عيد "الفصح اليهودي" وتصاعد الاعتداء على الأقصى
الإثنين 3 نيسان 2023 - 3:29 م 1748 250 أوراق معطيات |
مقدمة
تصعد أذرع الاحتلال من استهدافها للمسجد الأقصى المبارك، في محاولة لتجاوز الوجود المؤقت للمستوطنين داخل الأقصى في أوقات الاقتحام شبه اليومية، ليتحول بفعل هذه الاعتداءات والمخططات إلى وجودٍ دائم في جزءٍ من ساحات المسجد، وهي الخطوة الأولى لفرض سيطرة الاحتلال الكاملة على الأقصى وتطبيق رؤيتهم حول "المعبد"، وفي سعيها إلى تحقيق هاذ الوجود، تعمل سلطات الاحتلال على إنهاء الحصرية الإسلامية للمسجد، وضرب المكونات البشرية الإسلامية في الأقصى، في مقابل رفع كثافة الوجود اليهودي وحجمه عامًا بعد آخر، عبر مجموعةٍ من الأدوات، أبرزها اقتحام المسجد بشكلٍ شبه يومي، وتكثيف هذه الاقتحامات بالتزامن مع "الأعياد والمناسبات اليهودية".
وشكل عام 2019 محطة صعدت خلالها سلطات الاحتلال حدة اعتداءاتها بحق الأقصى، وخاصة عندما تتزامن الأعياد اليهوديّة مع الأعياد الإسلاميّة، في محاولةٍ لضرب المواسم الإسلامية، وترسيخ أولوية الوجود اليهودي في المسجد، وهي أولوية تنطلق من "الأحقية الدينية" المدعاة لدى المستوطنين، وفائض القوة الذي تفرضه سلطات الاحتلال على أرض الواقع. وقد تضمنت هذه الأولوية استيعاب الوجود البشري اليهودي داخل الأقصى، وما يرافقه من تقديم للدروس والجولات والشروحات التوراتية والتلمودية، وأداء الطقوس الدينية والتلاوات التوراتية، في سياق تجاوز التقسيم الزماني والمكاني، والمضي نحو تأسيس "المعبد" معنويًا بشكل عملي، عبر أداء كل الصلوات التي تتصل بـ"المعبد" داخل المسجد الأقصى.
ومع اقتراب "الفصح العبري" في شهر نيسان/إبريل 2023، أطلقت منظمات الاحتلال المتطرفة استعداداتها لتدنيس المسجد وفرض أجنداتها خلاله، وخاصة أنه العيد الأطول الذي يتزامن مع مناسبةٍ إسلامية، إذ يتزامن وللعام الثاني مع الأسبوع الثالث من شهر رمضان. وقد بدأت "منظمات المعبد" تحشد أنصارها لرفع أعداد مقتحمي الأقصى، وأداء المزيد من الطقوس اليهودية المرتبطة في "المعبد" على غرار الصلوات الجماعية والسجود الملحمي، وإثارة قضية تقديم "قرابين الفصح" للعام الثاني على التوالي.
ونتناول في هذه المادة تطور الاعتداء على الأقصى بالتزامن مع "عيد الفصح"، وتسخير "منظمات المعبد" لهذا العيد لفرض المزيد من الطقوس اليهودية داخل الأقصى، إلى جانب ترسيخ "الفصح" واحدًا من أبرز مواسم اقتحام الأقصى، مرورًا بقضية تقديم "القربان"، وكيف عملت هذه المنظمات على تقريب طقوس "القربان" من المسجد الأقصى عامًا بعد آخر.