05 - 11 تموز/يوليو 2017
الأربعاء 12 تموز 2017 - 2:55 م 8680 1118 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
05 - 11 تموز/يوليو 2017
مشاريع استيطانية ضخمة تحاصر القدس
والاحتلال يعبث بديمغرافيا المدينة بالقانون
يستمر الاحتلال بالمضي قدمًا في خطط التهويد، ومع عدم تسجيل مستجدات فارقة في اقتحام الأقصى على سبيل المثال، فإن استمرار هذه الاقتحامات هو نجاح لخطة الاحتلال بفرضها أمرًا واقعًا، أما على صعيد الاستيطان فيشرع الاحتلال مشاريعًا ضخمة ومتتابعة، بالتزامن مع إرهاب الفلسطينيين بحرمانهم السكن في المدينة. هذا السباق الاستيطاني يدفع الأحزاب الإسرائيلية إلى التنافس حول تقديم مشاريع قانون تسمح بتغيير واقع المدينة السكاني، في حين لا نجد إلا أصواتًا عربية خافتة تستنكر فقط ما يقوم به الاحتلال.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
متابعةً لفرض الوجود اليهودي في الأقصى عبر سياسة الاقتحامات، بلغ عدد من اقتحم المسجد خلال شهر حزيران/ يونيو الماضي نحو ألف و324 مستوطنًا، من بينهم 223 طالبًا يهوديًا، و50 من عناصر شرطة الاحتلال. وخلال هذا الأسبوع اقتحم الأقصى في 10/7 أكثر من 100 مستوطن يهوديّ، وفي 11/7 اقتحمه نحو 114 مستوطنًا من جهة "باب المغاربة"، بحماية من شرطة الاحتلال، وسط متابعة سلطات الاحتلال منع نساء القائمة الذهبية وعددٍ من المقدسيين من دخول المسجد الأقصى.
التّهويد الديمغرافي:
وعلى جانب التهويد الديمغرافي، تتابع أذرع الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين، وسلمت طواقم الاحتلال خلال أسبوع الرصد إخطارات هدم منزل ومحلات تجاريّة في سلوان وفي بلدة حزما، وفي 11/7 هدمت جرافات الاحتلال مبنى قيد الإنشاء في بلدة العيسوية. وفي بلدة حزما سلم جيش الاحتلال أوامر عسكريّة لوضع اليد على أجزاء واسعة من المنطقة، ومع أن الأجزاء المقتطعة تبلغ 20 دونمًا، إلا أنها ستؤثر في مئات دونمات أخرى مملوكة للفلسطينيين، نظرًا إلى موقعها والتي سيبنى حولها مسار جديد من الجدار.
وفي سياق البناء والعطاء الاستيطانيين، صادقت "لجنة التخطيط والبناء" التابعة لبلدية الاحتلال في 5/7 على بناء 196 وحدة استيطانية جديدة في القدس المحتلة، موزعةً على عددٍ من المستوطنات. وفي 6/7 كشفت وسائل إعلام عبرية عن خطة إسرائيليّة لبناء 800 وحدة استيطانية في مستوطنات "بسغات زئيف" و"النبي يعقوب" و"راموت" وغيرها، بالإضافة إلى 114 وحدة سكنية أخرى في أحياء رأس العمود وشعفاط والطور في القدس المحتلة. وحول البناء في هذه الأحياء قال رئيس البلدية الاحتلال نير بركات: "البناء في القدس ضروري وسيستمر بكل قوة بهدف تمكين عدد أكبر من الشبان من السكن في المدينة وبناء مستقبلهم فيها وتعزيز عاصمة الدولة العبرية".
ومع تصعيد الاحتلال مصادقته على عمليات البناء الاستيطاني في الفترة الأخيرة، تعمل أذرعه على الاستفادة القصوى من هذه العمليات، حيث نقلت الصحف العبرية بأن مستوطنة "بسغات زئيف" قدمت مخططًا إلى بلدية الاحتلال، يتضمن إقامة أبراج سكنية قرب مسار القطار الخفيف، تتألف من 17 طبقة ونحو 260 وحدة استيطانية، وهي أرقام ترفع نسبة الاستفادة من البناء الاستيطاني لحوالي 240% في الأراضي التي تقل مساحتها عن دونم واحد، وتصل لـ 320% في حال زيادة عدد الطبقات، وإلى جانب الاستفادة من المساحات المحدودة، يعتبر المشروع نواة لتطوير المستوطنة، حيث ستخصّص الطبقات الأولى من الأبراج للمحلات التجارية والمكاتب، وهي خطوة لتحويل "بسغات زئيف" إلى مركز للتجمع الاستيطاني.
وفي سياق الخطط الاستيطانية، تم الكشف عن 4 مخططات استيطانية في حي الشيخ جراح، تعمل عليها "اللجنة اللوائية" الإسرائيليّة، وتتضمن إخلاء منازل للفلسطينيين، وإقامة عددٍ من الوحدات الاستيطانية مكانها، ووفقًا لسكان الحي تصل طواقم الاحتلال كل حين، وتقوم بتصوير المنازل والاستفسار عن أسماء السكان.
أما على صعيد القوانين الداعمة للاستيطان، توصل حزبا "الليكود" و"البيت اليهودي" لاتفاق نهائي بشأن مشروع قانون "منع تقسيم القدس" بعد إعادة صياغته، وتناولت التعديلات حول "السيادة" على بعض أحياء القدس وتبعيتها لبلدية الاحتلال في المدينة وعدم إحداث أي تغييرٍ فيها من دون موافقة عدد معين من أعضاء "الكنيست"، وفي 9/7 تم تأجيل عرض المشروع على اللجنة "الوزارية لشؤون التشريع" للتصويت عليه بعد اعتراض ممثل حزب "يهدوت هتوراة" في اللجنة.
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مشروع قانون سيطرحه حزب "الليكود" على الكنيست، يتضمن توسيع نفوذ القدس وإعلانها "مدينة كبرى"، عبر ضمّ خمس مستوطنات كبيرة إليها وهي "معاليه أدوميم" وجفعات زئيف" و"غوش عتصيون" و"افرات" و"بيتار عيليت". وفي مقابل ضمّ المستوطنات سيتم إخراج مخيم شعفاط وكفر عقب وعناتا من حدود المدينة، وهي خطةٌ ستخرج نحو 100 ألف فلسطيني من القدس المحتلة مقابل ضم آلاف المستوطنين، الأمر الذي سيحدث تغييرًا سريعًا في التوزيع الديمغرافي لسكان المدينة، والذي لم يحققه الاحتلال بالزيادة الطبيعية للسكان.
التفاعل مع القدس:
بدأ مركز يبوس الثقافي في القدس المحتلة في 4/7، تحضيراته لإطلاق مهرجان القدس لعام 2017، تحت شعار "بالفنّ والإبداع نضيء مشاعل البقاء"، ويستضيف المهرجان مجموعة من الفنّانين والفرق الموسيقية المحلية والعربيّة والعالميّة، بالإضافة إلى تنظيم عدد من معارض الفنون التشكيلية وعروض الشارع وورش العمل والجداريات، وإلى جانب دوره الثقافي يهدف المهرجان عبر الشراكات مع عددٍ من المؤسسات الاقتصادية إنعاش اقتصاد المدينة المحتلة.
وفي مدينة إسطنبول التركية، انعقد المؤتمر الثاني "للائتلاف العالمي للمنظمات الطلابية والشبابية لنصرة القدس وفلسطين" تحت عنوان "لأجلك يا مدينة السلام"، شارك فيه 300 ناشط يمثلون 60 مؤسسة شبابيّة وطلابية من 30 دولة. ويهدف المؤتمر إلى توسيع الشرائح الداعمة للقدس من مختلف الاتجاهات والمشارب عبر العمل الإعلامي الرقمي، وإلى التوعية بأهمية قضية القدس وفلسطين في ظل القضايا القُطرية والمحليّة. وشهد المؤتمر تقديم ندوات سياسية حول واقع المدينة ومستقبلها، وعن مستجدات القضية الفلسطينيّة في ضوء الأوضاع الإقليميّة.