الملخص التنفيذي لتقرير عين على الأقصى الثامن عشر


تاريخ الإضافة الأربعاء 28 آب 2024 - 7:35 م    عدد الزيارات 450    التحميلات 50    القسم عين على الأقصى

        


مقدمة عين على الأقصى 2024

"طوفان الأقصى" في مواجهة "معركة المعبد"، هذه الجملة تختصر المشهد العام الذي خيَّم على المسجد الأقصى، بل على كل فلسطين. أرادها الفلسطينيُّون معركة حاسمة دفاعًا عن مسجدهم الأقصى الذي يشاهدون ضياعه منهم يوميًّا، حتَّى أصبحوا غرباء عنه، يعانون الويلات حتى يصِلُوه ويصلُّوا فيه، ويشاهدون الحجارة التي تتساقط من مبانيه، والتشقُّقات التي تظهر في جدارنه، والحفريات التي تهدِّد أساساته، والمشاريع التهويديَّة التي تتطاول حوله، ويذوقون مرارات الإبعاد عنه، والاعتقال، والتنكيل، والتفتيش المهين، والتهديد بهدم بيوت حراسه والمدافعين عنه، وغير ذلك من ألوان المعاناة والاعتداءات التي وثَّقها هذا التقرير، والتي يتسبب بها الاحتلال الإسرائيلي. كلُّ ذلك كان يشير إلى أن الانفجار قادم لا محالة، فقد ضاق الفلسطينيُّون ذرعًا باحتلال يجثم على صدر المسجد الأقصى منذ نحو 55 عامًا، وسبق أن حذَّرت قيادة المقاومة الفلسطينية من هذه النتيجية المحتومة، وأنذرت الاحتلال مرات ومرات، ولكنه كان لا يكترث، بل يمضي قُدمًا نحو مزيد من التهويد والتهديد مدفوعًا بجنون اليمين المتطرف والصهيونيَّة الدينيَّة ووزرائها الكُثر في حكومة المجرم نتنياهو، فقالت المقاومة كلمتها الصادقة، ووفَّت بوعدها، وفجَّرت طوفان الأقصى ضد الاحتلال في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وتلقى الاحتلال ضربة موجعة لم يعهد مثيلها من قبل؛ إذ اقتحم جنود كتائب القسام الحدود بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وهاجموا معسكرات الاحتلال وقواعده ومستوطناته، وقتلوا المئات من جنود الاحتلال ومستوطنيه، وأسروا المئات كذلك. نفذت المقاومة تهديداتها بأنَّها لن تسكت على تدنيس المسجد الأقصى وتهويده والعدوان المفتوح عليه، وأعادت قضية المسجد الأقصى وفلسطين إلى صدارة القضايا بعدما عمل لتصفيتها الاحتلالُ الإسرائيلي، والراعي الاستعماري الأمريكي والغربي، وأنظمة التطبيع العربية.

 

قرأتْ "منظماتُ المعبد" المتطرفةُ رسالةَ "طوفان الأقصى" جيدًا، وأدركت أنه تهديد غير مسبوق لمكاسبها التي حققتْها في المسجد في السنوات الماضية، وقرَّرتْ رفع شعار "معركة المعبد" في وجه "طوفان الأقصى"، فسخَّرت جهودها لحثِّ المستوطنين على المشاركة في العدوان الإجرامي على قطاع غزة، وشجَّعتهم على اقتحام المسجد الأقصى قبل المشاركة في قتل الأطفال والنساء والشيوخ في غزة، وبعد ذلك، وانتشرت صور كثيرة لجنود الاحتلال وهم يقتحمون الأقصى بلباسهم العسكري، ويضعون على زيِّهم العسكري وآلياتهم وأسلحتهم صورًا لـ "المعبد" المزعوم، ويكتبون على الجدران المتبقية في غزة عبارات التأييد لإبادة غزة تمهيدًا لهدم الأقصى وبناء "المعبد" المزعوم. وتكاملَ دورُ "منظمات المعبد" مع دور الشرطة الإسرائيلية التي فرضت حصارًا مشددًا على المسجد الأقصى، فتراجع عدد المصلين فيه في بعض الجُمَع إلى نحو 3500 مصلٍّ فقط، ونكَّلت بالمصلين وموظفي الأوقاف الإسلامية، وزيادة على ذلك، فرضت سلطات الاحتلال حصارًا تقنيًّا على المسجد الأقصى ومحيطه تمثَّل بتركيب كاميرات مراقبة، وأجهزة اتصالات وتنصت، ومجسَّات متطورة فوق المدرسة التنكزية وفي محيط الأقصى، وخاصة سلوان خاصرة المسجد الجنوبية. حفل التقرير الثامن عشر من "عين على الأقصى" بأصناف كثيرة من الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، وكانت "منظمات المعبد" واعية بما تفعل، فقد نشرت إحدى أذرعها صورة لمصلى قبة الصخرة المشرَّفة مطالبة بتسريع هدم المسجد الأقصى وإقامة "المعبد" المزعوم مكانه، وكتبت عليها "سنؤذيهم بأغلى ما لدى حماس"، أي المسجد الأقصى.

 

لقد وثَّق هذا التقرير حالة الفرز التي أحدثها طوفان الأقصى؛ إذ أظهرت المواقف والفعاليات معسكريْن: المعسكر الأول هو الشعب الفلسطيني ومن يناصره من أبناء الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم، والمعسكر الثاني هو معسكر الاحتلال الإسرائيلي ومن يقف إلى جانبه من الحكومات الأجنبية والأنظمة العربية والإسلامية التي وجدت في هذه المعركة فرصة للتخلص من المقاومة الفلسطينية، بل من القضية الفلسطينية بأسرها. واللافت في عملية الفرز التي حصلت أنَّ الاعتبار الأساسي في تشكيل كل معسكر هو الوقوف إلى جانب الحق والعدالة، أو مناصرة الاحتلال والاستعمار والاستبداد، ولم تكن الاعتبارات الدينية أو العرقية أو الجغرافية هي الأساس، فحلَّق نجمُ شرائح شعبية عريضة من مختلف أنحاء العالم في سماء نصرة فلسطين، وهوت شرائح أخرى في مستنقع الصمت، والانحياز للاحتلال، والتآمر على الفلسطينيين، ومدِّ الاحتلال بالسلاح والأغذية والبضائع، وتوفير الغطاء لاستمرار العدوان الإسرائيلي الذي لم يتوقف حتَّى كتابة هذا التقرير.

 

ويختم هذا التقرير فصوله بتوصيات مهمة تفتح ميادين العمل الجاد لشرائح وجغرافيَّات ما زال يُنتظر منها الكثير، وخاصة شعوب أمتنا، وأهلنا في الضفة الغربية والقدس والأردن.

هشام يعقوب

رئيس قسم الأبحاث والمعلومات

رابط النشر

إمسح رمز الاستجابة السريعة (QR Code) باستخدام أي تطبيق لفتح هذه الصفحة على هاتفك الذكي.



منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »