04 - 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2015
الأربعاء 11 تشرين الثاني 2015 - 8:42 م 13531 1364 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
04 - 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2015
إعداد: علي إبراهيم
استهداف الأطفال أحد أوجه الاحتلال البشعة...والدين في سجال اقتحام الأقصى
يظلّ الأقصى بوابة تفجير الأوضاع وتهدئتها، ولا يظهر بأنّ الاحتلال مستعدّ لكي يرخي قبضته الأمنية عن المسجد الأقصى والقدس، مع استمرار السجال الديني في "إسرائيل" حول اقتحام المسجد المبارك، كما ذهب الاحتلال إلى حدّ تسريب فيديو التحقيق الهمجي مع الطفل أحمد مناصرة لكسر صورته وبثّ رسائل تخويف وإحباط للأطفال وأهلهم على حد سواء.
التهويد الديني:
يحاول الاحتلال أن يُظهر نفسه معافى، وبأن انتفاضة القدس لم تؤثر في مخططاته تجاه الأقصى، فيتابع اقتحاماته للمسجد، وعلى الرغم من استمرارها إلا أنها تشهد تراجعًا في عدد المشاركين بشكل ملحوظ، وبلغت أشدها هذا الأسبوع يوم الاثنين 8/11 باقتحام 41 مستوطنًا بحماية من شرطة الاحتلال. وعلى ضوء ردات الفعل التي لحقت الانتفاضة تأكيد العديد من الحاخامات عدم جواز الدخول للمسجد الأقصى وفق المعتقد اليهودي، وقّع 70 حاخامًا يهوديًا على عريضة تدعو إلى عدم التنازل عمّا أسموه "جبل المعبد"، والعمل على بناء "المعبد الثالث" مكان المسجد الأقصى. كما رفضت العريضة أحقية المسلمين الخالصة في المسجد الأقصى، تضمّنت العريضة تلميحات وأكاذيب تتّسق مع الروايات المختلقة التي يروّجها الاحتلال وأذرعه التهويدية. ومع كثرة مناصري "منظمات المعبد" وتنامي التيار الداعي لهدم المسجد الأقصى، لا تزال الحاخامية الرسمية متمسكة برفض دخول الأقصى، ضمن وجهة نظر دينية تعتمد على أمور وأحداث تمهد لبناء "المعبد" بزعمهم.
وأمام هذا السجال "الديني" داخل مجتمع الاحتلال، يطفو على السطح نداءات من قبل أكاديميين وعلماء تدعو لوقف استهداف المسجد الأقصى، ففي آخر هذه التصريحات ما نقلته أسبوعية "يروشاليم" العبرية، عن عالم الآثار مئير بن دوف قوله: "يتوجب علينا استخدام المنطق، وعدم القيام بأعمال تؤدي إلى إشعال المنطقة"، وقد طالب بـ "وقف الحفريات والتخلي عن أوهام بناء المعبد الثالث"، ولا يمكن تصنيف هذا الطرح بأنه إنصاف للفلسطينيين والمسلمين أصحاب الحق، بل هي محاولة للحد من آثار الانتفاضة، والانصياع للفتاوى الدينية حيث يقول بن دوف: "يتوجب علينا ليس فقط وقف الحفريات، بل وأيضًا التوقف عن زيارة المسجد الأقصى، ويتوجب علينا الاعتماد على الشريعة اليهودية التي تحظر الوصول إلى جبل المعبد".
التهويد الديمغرافي:
ليس خبر هدم منشأة أو منزل في القدس بالخبر العادي للمقدسيين والمتابعين، ولكنّ استهداف الاحتلال للمكون الفلسطيني في المدينة يظل في تصاعده المضطرد. وفي حلقاته الأخيرة تسليم موظفي بلدية الاحتلال في القدس إخطارًا بهدم مسجد القعقاع الكائن في حي اللوزة في سلوان، بحجة عدم الترخيص، وقال متحدث عن لجنة المسجد بأنهم توجهوا عدة مرات لدائرة الأوقاف الإسلامية لتساهم في الدعم القانوني كونه الجهة المشرفة على مساجد المسلمين، ولكنّ هذه الدعوات لم تلق تجاوبًا من دائرة الأوقاف. وفي وقت لاحق قامت طواقم البلدية برفقة قوات الاحتلال باقتحام عدد من الأحياء في سلوان، وسلمت أوامر هدم تطال 9 منشآت سكنية لعائلات مقدسية بحجة البناء من دون ترخيص. ومع أهمية المسجد كرمز ومكانة، فإن قرار الهدم تحدٍ صارخ للمقدسيين، ويأتي والقرارات الأخرى في سياق المحاولات الرامية لكسر الإرادة وإدخال المقدسيين مرة ثانية في دائرة العجز بعد التطور الأخير في انتفاضة القدس.
توأمة الهدم والبناء الاستيطاني أصبحت لازمة سمجة على المقدسيين، فلا تكاد تتوقف الأولى حتى تندلع الثانية عبر عطاءات الاحتلال وقراراته الاستيطانية. فقد كشفت صحيفة "هآرتس" عن مصادقة ما يسمى "المجلس الأعلى للتخطيط" على مخطط يهدف لشرعنة بؤرتين استيطانيتين، وبناء آلاف الوحدات السكنية الإضافية في مستوطنات مقامة على أراضي الفلسطينيين شرق مدينة رام الله، و"تل تسيون" المقامة على أراضي المواطنين في بلدة كفر عقب شمال القدس. وذكرت الصحيفة العبرية أن المخطط المذكور قُدِّمَ العام الماضي وصادق عليه وزير الجيش الإسرائيلي موشيه يعلون في تشرين أول/أكتوبر 2015.
قضايا:
ليس هناك صورة أكثر تجسيدًا للوجه القاتم المتوحش للاحتلال من تعامله مع الأطفال، وبعد التسجيل المسرب لعملية التحقيق مع الطفل أحمد مناصرة وطريقة التعامل معه وممارسة الضغوط النفسية ليقوم بالاعتراف يما يمليه عليه المحققون، وقد أوضح عدد من المراقبين بأن ما يحدث للأطفال خلال فترات الاعتقال أكثر فظاعة وحدّة، فقد كشفت عشرات الشهادات لأطفال معتقلين عن تعرضهم للضرب المبرح خلال وبعد اعتقالهم، إضافة للممارسات غير الأخلاقية التي يتعرضون لها. هذه المشكلة تستدعي مواجهة حثيثة من قبل الهيئات الدولية وعدم ترك الاحتلال يتمادى بممارساته وقمعه.
أمام التغول الإسرائيلي على الأطفال نجد أن هناك تغولًا على الشهداء، فقد ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية يوم الاثنين 9/11، أن شرطة الاحتلال في القدس تواصل احتجاز جثامين 9 شهداء فلسطينيين قتلتهم قواتها بزعم تنفيذهم عمليات فدائية في شهر تشرين أول/أكتوبر الماضي، وقالت الصحيفة "إن احتجاز الجثامين يأتي في إطار سياسة ينتهجها وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان، كوسيلة لتقليص المواجهات وردع المقاومين الفلسطينيين. كما يضغط الاحتلال ليتمّ تشييع الشهداء بشكل فردي ودفنهم من دون تشييعهم جماهيريًا. وقد ذكرت "هآرتس" أن وزير الجيش الإسرائيلي موشيه يعلون، قرّر عدم تطبيق هذا القرار في الضفة الغربية، قائلاً "إن احتجاز الجثث لا يشكل رادعًا للمخربين المحتملين"، وهو ما شرحه مراقبون بأن تشييع الشهداء في الضفة يمر بعيدًا عن حواجر الاحتلال ولا تحدث مناوشات بعيده على عكس الحالة في القدس والتي يصبح تشييع الشهداء فيها أكثر حدة واشتباكا.