25 -31 كانون الثاني/يناير 2017


تاريخ الإضافة الأربعاء 1 شباط 2017 - 2:33 م    عدد الزيارات 10837    التحميلات 1687    القسم القراءة الأسبوعية

        


 قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات

25 -31 كانون الثاني/يناير 2017

 

أنفاقٌ تهويدية جديدة أسفل الأقصى،
ومخطط لإقامة مستوطنة جديدة مكان مطار القدس


لا تختلف سياسات الاحتلال التهويدية بحق القدس والأقصى مع تتابع السنوات، بل تشهد بداية هذا العام تزايدًا في اقتحام المسجد الأقصى، واستعدادات إسرائيليّة لافتتاح عددٍ من المشاريع والأنفاق التهويدية ضمن احتفالات الاحتلال بخمسين سنة على استكمال احتلال القدس، في حين يشهد الاستيطان ارتفاعًا في عدد العطاءات والبناء الاستيطانيين، تزامنًا مع تخطيط الاحتلال لبناء مستوطنة جديدة في قلنديا. وتتابع القراءة الأسبوعيّة آخر المعطيات حول قضية نقل السفارة الأمريكيّة للقدس، وأبرز مضامين التفاعل معها خلال الأسبوع الماضي.

 

التهويد الديني والثقافي والعمراني:
مع انقضاء الشهر الأول من عام 2017 يستمر الاحتلال بتهويد القدس المحتلة، فمع استمرار اقتحام الأقصى، كشف مدير المسجد الشيخ عمر الكسواني عن سياسةٍ جديدة لدى الاحتلال، تقضي بالسماح للمتزمتين دينيًّا من "الحريديم" القيام بصلوات تلموديّة خلال الاقتحامات، وبأن شرطة الاحتلال توفر لهم الحماية وتغضّ الطرف عن تصرفاتهم، وتُنظم هذه الاقتحامات من قبل "منظمات المعبد". وقال الكسواني بأن حراس الأقصى يرصدون مجموعةً من المستوطنين تقتحم المسجد يوميًّا، وتتكون من 15 متطرفًا، يكررون الاستفزازات ومسار الجولة بشكل متكرر قبل خروجهم، مع استمرار الحصار المفروض على المصلين والمرابطين والقيود التي تفرضها سلطات الاحتلال عليهم.


هذا الاعتداء المتنامي بحق الأقصى يأتي مع اقتراب افتتاح نفقٍ تهويدي جديد أسفله، فقد كشفت جمعية "نحمان حي" الاستيطانيّة عن استعدادها لافتتاح أحد الأنفاق التهويديّة، والواقع أسفل المنطقة الجنوبيّة للمسجد الأقصى، على مسافة 200 متر من باب المغاربة والقصور الأمويّة. ويعاين حراس الأقصى نقل الأتربة عبر رافعة ضخمة بشكلٍ يوميّ، والتي تعمل منذ 3 أشهر. وقالت الجمعية في بيانٍ لها بأن الافتتاح سيأتي ضمن احتفالات الاحتلال بـ "توحيد القدس"، وبأن الاحتفال سيتضمن فعالياتٍ ومفاجآت عدة، على أن يحضر الحفل عددٌ من مسؤولي الاحتلال وشخصياتٍ من الخارج.


وفي سياق المشاريع التهويديّة، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن بدء حكومة الاحتلال تنفيذ مشروع ربط حائط البراق بمسار القطار القادم من "تل أبيب"، وبأن الحكومة تدرس خيارات مرور القطار أسفل البلدة القديمة أو أسوارها بعمق 50 مترًا ليصل إلى البراق، على أن تقام محطة للقطار أسفل تلك المنطقة، وسيتم المشروع بعد حفر كيلومترين أسفل المدينة المحتلة، ويُشار إلى أن مشروع القطار يختلف عن القطار الهوائي الذي سيربط به الاحتلال جبل الزيتون بمنطقة البراق، ما سيفتح الأبواب على مشاريع تهويديّة عدة أسفل وفي محيط الأقصى.

 

التهويد الديموغرافي:
وعلى جانبٍ آخر من التهويد، تتابع جرافات الاحتلال هدم منازل ومنشآت الفلسطينيين، ففي 25/1 قامت جرافات بلدية الاحتلال بثلاث عمليات هدم في حي الثوري وسلوان وشعفاط. وفي 26/1 قام الاحتلال بهدم 3 منازل يقطنهم 17 شخصًا، بالإضافة لحظيرتيّ أغنام في العيزريّة.


وبالتزامن مع السعي إلى إضعاف الوجود الفلسطينيّ في القدس رفع الاحتلال من عطاءاته الاستيطانيّة، فقد أوردت أسبوعيّة "يروشاليم" سعي الاحتلال لإقامة حي استيطاني جديد في جبل المكبر، مكان مبنى أممي على مساحة 80 دونمًا، ويزعم الاحتلال ملكيته للمكان وبأن الأمم المتحدة مستأجرة له. وفي سياق متصل بالاستيطان صادقت بلدية الاحتلال في 26/1 على بناء 143 وحدة استيطانيّة في مستوطنة "جيلو"، وهي مصادقةٌ على المرحلة الأولى من مشروع يضم 900 وحدة أخرى. وعلى جانبٍ آخر، قالت صحيفة "هآرتس" بأن الاحتلال يخطط لإقامة مستوطنة جديدة فوق مطار القدس المقام على أراضي قرية قلنديا، تشكل نواة المستوطنة 8 آلاف وحدة استيطانية، وتعمل طواقم التخطيط في بلدية الاحتلال لتقديم مخطط متكامل لإقامتها، بجانب المنطقة الصناعية "عطروت"، وتُشير المعلومات إلى أن المستوطنة ستخصص لـلتيار "الحريدي الديني"، وسيفصل المشروع مدينة القدس عن مخيم قلنديا بشكل كامل. ويشير مراقبون إلى أن المستوطنة ستقضي على إمكانية إقامة المطار في المستقبل، وستشكل أيضًا كتلة جديدة ضمن مشروع القدس الكبرى، على غرار مستوطنات "غوش عتصيون" و"معاليه أدوميم".


ومع تصاعد التغطية الإعلامية لمشاريع وقرارات الرئيس الأمريكي ترامب، كشفت صحيفة "واشنطن بوست الأمريكيّة، عن أن ترامب وعددًا من المحيطين به هم من الممولين لمستوطنة "بيت إيل" في الضفة الغربيّة. وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من المقربين من ترامب لديهم علاقات وثيقة باليمين المتطرف في الدولة العبريّة، وبأن السفير الأمريكي الجديد في "إسرائيل" هو رئيس "أصدقاء مؤسسات بيت إيل الأمريكيين" والتي تجمع سنويًا حوالي مليوني دولار لهذه المستوطنة.

 

قضايا:
متابعةً لعزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل سفارة بلاده من "تل أبيب" إلى القدس، صرّح الوزير في حكومة الاحتلال تساحي هانغبي، بأن ترامب تمهل في نقل السفارة ولكنه سيُقدم على هذه الخطوة في نهاية المطاف. وقالت القناة الإسرائيليّة العاشرة بأن قرار الرئيس السابق أوباما بتأجيل نقل السفارة ينتهي في نهاية شهر أيار/مايو القادم، وهو التاريخ الفاصل في اتخاذ القرار من عدمه، مع إمكانية تأجيله لستة أشهر أخرى. وتشير المعلومات إلى أن عدم اتخاذ القرار مباشرةً لم يكن بسبب تريث أمريكي فقط، فقد صرّح مارك تسيل ممثل الحزب الجمهوري الأمريكي في "تل أبيب"، بأن الاحتلال طلب من الإدارة الأمريكيّة الجديدة تأجيل نقل السفارة إلى القدس، للتصرف بحذر مع هذه القضية الحساسة، مشيرًا إلى أن المسؤولين الإسرائيليين يتخوفون من تداعيات القرار، مضيفًا "في حال قررت الدولة العبرية إعطاء الضوء الأخضر لذلك، فإن السفارة ستنقل فورًا". كذلك تشير المعلومات إلى مساعٍ لمنظمات صهيونيّة وللوبيات الضغط في الولايات المتحدة، للدفع نحو تسريع قرار نقل السفارة.

 


التفاعل مع القدس:
أكد اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي، في ختام دورته الـ 12 في العاصمة المالية باماكو، أن قضية فلسطين والقدس هي القضية المحوريّة الرئيسة التي تستوجب على الجميع التعاون في ما بينهم، والتنسيق في المحافل الدوليّة والإقليميّة من أجل دعمها والدفاع عنها. واعتبر الاتحاد أن القدس عاصمة روحية للأمة الإسلاميّة، وخط أحمر لا يمكن تجاوزه فيما رفض ممثلو برلمانات الدول الإسلامية المحاولات الرامية لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، باعتبارها عدوانًا مباشرًا على الشعب الفلسطيني وحقوقه الثابتة.


وفي مدينة إسطنبول التركيّة، تستعد هيئة علماء فلسطين في الخارج لعقد مؤتمرها السنوي الثالث يومي 2-4 شباط/ فبراير، بهدف جمع العلماء من أبناء فلسطين في الخارج تحت مظلة واحدة تخدم القضيّة الفلسطينيّة. وأكد الأمين العام للهيئة الدكتور نواف تكروري أن الهيئة تسعى إلى حشد طاقات العلماء لنصرة قضية فلسطين، والتأصيل الشرعي للمسائل المتعلقة بها بطريقة علميّة منهجيّة، ودعا إلى دعم الجهود الرامية للمحافظة على القدس وسائر المقدسات والأوقاف في فلسطين في وجه مشاريع التهويد.


وأكد ملك المغرب محمد السادس في رسالة بعثها إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه لن يدخر جهدًا في الدفاع عن مدينة القدس ونصرة أهلها، وصيانة حقوقهم المشروعة التي يكفلها لهم القانون الدولي، وقرارات الشرعيّة الدولية وأحكام اتفاقية جنيف الرابعة.

رابط النشر

إمسح رمز الاستجابة السريعة (QR Code) باستخدام أي تطبيق لفتح هذه الصفحة على هاتفك الذكي.



علي ابراهيم

عام من "الطوفان" وما شجن في النفس والعالم!

الثلاثاء 8 تشرين الأول 2024 - 10:54 م

لو سألنا في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أيَّ خبير إستراتيجي أو محلل سياسي، عن التغييرات الكبرى في العالم، والصراعات القادمة فيه، لتحدث عن ملفات عديدة، ابتداء بالصراع الروسي والأوكراني، وتحجيم ا… تتمة »

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »