01 - 07 تشرين الثاني/نوفمبر 2017
الأربعاء 8 تشرين الثاني 2017 - 1:54 م 9185 1066 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
01 - 07 تشرين الثاني/نوفمبر 2017
الاحتلال ينشئ وحدة شرطة جديدة في الأقصى
وإجراءاته "الأمنية" ستفرض واقعًا متغيرًا في البلدة القديمة بالقدس
تشهد القدس المحتلة موجةً جديدة من إجراءات الاحتلال التهويديّة، فمن إنشاء وحدة شرطة جديدة خاصة بالمسجد الأقصى، وزيادة عدد شرطة الاحتلال في البلدة القديمة، ونصب الكاميرات في محيط المسجد، جميعها تصب في تمكين الاحتلال من فرض مزيدٍ من التضييق على الوافدين إلى المسجد، وتفعيل أكبر لمخططات التهويد التي تستهدف الأقصى. وعلى صعيد التّهويد الديمغرافي، تشهد القدس استمرارًا في المشاريع الاستيطانية، والتي تتزامن مع استيلاء الاحتلال على أراضي الفلسطينيين في مناطق القدس المختلفة. وشهد التفاعل العربي إطلاق حملة تضامن مع الشيخ رائد صلاح، واختتام حملة أردنية تساهم في ترميم منازل الفلسطينيين في القدس المحتلة.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
يصعّد الاحتلال من استهدافه للمسجد الأقصى المبارك، وفي آخر صور هذا الاستهداف إنشاء وحدة شرطة جديدة متخصصة في المسجد الأقصى، بأمر من وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال جلعاد إردان، وستعمل هذه الفرقة على الحفاظ على "الأمن والنظام العام في هذه المنطقة الحساسة". وتأتي هذه الخطوة بعد فشل الاحتلال في تركيب بوابات إلكترونية على أبواب الأقصى في شهر تموز/ يوليو عقب عملية "اشتباك الأقصى"، ولكنه يرفع منذ ذلك الوقت من الإجراءات حول المسجد، وآخرها قرار تركيب أجهزة مراقبة صوتية عالية الدقة، وتركيب كاميرات ذكية حول أبواب المسجد.
وستتشكّل الوحدة الجديدة من 100 شرطي، بالإضافة إلى 100 عنصر آخر سيصار إلى استقدامهم خلال عام 2018، وستزود الوحدة بأحدث القدرات الاستخباراتية والتكنولوجية، على أن تتركز في المناطق الأكثر حساسية وفق مصادر الاحتلال. وإلى جانب الوحدة الجديدة سيتم زيادة عديد شرطة الاحتلال العاملة في القدس المحتلة عبر إضافة 525 شرطيًا، وإقامة 15 مركزًا جديدًا للشرطة في المدينة المحتلة. وحول هذه الإجراءات الجديدة نقلت القناة العبرية العاشرة في 4/11، عن الوزير أردان قوله بأنه يهدف إلى تشديد الحزام الأمني في منطقة باب العمود والبلدة القديمة، عبر إقامة مراكز ونقاط تفتيش كبيرة تشبه النقاط العسكرية، وبحسب القناة ستبدأ سلطات الاحتلال بإنشاء هذه النقاط في غضون شهر واحد.
وعلى وقع خطط الاحتلال الأمنية، تستمر اقتحامات المسجد بشكلٍ شبه يومي بحماية من شرطة وقوات الاحتلال، وشهد الأحد في 5/11 اقتحام 190 مستوطنًا للأقصى، من بينهم 108 طالبًا يهوديًا، قاموا بجولات في أرجاء المسجد، وأدوا رقصات وصلوات تلمودية.
التهويد الديمغرافي:
وفي سياق التهويد الديمغرافي، قامت بلدية الاحتلال في القدس بمصادرة 5 دونمات في حي الشيخ جراح، وتفيد المعلومات بأن سلطات الاحتلال ستقيم مجمعًا فندقيًا على الأراضي المصادرة، بالإضافة إلى سياسة الاحتلال القائمة على سلب الفلسطينيين أراضيهم، في مقابل تخصيصها للمستوطنين أو لمشاريع خدمية أو اقتصادية لمصلحتهم.
وفي سياق المشاريع الاستيطانية، ذكرت وسائل إعلام عبرية في 6/11 أن "لجنة التخطيط والبناء" ستصدر تراخيص لبناء 292 وحدة استيطانية جديدة، وستبنى هذه الوحدات في مستوطنات خارج "الخط الأخضر"، وتأتي هذه الوحدات في إطار مخططات لبناء آلاف الوحدات في عدد من مستوطنات المدينة المحتلة الواقعة خارج "الخط".
وفي سياق متصل ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية في 7/11، أن منظمة غير حكومية مدعومة من وزارة التربية والتعليم الإسرائيليّة، تسمى "الراعي اليهودي"، تعمل على إعادة إنشاء بؤرة استيطانية على تلة مجاورة لمستوطنة "كفار أدوميم" قرب منطقة أبو ديس، وبحسب الصحيفة تمّ تمهيد الطريق لإقامة البؤرة على أراضٍ فلسطينية خاصة من دون أن يتم صدور أي تصريح بناء من حكومة الاحتلال. ومع نفي الوزارة لأي دور استيطاني للجمعية تستمر محاولات الأخيرة لإعادة بناء هذه البؤرة.
التفاعل مع القدس:
أطلق الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في 6/11، حملة عالمية لنصرة الشيخ رائد صلاح، وذلك وفاءً له ولدوره في نصرة القدس والأقصى، ورفضًا لإجراءات الاحتلال التعسفية باعتقاله ومحاكمته. وتستمر الحملة التي تحمل وسم "#كلنا_شيخ_الأقصى" حتى تاريخ 12 تشرين ثان/نوفمبر الجاري، وسيتخللها فعاليات رسمية وشعبية وإعلامية. وتهدف الحملة إلى دعم صمود الشيخ صلاح، والضغط لإطلاق سراحه من سجون الاحتلال، بالإضافة لنصرة المرابطين في القدس والأقصى.
وفي الأدرن حققت حملة "فلنشعل قناديل صمودها" حصيلة مميزة خلال سنواتها السبع، حيث بلغ مجموع التبرعات التي ترصد لترميم بيوت المقدسيين في البلدة القديمة في القدس المحتلة، نحو مليون و223 ألف دينار أردني. وبحسب نقابة المهندسين الأدرنيين القائمة على الحملة، فإن الحملة ردّ من الأردنيين على مئوية وعد بلفور، وتعبير عن وعي الشعب الأردني وتضحيته من أجل المقدسات. واستطاعت الحملة خلال السنوات الماضية ترميم 218 وحدة سكنية ومنشأتين تعليميتين، استفاد منها 1110 مواطنًا مقدسيًا و150 طالبًا، بكلفة تجاوزت 5 ملايين دينار أردني.
وفي 4/11، عقدت ندوة قانونية في جامعة القدس حول "سياسات الضم الإسرائيلية لشرقي القدس وآليات المواجهة محليًا ودوليًا"، ناقش خلالها المشاركون سبل المواجهة القانونية وآفاق سريان القانون الفلسطيني واتفاقيات جنيف على الشطر الشرقي من القدس المحتلة. وطالب المشاركون بتعزيز التوعية حول المواطنة المقدسية، وتفعيل البعد الدولي وخلق جبهة دولية للضغط على الدولة العبرية، إضافة إلى تفعيل الدور العربي وآليات تطبيق اتفاقات جنيف الرابعة بالتنسيق مع سويسرا. وأشار مشاركون إلى أهمية الاستفادة من المعاهدات الدولية التي وقعت فلسطين عليها، وإلى ضرورة تقديم قضايا أمام محكمة الجنايات الدولية بشأن ممارسات الاحتلال في القدس.