تقرير حصاد القدس لشهر تموز/يوليو 2017
الثلاثاء 8 آب 2017 - 3:04 م 12181 1580 حصاد القدس الشهري |
تقرير حصاد القدس لشهر تموز/يوليو 2017
صعد الاحتلال الإسرائيلي حملته التهويدية والأمنية ضد القدس والمقدسيين بداية شهر تموز/ يوليو 2017، وعمل منذ اليوم الأول على تنفيذ العديد من المشاريع التهويدية والإجراءات الأمنية البوليسية ضد المقدسيين، لكنه مع اندلاع هبة الأقصى في (14/7) واحتجاج المقدسيين على إجراءات الاحتلال الجديدة في الأقصى بعد العملية الفدائية التي نفذها ثلاثة شبان في محيط المسجد، انقلبت الحال وبات المشهد لصالح أهل القدس المنتفضين في الشوارع، فأوقف الاحتلال مشاريعه التهويدية بشكل مؤقت خلال هبة الأقصى، واستمر بحملات الاعتقال الجماعية والفردية التي طالت المنتفضين في شوارع القدس.
خضعت قوات الاحتلال لمطالب المقدسيين بعد أسبوعين من الحراك الجماهيري الحاشد في أزقة القدس وعند أبواب الأقصى، وأجبر الاحتلال الإسرائيلي على إعادة الوضع كما كان عليه قبل عملية الأقصى في 14/7/2017.
وفي المسار الميداني، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي 15 منزلًا ومنشأة في مدينة القدس المحتلة خلال شهر تموز/يوليو من العام الجاري أغلبها في النصف الأول من الشهر، وأجبرت مواطنًا مقدسيًا على هدم منزله بنفسه في قرية أم ليسون جنوب مدينة القدس بعد أن خيرته بين الهدم الذاتي والهدم بجرافاتها.
وفي المسار الاستيطاني، وافقت اللجنة اللوائية على خطة لبناء 900 وحدة استيطانية في القدس المحتلة تتوزع على عدة مستوطنات منها 355 وحدة في مستوطنة جيلو و 166 في مستوطنة بسغات زئيف.
ونشرت سلطات الاحتلال مناقصة لمشروع استيطاني ضخم في منطقة جبل المكبر شرقي القدس المحتلة، بهدف بناء 1330 وحدة فندقية استيطانية بتكلفة تصل إلى نحو 10 مليون شيكل (3.3 مليون دولار).
وتعمل سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مشروع استيطاني ضخم لرفد مدينة القدس المحتلة بـ150 ألف مستوطن يهودي، وإخراج 100 ألف مقدسي منها بغرض تقليل عدد العرب وزيادة اليهود فيها، من خلال ضم مستوطنات مقامة على أراضي الضفة الغربية، وإخراج مناطق عربية من النطاق البلدي للمدينة.
وصلى في المسجد الأقصى المبارك في الجمعة الأولى من شهر تموز/يوليو (7/7) عشرات الآلاف من المصلين من مختلف المناطق الفلسطينية، قبل أن تغلقه قوات الاحتلال في الجمعة الثانية في (14/7) إثر العملية الفدائية التي نفذها ثلاثة شبان في محيط المسجد، ورغم فتح المسجد المبارك في (16/7) إلا أن المقدسيين رفضوا دخوله بسبب الإجراءات الأمنية الجديدة التي نصبتها قوات الاحتلال على أبواب الأقصى من بينها بوابات إلكترونية وكاميرات مراقبة عالية الدقة، واستمر المقدسيون في حراكهم الرافض لإجراءات الاحتلال حتى (27/7) وأجبروا الاحتلال على التراجع والانهزام أمام صمودهم وصلابتهم في ميادين القدس، وصلى في المسجد في أول صلاة جمعة في (28/7) بعد إغلاقه لأسبوعين نحو 300 ألف مصل من مختلف المناطق الفلسطينية في جمعة سميت بـ "جمعة النصر".
واعتقلت قوات الاحتلال خلال هبة الأقصى مئات المصلين والمرابطين عند أبواب المسجد المبارك ضمن هجمة شرسة ضد المصلين المنتفضين في الشوارع، كما أصيب المئات منهم خلال قمع الاحتلال لحراكهم، ومن بينهم الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى المبارك الذي أصيب في قدميه خلال تأديته صلاة العشاء مع المنتفضين عند أبواب الأقصى في (18/7).
واعتقلت قوات الاحتلال نحو 120 مصليًا معتكفًا بالمسجد الأقصى المبارك في (28/7) خلال اقتحامها الواسع عند منتصف ليلة الجمعة الأولى لإعادة فتح المسجد، وأصابت عشرات المصلين، بينهم 15 اصابة بأعيرة مطاطية في الرأس و6 مسعفين.
وأشعل إغلاق المسجد الأقصى المبارك مشاعر الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية المحتلتين وقطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، واندلعت مواجهات في مختلف المناطق والقرى الفلسطينية وعلى حدود قطاع غزة، وسجل منذ بداية شهر تموز/يوليو ما فيه هبة الأقصى استشهاد 18 فلسطينيًا بينهم 4 مقدسيين ليرتفع إجمالي عدد الشهداء الفلسطينيين خلال العام الجاري إلى 63 شهيدًا من مختلف المناطق الفلسطينية.
وسجل خلال شهر تموز/ يوليو استشهاد 5 أطفال فلسطينيين ليرتفع عدد الشهداء الأطفال منذ مطلع العام الجاري إلى 15 طفلًا من العدد الكلي للشهداء خلال هذا العام، فيما تواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثامين 13 شهيدًا في ثلاجاتها منذ اندلاع انتفاضة القدس في 1/10/2015.
واعتقلت قوات الاحتلال نحو 650 فلسطينيًا بينهم 486 مقدسيًا خلال عمليات اعتقال فردية وجماعية لا سيما خلال قمعها المسيرات الغاضبة في مدينة القدس المحتلة الرافضة لإجراءات الاحتلال، واعتقلت خلال حملتها الأمنية ضد المنتفضين في القدس المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين ورئيس لجنة أهالي الأسرى في القدس أمجد أبو عصب ومسؤول ملف القدس في حركة فتح حاتم عبد القادر.
كما أصيب نحو 1400 فلسطيني من مختلف المناطق الفلسطيني برصاص قوات الاحتلال التي حاولت قمع المنتفضين عند أبواب الأقصى وردع الفلسطينيين في كافة المناطق الفلسطينية، وسجل من بين المصابين الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى المبارك الذي أصيب خلال قمع قوات الاحتلال للمصلين أثناء تأديتهم صلاة العشاء عند أبواب الأقصى.
ورسمت عملية الأقصى التي نفذها الشبان الفلسطينيين الثلاثة محمد أحمد جبارين (29 عامًا) ومحمد أحمد مفضل جبارين (19 عامًا) ومحمد حامد جبارين (19 عامًا) منحى جديدًا في معادلة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، ونجح المقدسيون في إزالة الحجج التي وضعها الاحتلال لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك.
أربعة عشر يومًا من انتفاضة المقدسيين أشعلت القدس وفلسطين المحتلة وبعض العواصم العربية والإسلامية، وعمل المقدسيون على انتزاع مطالبهم من الاحتلال بصمودهم في الميدان وتصعيدهم لعمليات المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، وشهدت مدينة القدس المحتلة 199 نقطة مواجهة مع الاحتلال خلال شهر تموز/يوليو من بينها 3 عمليات فدائية و49 حالة إلقاء زجاجات حارقة ومفرقعات نارية وكوعًا متفجرًا واحدًا.
وأسفرت عمليات المواجهة الشعبية والعمليات الفدائية في القدس المحتلة عن مقتل جنديين إثنين وإصابة 41 آخرين بجراح مختلفة، وصفت حالات بعضهم بالمتوسطة والحرجة.
وفي المسار نفسه، وضمن عمليات الرصد لكافة نقاطة المواجهة في فلسطين المحتلة كاملة (القدس- الضفة الغربية- غزة) ردًا على اعتداءات الاحتلال بحق الأقصى، قُتل خلال شهر تموز/يوليو 6 إسرائيليين وأصيب نحو 62 آخرين.