10 - 16 شباط/فبراير 2016
الأربعاء 17 شباط 2016 - 3:36 م 12605 1380 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
10 - 16 شباط/فبراير 2016
الاحتلال يخطط لكنيس جديد أسفل الأقصى ويمهد للمزيد من المشاريع الاستيطانية في القدس
يشكل التهويد وما يحمل من تغيير لوجه القدس العربي والإسلامي وبناء "المعبد"، نسقًا مهمًا من التخطيط لدى الاحتلال وأذرعه المختلفة، فلا يخلو أسبوع من اقتحام الأقصى والكشف عن حفريات جديدة ومشاريع تهويدية قرب وأسفل المسجد الأقصى أو من عمليات الهدم والبناء الاستيطاني، الذي تشكل الحكومة الحالية رأس حربةٍ في تمرير مشاريعه المخلتفة والمتمادية.
التهويد الديني:
تمثل إرادة التهويد محركًا أساسيًا لدى الاحتلال، لتغيير وجه القدس العربي والإسلامي وبناء "معبده"، فلا تتوقف مشاريعه التهويدية أسفل الأقصى وفي محيطه، ومن المخططات التي تم الكشف عنها مؤخرًا قيام الاحتلال بالتخطيط لإقامة كنيس يهودي كبير أسفل وقف حمام العين، على أن يحتلّ هذا الكنيس مكان القاعة المملوكية الكبرى على مقربة من الأقصى، على أن يسبق المشروع توسيع الحفريات التي يقوم بها الاحتلال في هذه المنطقة منذ عام 2002، ويشرف على المشروع ما يسمى بـ "صندوق إرث المبكى" وهي شركة حكومية تابعة مباشرة لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية.
وبالنظر إلى موقع الكنيس، فإنه سيكون على مقربة من حائط البراق، ومتصلًا بحفريات أخرى أسفل الأقصى، ويشير سير هذه الحفريات إلى أن الاحتلال يقوم تباعًا بتحويل هذه المساحات إلى مركز تهويدي ضخم متعدد الأغراض والاستخدامات فوق الأرض وتحتها.
هذه الاستباحة المتمادية للأقصى عبر الحفريات، تأتي مع متابعة الاحتلال لاستباحة المسجد والاعتداء المستمر عليه عبر الاقتحامات شبه اليومية التي يتعرض لها، والتي تترافق مع محاولات المستوطنين أداء الطقوس التلمودية والاعتداء على المرابطين والمرابطات وحراس المسجد، كما رُصد ارتفاع الدعوات العبرية على مواقع التواصل الاجتماعي الداعية إلى اقتحام الأقصى خلال الأعياد اليهودية القادمة، والتي تصل لذروتها مع "الفصح العبري"، الأمر الذي يستوجب استنفارًا على الصعيد الفلسطيني داخل القدس وفي الأراضي المحتلة عام 1948.
التهويد الديمغرافي:
يعمد إلى الإخلال بالتركيبة السكانية للقدس عبر الطرد والاستيطان كجزء من سياسة تهويد المدينة، ويعتبر هدم المنازل والمباني من الطرق المتبعة لحرمان الفلسطينيين من حقي السكن والعمل، ففي تقريرٍ صادر عن مركز أبحاث الأراضي هد الاحتلال 64 مسكنًا ومنشأة خلال شهر كانون ثانٍ/يناير الماضي في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة. ونتج عن هذه العمليات تشريد العديد من العوائل، وتضرر حوالي 340 شخصًا كانوا يستفيدون من هذه المنشآت في تحصيل لقمة عيشهم ثلثهم من الأطفال. هذه السياسة الإسرائيلية تأتي لدفع الفلسطينيين لمغادرة القدس للسكن أو العمل، مع فرض قيودٍ تعجيزية على العودة من جديد، عبر قوانين إثبات الإقامة في القدس لتجديد الهويات الزرقاء.
تصدر قرارات الهدم من أذرع الاحتلال الاستيطانية المختلفة، مما يزيد من أثر هذا الفعل مع تنوع السلطات القابعة خلفه، فخلال هذا الأسبوع اقتحمت طواقم تابعة لـ "سلطة الطبيعة" الإسرائيلية أرضًا في سلوان وفحصت تربتها، علمًا أن صاحبها يعيش في كهف داخل أرضه بعد قيام الاحتلال بهدم منزله في وقت سابق بحجة أن الأرض ذات طابع أثري. وفي 13/2 وزعت طواقم بلدية الاحتلال 9 أوامر هدم تشمل منازل ومحالاً تجارية في سلوان، ويشير فخري أبو دياب عضو لجنة الدفاع عن سلوان إلى أن قرارات الهدم هذه تأتي ضمن إعادة الاحتلال لمشروع الحدائق التوراتية والذي سيشيّد على أنقاض مئة منزل ومنشأة في سلوان. وفي العيسوية قامت طواقم الاحتلال بتسليم مواطن قرارًا بإخلاء أرضه خلال 24 ساعة لمصلحة مشروع "الحديقة الوطنية"، وهي حديقة ستقام على أراضي العيسوية والطور بإشراف كل من بلدية الاحتلال و"سلطة الطبيعة" الإسرائيلية.
هذه الهجمة الكبيرة خلال هذا الأسبوع لم تتوقف عند العيسوية حيث سلمت "الإدارة المدينة" إخطارات لهدم مسجد و12 منزلًا في منطقة "جبل البابا" شرق مدينة القدس المحتلة، في خطوة تهدف لإفراغ المنطقة من السكان لمصلحة مستوطنة "معاليه أدوميم"، وقد تم هدم 4 منازل قبل أسبوعين في هذه المنطقة.
وأظهر تقرير صادر عن حركة "السلام الآن" حجم التّمدد الاستيطاني الكبير في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، حيث أفاد بأن الحكومة تدعي وقف الاستيطان وهي في الوقت ذاته صادقت على بناء 348 وحدة استيطانية جديدة في عام 2015، بالإضافة إلى بناء 1547 وحدة استيطانية ثابتة، مقابل 253 وحدة متنقلة، و63 مبنى عامًا مثل "الكنس" ورياض الأطفال.
التفاعل مع القدس:
اجتمعت لجنة القدس برئاسة رامي الحمد الله رئيس الوزراء الفلسطيني في 11/2، وقد بحثت في عدد من المواضيع المتعلقة بالشأن المقدسي وعلى رأسها سبل دعم المقدسيين وتعزيز صمودهم، خاصة على صعيد قطاعات الصحة والتعليم والإسكان.
وخلال لقاء رئيس الحكومة المغربية وفدًا رسميًا فلسطينيًا، صرح بن كيران بأن "المملكة المغربية ستستمر في موقفها الداعم للشعب الفلسطيني وستستمر في تقديم الدعم الكامل للقدس في المجالات كافة لا سيما في ما يتعلق باعتماد القدس عاصمة للثقافة الإسلامية 2019".
وفي مدينة إسطنبول التركية عقد مؤتمر "نصرة الأقصى.. قضية أُمَّة وأولويات عمل"، الذي تنظّمه "الحملة العالمية لمقاومة العدوان"، بحضور العشرات من العلماء والدعاة والمفكرين والمثقفين والإعلاميين. وقد تم توزيع المشاركين على ورش عمل متنوعة تتناول جوانب سياسية وفكرية ومعرفية. واختتمت ظهر الأحد 15/2، فعاليات المؤتمر عبر كلمات لشخصيات تركية وفلسطينية ولمنظمي المؤتمر.