خلاصات التقرير السنويّ "حال القدس 2017"
الخميس 25 كانون الثاني 2018 - 3:38 م 28324 1945 حال القدس السنوي |
يتناول التقرير أبرز الأحداث التي جرت في القدس خلال عام 2017 ويحاول استشراف المآلات والتطورات خلال عام 2018 مع تقديم التوصيات المناسبة للجهات المعنية.
تطور مشروع التهويد
سجّل عام 2017 أعلى عدد لمقتحمي المسجد الأقصى منذ احتلال المسجد عام 1967، فقد اقتحم المسجد نحو 25630 مقتحمًا. وبالمقارنة مع عام 2016 (اقتحم الأقصى فيه 14806 مقتحمين) زادت نسبة مقتحمي الأقصى بـ 73%. يضاف إلى هذا العدد اقتحام أكثر من 3000 طالب يهودي المسجد الأقصى.
أبعدت سلطات الاحتلال عن القدس والأقصى 170 فلسطينيًّا خلال 2017 من بينهم: 14 قاصرًا، و15 سيدة، وشملت قرارات الإبعاد هذه 68 شخصًا أبعدوا عن البلدة القديمة، و16 شخصًا أبعدوا عن القدس بأكملها، و6 مقدسيين منعوا من دخول الضفة الغربية، وتراوحت فترات الإبعاد من 5 أيام إلى 6 أشهر.
في 14/7/2017 أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى واستمر الإغلاق حتى 16/7/2017 على خلفية العملية التي نفذها ثلاثة شبان من آل جبّارين ضد عناصر الاحتلال الموجودين على أبواب الأقصى. وفي 16/7/2017 قرر الاحتلال تركيب بوابات إلكترونية وجسور حديدية وكاميرات مراقبة على أبواب الأقصى فرفض المقدسيون هذه الإجراءات، واعتصموا مدة 14 يومًا رافضين الدخول إلى الأقصى عبر البوابات الإلكترونية إلى أن خضع الاحتلال وتراجع عن كل إجراءاته وفتحت أبواب الأقصى أمام جموع المصلين في 27/7/2017. في أثناء هذه المدة امتدت يد الاحتلال لتعبث بمقتنيات الأقصى ومرافقه وتزرع أدوات تجسس وتنصت.
نفّذت سلطات الاحتلال 2466 حالة اعتقال في القدس خلال 2017، وكان من بين المعتقلين: 720 قاصرًا، و26 مُسنًّا، و54 طفلًا دون الـ12 عامًا، و88 امرأة بينهنَّ 6 قاصرات، و4 سيدات مسنّات. وكان أصفر معتقل بين المعتقلين طفل من سلوان عمره 6 سنوات، ثم طفل آخر من حي شُعْفاط عمره 7 سنوات.
في 29/8/2017 اقتحم عضو الكنيست المتطرف يهودا غليك المسجد الأقصى برفقة 25 مستوطنًا، تلا ذلك اقتحام لشولي روفائيلّي النائبة المتطرفة في الكنيست برفقة 21 مستوطنًا، وذلك بعد قرار رئيس الحكومة السماح لأعضاء الكنيست باقتحام الأقصى بعد منعهم منذ اندلاع هبة القدس في تشرين أول/أكتوبر 2015.
تواصلت التصريحات السياسية والدينية والأمنية والقضائية العدائية ضد الأقصى من قبل مسؤولي الاحتلال ومؤسساته، وزعمت هذه التصريحات أن الأقصى أقدس مكان لليهود ولا يحق لأحد أن يمنعهم من الصعود إليه والصلاة فيه.
في 27/5/2017 عقدت الحكومة الإسرائيلية اجتماعها في أحد أنفاق الجهة الغربية للأقصى على بعد 20 مترًا من سور المسجد أسفل الأرض، وخصصت هذه الجلسة بمناسبة مرور 50 سنة على احتلال كامل القدس.
شهد عام 2017 استهدافًا متزايدًا للوجود المسيحي في القدس وللمعالم والأوقاف المسيحية في المدينة، وقد كشف النقاب عن عدة صفقات مشبوهة أبرمت لتسريب الأوقاف المسيحية عبر بيعها أو تأجيرها لسنوات تصل إلى 99 أو 199 عامًا لجمعيات استيطانية. ومن أبرز الأوقاف المسيحية المستهدفة تلك الواقعة في ميدان عمر بن الخطاب في منطقة باب الخليل بالبلدة القديمة حيث تشمل فندقي الإمبريال والبتراء و22 محلًّا تجاريًّا أسفلهما، وبيت المعظَّمية في حي باب حطّة بالبلدة القديمة، ومبنى سكني مكون من ثلاث طباقت في شارع الملك داود في القدس، ومبنى مكون من ست طبقات في شارع "هس"، وقطعة أرض في حي البقعة تبلغ مساحتها 2300 م2، وقطعة أرض في حي الشيخ جراح تزيد مساحنها على 685 م2.
هدمت سلطات الاحتلال 77 بيتًاا في القدس حسب معطيات مؤسسة المقدسي لتنمية المجتمع، وتشير مصادر مركز وادي حلوة إلى أنّ عدد البيوت والمنشآت التي هدمها الاحتلال خلال 2017 بلغ 116 بيتًا ومنشأة من ضمنها: 12 بناية سكنية، و39 بيتًا، و19 منشأة تجارية، و16 بركسًا للمواشي، و4 أساسات بيوت سكنية، و5 غرف، وبركسان اثنان سكنيان، و4 مزارع، و6 مخازن، وموقفان للسيارات. ومن بين عمليات الهدم هذه أجبر 27 صاحب بيت أو منشأة على هدم بيته أو منشأته بيده. وشمل الهدم بيت الشهيد فادي القنبر حيث تمّ إغلاقه بالباطون. وتسبت عمليات الهدم هذه بتشريد 241 مقدسيًّا بينهم 107 أطفال دون الـ 18 عامًا.
استمرّ الاحتلال في مصادرة الأراضي والعقارات التابعة للمقدسيين، ومن ذلك استيلاء الجمعيات الاستيطانية على منزل الحاج أيوب شماسنة في حي الشيخ جراح، واستيلاء المستوطنين على مخزن يعود لعائلة صب لبن، ومحل يعود لعائلة أبو ميالة في البلدة القديمة، وصادرت سلطات الاحتلال قطعة أرضٍ في سلوان، وسيطر المستوطنون على بناية سكنية وغرفة وساحة ومخازن في سلوان.
لم تسلم مقابر القدس من عبث الاحتلال فقد تعرضت مقبرة الرحمة الملاصقة للسور الشرقي للأقصى لقطع أشجار، وهدم قبور، ومنع للدفن بهدف السيطرة على مساحات جديدة ضمن مشروع "الحدائق التوراتية" حول البلدة القديمة، وهدمت سلطات الاحتلال سور مقبرة الشهداء في منطقة باب الأسباط ونفذت عمليات تجريف لتشييد "حدائق توراتية"، واستكمل الاحتلال استهداف مقبرة مأمن الله عبر تنفيذ أعمال للبنية التحتية في الشارع الملاصق للمقبرة.
استهداف قطاع التعليم بات أولوية لدى الاحتلال عبر تزوير المناهج وفرض منهاج إسرائيلي على الطلاب الفلسطينيين، أو استهداف الطلاب والمدارس. في شباط/فبراير أغلقت سلطات الاحتلال مدرسة النخبة الأساسية في قرية صور باهر بحجة تدريس مواد تحرض على الاحتلال وتنطبق مع فلسفة حركة حماس، وقد حرم الاحتلال 230 طالبًا في هذه المدرسة من التعليم طيلة 2017. وفي تشرين ثانٍ/نوفمبر اقتحمت قوات الاحتلال مدرسة زهور القدس في حي بيت حنينا بالتزامن مع الدوام الدراسي، واعتقلت مديرة المدرسة و3 معلمات بعد تفتيش دقيق للمدرسة. وفي أيلول/سبتمبر منعت سلطات الاحتلال إدخال الكتب إلى مدارس الأقصى الشرعية داخل المسجد الأقصى بذريعة صدورها من قبل السلطة الفلسطينية ووجود شعار السلطة والعلم الفلسطيني عليها؛ ما دفع إدارة المدارس إلى توزيع الكتب في موقف السيارات خارج المسجد الأقصى. واقتحمت قوات الاحتلال مدرسة الأيتام في القدس القديمة عدة مرات. وتمترست قوات الاحتلال في محيط المدارس في العيسوية والطور ورأس العمود وعرقلت حركة الطلاب. وخلال عام 2017 اعتقل الاحتلال 24 طالبًا من داخل صفوفهم، أو في أثناء ذهابهم إلى مدارسهم، أو بعد انتهاء دوامهم.
بلغ عدد الوحدات الاستيطانية التي صادق الاحتلال على بنائها أو خطط لذلك نحو 16252 وحدة استيطانية، إضافة إلى 1330 وحدة استيطانية فندقية على جبل المكبر، و12 مصنعًا استيطانيًّا في قلنديا. وفي 7/12/2017 أعلن يوآف جالانت وزير الإسكان والأشغال العامة الإسرائيلي تقديم مخطط لبناء 14 ألف وحدة استيطانية في القدس.
أقر "كنيست" الاحتلال في 6/2/2017 قانون تسوية المستوطنات أو تبييضها؛ ما يعني شرعنة الاستيطان في القدس حسب قوانين الاحتلال الجائرة. وفي 31/12/2017 صوّت حزب الليكود على قانون يقضي بفرض القانون الإسرائيلي على مستوطنات الضفة الغربية بما فيها القدس وذلك في المؤتمر العام للجنة المركزية لليكود.
سحبت سلطات الاحتلال أكثر من 17 بطاقة هوية زرقاء لمقدسيين يسكنون في القدس ما يعرضهم إلى خطر التهجير خارج المدينة.
يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى إخراج منطقتي كفر عقب ومخيم شعفاط خارج حدود القدس، وتشكيل مجلس محلي لهما، ويهدف الاحتلال من وراء هذه الخطوة إلى التخلص من نحو 140 ألف مقدسي يسكنون في هذه المناطق.
تشير الأرقام الصادرة عن معهد القدس لبحث السياسات في كتاب القدس 2017 أنّ نسبة الفقر عام 2015 بلغت 79% بين العائلات المقدسية، و79% بين الأفراد المقدسيين، و86% بين الأطفال المقدسيين. بينما تشير مصادر فلسطينية إلى أن نسبة الفقر بين بين الأفراد الفلسطينيين في القدس تتعدى 82%، في حين تبلغ نسبة البطالة بين المقدسيين نحو 31%.
حسب كتاب القدس السنوي 2017 الصادر عن معهد القدس لبحث السياسات الإسرائيلي بلغ عدد المقدسيين في القدس بشطريها 323700 (37.4%) في مقابل عدد المستوطنين البالغ 528700 (62.6%).
بلغت ميزانية الاحتلال المقرة في القدس خلال 2017 نحو 7.37 مليار شيكل (نحو 2 مليار دولار) بزيادة أكثر من 700 مليون شكيل (نحو 200 مليون دولار)، وتأتي هذه الزيادة انسجامًا مع البرامج التهويدية التي أعلن عنها الاحتلال في الذكرى الخمسين لاحتلال كامل القدس.