07 - 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2018
الأربعاء 14 تشرين الثاني 2018 - 1:43 م 6240 1456 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
07 - 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2018
القدس المحتلة بين الأنفاق التي تزعزعها والكاميرات التي تحاصر سكانها
يستمر الاحتلال بالمضي قدمًا في مسارات تهويد القدس المحتلة، وخلال أسبوع الرصد كُشِفَ عن أنفاق ضخمة أسفل القدس المحتلة، تصل لعمق ثلاث طبقات تحت الأرض، وعلى الصعيد الديموغرافي تقر سلطات الاحتلال المشاريع والوحدات الاستيطانية التي تقطع أوصال المناطق الفلسطينية، وتقضم أكبر قدرٍ ممكن من أراضيها، وفي داخل القدس المحتلة تستكمل بلدية الاحتلال تركيب نحو 500 كاميرا ذكية، في إطار المزيد من الرقابة الأمنية على سكان المدينة الفلسطينيين.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
بالتزامن مع المعلومات حول إعادة الاقتحامات السياسية للمسجد الأقصى بشكلٍ كامل، اقتحم عضو "الكنيست" المتطرف يهودا غليك الأقصى في 7/11، يرافقه مجموعة من المستوطنين، بحماية من قوات الاحتلال الخاصة. وفي 12/11 اقتحم 73 مستوطنًا باحات المسجد الأقصى، ومن بين المقتحمين 40 من طلاب معاهد الاحتلال التلمودية، نفذوا جولات استفزازية في المسجد. وفي 13/11 اقتحم 53 مستوطنًا المسجد الأقصى، بالإضافة إلى 10 عناصر من شرطة الاحتلال باللباس المدني، ونفذ المقتحمون جولات استفزازية، واستمعوا الى شروحات حول "المعبد".
وفي سياق ترميم بعض المواضع في الأقصى، قامت طواقم دائرة الأوقاف في 7/11 بترميم الممر المؤدي من "الحرش" إلى قبة باب الرحمة داخل المسجد الأقصى، حيث شهد الطريق انخفاضًا كبيرًا، وجددت الأوقاف رفضها منعها من قبل سلطات الاحتلال من ترميم أسوار المسجد الأقصى، وحذرت من أن هذا المنع سيؤدي إلى "ما لا يُحمد عقباه".
وخلال أسبوع الرصد تم الكشف عن أنفاق جديدة أسفل البلدة القديمة وفي محيطها، تمتد من منطقة عين سلوان جنوب الأقصى، باتجاه ساحة البراق، ويضم النفق الجديد ثلاثة أنفاق فرعية، وتشهد هذه الأنفاق أعمال تفريغ ضخمة للأتربة، تستخدم فيها آلات ومعدات تستطيع نقل الأتربة والصخور، التي تنقل إلى الشطر الغربي للمدينة، لتفتيشها قبل رميها، ولم يتم الكشف عن تفاصيل هذه الأنفاق بشكلٍ دقيق، حيث تستمر أذرع الاحتلال التهويدية بالعمل فيها، ولكن المعطيات الأولية تشير إلى أن النفق بطول 600 متر وبعمق يتجاوز الثلاث طبقات.
التهويد الديمغرافي:
تتابع سلطات الاحتلال هدمها منازل الفلسطينيين، ففي 7/11 هدمت جرافات الاحتلال بناية سكنية في مخيم شعفاط وسط القدس المحتلة. وفي 8/11 هدمت جرافات الاحتلال أساسات منزل قيد الإنشاء في بلدة الزعيّم شرقي القدس المحتلة، بحجة البناء من دون ترخيص، وتمت عملية الهدم بعد فرض قوات الاحتلال طوقًا عسكريًا في المنطقة.
وعلى صعيد المشاريع الاستيطانية، صادقت "لجنة التنظيم والبناء اللوائية"، التابعة لبلدية الاحتلال في القدس، على بناء 640 وحدة استيطانية في مستوطنة "رمات شلومو"، وكشفت صحف عبرية بأن هذه الوحدات ستقام على أراضٍ فلسطينية خاصة، صودرت بحجة تحويلها لمساحات عامة.
وفي سياق الاستيطان، أقرّت "لجنة الاستئنافات" في "مجلس التخطيط" في القدس المحتلة عدّة مشاريع استيطانية تخترق الأحياء الفلسطينية، حيث أقرت اللجنة مشروعًا لربط مستوطنة "رمات شلومو" بشارع التفافي يربطها مع "تل أبيب" والقدس المحتلة، وسوف يقضم المشروع مساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية. وأقرت اللجنة إقامة 1500 وحدة استيطانية، وإقامة مدخلين جديدين للمستوطنة، وتأتي هذه المشاريع مع القرارات الاستيطانية السابقة في إطار فصل المناطق الفلسطينية، ورفع حجم الاستيطان في منطقة قريبة من مخيم شعفاط.
ولا تقف مشاريع الاحتلال عند المناطق المحيطة بالقدس المحتلة فقط، فقد تم الكشف عن سعي عدد من الجمعيات الاستيطانية إلى وضع يدها على منازل الفلسطينيين في حي الشيخ في جراح وتهويده بالكامل، وترفع هذه الجمعيات دعوة أمام "المحكمة الإسرائيلية العليا"، التي ستعقد جلسة استماع حول إخلاء الحي، وتضم المنطقة المستهدفة 29 بناية، يقطنها 100 عائلة فلسطينية.
قضايا:
تستكمل سلطات الاحتلال إجراءاتها لفرض المزيد من الحصار على المقدسيين في المدينة المحتلة، حيث بدأت بلدية الاحتلال بالتعاون مع شرطة الاحتلال وجهات احتلالية أخرى، تركيب نحو 500 كاميرا ذكية في أنحاء مختلفة من المدينة. وتزعم أذرع الاحتلال بأن المشروع يهدف لتحويل القدس إلى "مدينة بلا عنف". وتأتي هذه الخطوات لاستكمال الالتفاف على رفض المقدسيين لهذه الكاميرات خلال هبة باب الأسباط، حيث تشكل اختراقًا لخصوصية المجتمع المقدسي، ومحاولة لفرض رقابة أمنية مشددة، لمنع قيام أي عملية فردية في إطار انتفاضة القدس.
التفاعل مع القدس:
افتتحت جمعية "ميراثنا" التركية سوقًا خيريّة في مدينة إسطنبول بمنطقة "أيوب سلطان"، بهدف دعم أنشطتها للإغاثة والبناء في مدينة القدس المحتلة ومحيطها، وتحمل السوق شعار "كنّ سبيلًا للخير في القدس"، وتضمّ منتجات مصنوعة يدويًا من قبل اللجان النسائية للجمعية، إضافة إلى ملابس تبرّع بها مصمّمون. وتنشط الجمعية في عدد من المجالات في المدينة المحتلة، من ترميم المنازل إلى كفالة الأيتام وتقديم المعونات والخدمات المختلفة.