لبعض أجزائه، في سياق فرض السيطرة الإسرائيلية الكاملة على "عاصمة" الكيان المزعومة ألا وهي مدينة القدس.
وخلال الأعوام الماضية أصدرت الإدارة الأمريكية عددًا من القرارات التي طالت جوانب عديدة من القضية الفلسطينية، حاولت من خلالها تقديم المزيد من الدعم للاحتلال، إضافةً إلى تنظيم مؤتمرات وورش تحاول تشكيل جبهة تسوق لصفقة القرن وتتعهد بالمضي فيها، وفي سياق رصد هذه القرارات الأمريكية، التي وصلت حدّ المشاركة في افتتاح مشاريع تهويدية في القدس المحتلة، نقدم في هذه الورقة إطلالة على أبرز القرارات الأمريكية في عام 2019.
وعلى الرغم من عدم إمكانية التنبؤ بعودة ترامب إلى سدة الرئاسة في انتخابات عام 2020، أو نتيجة المضي في إجراءات عزله عن الرئاسة التي أطلقها الكونجرس الأمريكي، تظلّ قرارات الولايات المتحدة التي صدرت في عهد ترامب واحدةً من أبرز روافد الاحتلال للمضي في خطط تهويد المدينة المحتلة، واستهداف الفلسطينيين فيها، ما يجعل قراءة هذه القرارات وتسليط الضوء على نتائجها ضرورة ملحة، لتقديم صورة للمنعطفات الخطيرة التي مرت فيها القضية الفلسطينية خلال الأعوام الأخيرة.