19 - 25 شباط/فبراير 2020
الأربعاء 26 شباط 2020 - 11:30 ص 2908 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
19 - 25 شباط/فبراير 2020
عام على هبّة باب الرحمة يؤكّد دور الإرادة الشعبية في حماية الأقصى
وحفلة جنون استيطاني عشية انتخابات "الكنيست"
مع اقتراب موعد انتخابات "الكنيست"، المحدّد في 2020/3/2، انتاب جنون الاستيطان قادة الاحتلال، وفي مقدّمتهم بنيامين نتيناهو الذي تظهر استطلاعات الرأي أنّ موقعه لم يتحسّن، حتى بعدما كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن بنود صفقة القرن أواخر الشهر الماضي، وما تضمّنته من تبنّ كامل للرواية الإسرائيلية. وعلى ما يبدو، يحاول نتنياهو الانطلاق من الخطة لتعزيز موقعه والاستناد إلى الضوء الأخضر الذي أعطته الخطة في ما يتعلّق بالقدس والمستوطنات. وفي الأقصى، احتفلت جماهير القدس بمرور عام على هبة باب الرحمة وفتحها المصلّى والصلاة فيه بعد 16 عامًا من إغلاقه بقرار من سلطات الاحتلال. وفي موازاة ذلك، تواصلت الاقتحامات فيما تضامنت "منظمات المعبد" مع المتطرّف يهودا غليك بعدما طردته شرطة الاحتلال من المسجد وفتشت منزله على خلفية اختفاء وثائق من ملف التحقيق معه. كذلك، دعت هذه المنظمات المستوطنين إلى اقتحام الأقصى قبل الإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع في 2020/3/2. وفي التفاعل، صدرت مواقف رافضة للتصريحات الإسرائيلية حول الاستيطان، فيما تستعدّ شخصيات مقدسية لإطلاق حملة صلاة الضحى في الأقصى على غرار حملة الفجر العظيم لمواجهة تهويد المقدسات.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
استمرت اقتحامات المستوطنين الأسبوع الماضي، وقاد الحاخام المتطرّف اقتحامًا في 2020/2/25، ونشر مقاطع فيديو له من داخل الأقصى يدعو فيها من أجل مستوطني غلاف غزة، وانتصار جيش الاحتلال، ونجاح انتخابات "الكنيست". وكانت منظمة "طلاب لأجل المعبد" دعت أنصارها إلى التضامن مع غليك عبر فعالية المشي البطيء في أثناء اقتحام الأقصى يوم 2020/2/20 إذ كانت شرطة الاحتلال طردت غليك من المسجد صباح 2020/2/18، على خلفية المشي ببطء، ثمّ فتشت منزله مساء على خلفية الشكّ بأنه سرق وثائق من ملف التحقيق معه.
وفي سياق مرتبط بانتخابات "الكنيست"، دعت منظمة "طلاب لأجل المعبد" أنصارها إلى اقتحام الأقصى قبل الذهاب إلى صناديق الاقتراع في 2020/3/2، وذلك لتأكيد تمسّكها بأجندتها المتعلقة بالمسجد وبأنّها منطلق للتصويت في الانتخابات، وهو ما يحمل رسائل للمرشّحين بضرورة أن تكون مطالب "منظمات المعبد" من ضمن برامجهم الانتخابية.
أكدت متحدثة باسم وزارة النقل الإسرائيلية أن "اللجنة الوطنية للبنية التحتية" وافقت على بناء محطة قطار بالقرب من حائط البراق في القدس القديمة، ووصف وزير النقل في حكومة الاحتلال بيسلئيل سموتريتش قرار اللجنة أنه "تاريخي". ويمتد مسار القطار من تحت شارع يافا بالقدس، على عمق نحو 80 مترًا من محطة "يتسحاق نافون" وصولاً إلى عمق 50 مترًا عند وصوله محطة الحائط، التي سيطلق عليها محطة دونالد ترامب.
ومع مرور عام على هبة باب الرحمة، احتفلت جماهير القدس في 2020/2/21 بنصرها، وشهدت صلاة الفجر مشاركة واسعة وحاشدة ليس في الأقصى وحسب، بل في مساجد الضفة وغزة، وكانت تحت عنوان "جمعة الفتح المبين". ووفق الأوقاف، شارك قرابة 50 ألف مصلّ في صلاة الجمعة بالأقصى على الرغم من تضييق الاحتلال على المصلين وتقيد وصولهم إلى المسجد. وفي إطار استهداف حملة الفجر العظيم، استمرت حرب الاحتلال على تجار القدس، فعمدت قواته في 2020/2/19 إلى إغلاق مخبز أبو سنينة في باب حطة، وهو أحد أقدم مخابز القدس القديمة، واعتقلت صاحبه، على خلفية توزيع الكعك على المصلين فجر الجمعة. وكانت قوات الاحتلال أغلقت الشهر الماضي محل أبو صبيح، على خلفية توزيع الحلويات على المصلين في الفجر العظيم.
التهويد الديموغرافي:
مع اقتراب موعد انتخابات "الكنيست"، أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أنه أصدر تعليمات لبناء 3500 وحدة استيطانية في المنطقة E1، بهدف توسيع مستوطنة "معاليه أدوميم". وكان نتنياهو أعلن مؤخرًا عن مخططات بناء 5200 وحدة استيطانية في القدس المحتلة، منها 2200 وحدة في مستوطنة "هار حوما"، المقامة على أراضي جبل أبو غنيم، إضافة إلى 3000 وحدة استيطانية في مستوطنة "جفعات هماتوس"، جنوبي المدينة. وشارك رئيس حكومة الاحتلال في حفل تدشين بؤرة استيطانية جديدة في مستوطنة "كريات أربع" بالخليل، وتعهّد ببناء وحدات استيطانية جديدة في مستوطنتي "جفعات هماتوس" و"هار حوما" مشيرًا إلى أنّ حزبه هو الوحيد القادر على ذلك.
وفي 2020/2/24 طرحت حكومة الاحتلال رسميًا مناقصة علنية لبناء 1000 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة بمدينة القدس المحتلة. وقالت قناة "كان" العبرية إنّ المناقصات ستنفذ في المنطقة الخاضعة منذ عام 2014 لـ "تجميد البناء" على خلفية معارضة الولايات المتحدة وألمانيا للبناء عليها آنذاك.
وفي العيسوية، تستمر الحملة الإسرائيلية ضدّ القرية وأهلها، وشنّت قوات الاحتلال فجر الإثنين حملة اعتقالات طالت 15 شابًا وقاصرًا بعد اقتحام منازلهم. وفي متابعة لقضية الطفل مالك عيسى، اضطر أطباء إلى استئصال عينه، يوم الأحد الماضي، بعدما تعمّد ضابط إسرائيلي إصابته بالرصاص المطاطي في عينه يوم 2020/2/15 في أثناء عودته من المدرسة إلى بيته.
التفاعل مع القدس:
أعلنت شخصيات وهيئات مقدسيّة عزمها إطلاق حملة "صلاة الضحى" في المسجد الأقصى، لمواجهة اقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد، وذلك على غرار حملة الفجر العظيم التي انطلقت من المسجد الإبراهيمي ثمّ انضم إليها المسجد الأقصى ومساجد الضفة وغزة، بهدف التصدي لحرب التهويد التي تستهدف المقدسات. وتهدف الحملة إلى توفير مشاركة حاشدة في صلاة الضحى بالأقصى، وتلقي دروس العلم وقراءة القرآن، نظرًا إلى أنّ المستوطنين يكثفون اقتحاماتهم للمسجد في هذه الفترة. وستوجه الدعوة إلى المدارس ليشارك فيها الطلاب إلى جانب كبار السن وغيرهم من الفئات التي يمكن أن تشارك في وقت الضحى.
وفي إطار الجهود المبذولة للتوعية بمخاطر وتداعيات صفقة القرن على القضية الفلسطينية عقدت مؤسسة القدس ماليزيا بالتعاون مع نادي الزيتونة للمرأة والطفل، ندوة بعنوان: "صفقة القرن: ماهيتها وخطورتها وسبل مواجهتها"، بمشاركة لفيف من أبناء الجالية الفلسطينية والعربية في ماليزيا وذلك في مقر مؤسسة القدس في العاصمة الماليزية كوالالمبور.
وفي الاستيطان، صدرت مواقف شاجبة للإعلانات التي صدرت حول الاستيطان، فدعت الخارجية الإسبانية "إسرائيل" إلى مراجعة قرارها بتوسيع المستوطنات غير القانونية في شرقي القدس. ودانت فرنسا الإعلانات الإسرائيلية المتعلقة ببناء آلاف الوحدات الاستيطانية في مستوطنتي "هار حوما" و"جفعات هماتوس جنوب القدس المحتلة، مشيرة إلى أنّ "التوسع في المستوطنتين يضر مباشرة باستمرارية الدولة الفلسطينية المستقبلية، كما أشار الاتحاد الأوروبي مرارًا وتكرارًا". وقال بيان الخارجية الفرنسية إنّ الاستيطان غير شرعي بموجب القانون الدولي ويهدد حل الدولتين.
وصدر بيان إدانة عن الأردن، وشدد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين ضيف الله الفايز على رفض المملكة وإدانتها للسياسات الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي تشمل بناء المستوطنات وتوسيع القائم منها وسياسات مصادرة الأراضي، وقال إنّ جميع هذه الإجراءات الأحادية غير الشرعية تمثل خرقًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والقرارات الدولية.