05 - 11 أيلول/ سبتمبر 2018
الأربعاء 12 أيلول 2018 - 5:16 م 6560 1577 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
05 - 11 أيلول/ سبتمبر 2018
استهداف متزايد للأقصى خلال الأعياد اليهوديّة
وترمب يرفع وتيرة استهدافه للقدس عبر حصار المشافي والمرضى
تتصاعد اعتداءات الاحتلال بحق المقدسات والمقدسيين، ومع حلول الأعياد اليهودية تشتد اقتحامات المسجد الأقصى الذي شهد اقتحام عضو "الكنيست" المتطرف يهودا غليك، ووزير الزراعة أوري أريئيل، وخلال هذه الاقتحامات شهد المسجد اعتداءات عديدة، شملت صلوات تلمودية، وإدخال أحد ضباط الاحتلال زجاجة خمر إلى الأقصى. وعلى الصعيد الديموغرافي تتابع سلطات الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين، وكذلك أقرت "المحكمة الإسرائيلية العليا" هدم تجمع الخان الأحمر وإخلاءه خلال أسبوع واحد. وبرز خلال الأسبوع قرار الرئيس الأمريكي ترمب قطع مساعدات أمريكية كانت تقدم إلى مشافي القدس، وهو قرار سيرفع معاناة هذه المشافي، التي تقدم خدماتها سنويًا لآلاف المرضى من القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
شهد الأسبوع الماضي عودة شخصيات رسمية إلى اقتحام الأقصى، ففي 5/9 اقتحم النائب المتطرف في "الكنيست" يهودا غليك المسجد الأقصى، وخلال الاقتحام قام غليك بأداء صلوات تلمودية قُبالة مصلى قبة الصخرة، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال الخاصة. وفي 6/9 شهد الأقصى قيام مستوطنين بممارسات تلمودية استفزازية، حيث مزّق أحد المستوطنينقميصه خلال أدائه صلوات تلمودية في الأقصى. وشهد هذا اليوم اقتحام نحو 167 مستوطنًا باحات الأقصى، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال، وتأتي هذه الاقتحامات مع اقتراب الأعياد اليهوديّة، حيث دعت "منظمات المعبد"أنصارها وجمهورها من المستوطنين إلى المشاركة في اقتحامات المسجد الأقصى تزامنًا مع الأعياد اليهودية.
تصاعدت اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى، ففي 9/9 اقتحم الأقصى 258 مستوطنًا، وكان من بينهم وزير الزراعة في حكومة الاحتلال المتطرف أوري أرئيل، وأدى المستوطنون خلال الاقتحامصلوات تلمودية في منطقة "باب الرحمة" داخل الأقصى،وقد فرضت قوات الاحتلال قيودًا مشددة على دخول المصلين الى الأقصى، واحتجزت هويات الشبان، وعددًا من النساء على أبواب الأقصى. وخلال هذا الاقتحام، أدخل أحد ضباط الاحتلال زجاجة خمر معه إلى باحات الأقصى، في انتهاك صارخ لحرمة المسجد الأقصى. وفي 10/9 اقتحم الأقصى 93 مستوطنًا.
التهويد الديمغرافي:
تتابع سلطات الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم في القدس المحتلة، ففي 5/9 هدمت جرافات الاحتلال منزلًا في بلدة سلوان، وفرضت قوات الاحتلال طوقًا أمنيًا حول المكان. وفي 10/9 أجبرت قوات الاحتلال مواطنًا في الولجة على هدم منزله، تجنبًا للغرامات الباهظة.
وفي سياق متصل بالهدم، أصدرت "المحكمة الإسرائيلية العليا في 5/9 قرارًا بهدم تجمع خان الأحمر البدوي وإخلائه خلال أسبوع واحد، وأعطت المحكمة جيش الاحتلال صلاحية البدء بتنفيذ القرار، بالإضافة إلى منع المواطنين من العودة والسكن في المنطقة مرة أخرى.وفي 11/9 أغلقت قوات الاحتلال الطرق المؤدية إلى الخان الأحمر ومنعت المركبات من الوصول إلى القرية،وأفادت مصادر محلية أن جنود الاحتلال أغلقوا البوابة الرئيسة المؤدية للخان، ومنعوا المتضامنين من الوصول إلى القرية بمركباتهم.
وأثار قرار الاحتلال رفضًا أوروبيًا، حيث طالبت دول ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيافي بيانٍ مشترك بعدم المضي في هدم القرية، معلنين بأن "عواقب الهدم والتشريد ستكون خطيرة للغاية على سكان هذا التجمع السكني، بما في ذلك الأطفال".
وعلى صعيد البناء الاستيطاني، كشفت وسائل إعلامية عبرية في 4/9أن لجنة "التخطيط والبناء" صادقت على بناء 75 وحدة استيطانية في حي بيت حنينا شمال القدس المحتلة، وستتكون الوحدات من ثمانية مبانٍ جديدة تتراوح ما بين 7 و12 طابقًا لكل منها.
قضايا:
يصعد الرئيس الأمريكي استهدافه للقدس المحتلة، حيث أوقف ترمبفي 8/9 المساعدات المالية المخصصة لدعم مستشفيات مدينة القدس، وتبلغ قيمة هذه المساعدة 25 مليون دولار، وقد بدأت هذه المساعدة عام 2015، عن طريق وكالة المساعدات الأمريكية USAID للحكومة الفلسطينية، تُدفع لتسديد فاتورة مستشفيات مدينة القدس المستحقة على وزارة الصحة الفلسطينية، بدل علاج المرضى المحولين من الضفة وقطاع غزة والقدس. وأسهمت هذه المساعدة في تخفيف الديون على مستشفيات القدس، واستفادت مستشفى المقاصد بنصف قيمة هذه المساعدة.
ومع أن القرار صدر في هذا التاريخ، ولكن المنحة لم تُسلم منذ استلام السلطة، وآخر دفعة تم تسليمها كانت في عهد سلفه أوباما عام 2017، وسيؤثر هذا التوقف في قدرة المستشفيات على سداد ديونها، وهي مستشفى المقاصد الخيرية، ومستشفى المطلع، والمستشفى الفرنسي، ومستشفى العيون، ومستشفى الهلال الأحمر، التي تقدم خدماتها لآلاف المرضى، فيما وصلتقيمة الديون المستحقة لمشافي القدس على وزارة الصحة الفلسطينية نحو 80 مليون دولار أمريكي.
وفي سياق آخر، ومتابعة لملف نقل سفارات بعض الدول إلى القدس المحتلة، أعلنت باراغواي في 5/9 عن إعادة سفارة بلادها لدى دولة الاحتلال من القدس إلى "تل أبيب"، وقال وزير خارجية باراغوايندريس بيدوتي إن حكومة بلاده اتخذت قراراها لتسهم في تكثيف الجهود الدبلوماسية الإقليمية الرامية إلى تحقيق سلام عادل. ووصفت صحيفة "يسرائيل هيوم" قرار باراغواي بإعادة سفارتها من القدس المحتلة إلى تل أبيب بـ "الضربة القاسية للغاية والمباشرة" لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وجاء قرار الباراغواي بعد استلام الرئيس ماريو عبدو من أصل لبناني لمهام الرئاسة بعد إجراء انتخابات رئاسية.
ولاقت خطوة الباراغواي رفضًا إسرائيليًا، حيث أعلن رئيس وزراء الاحتلال عن إغلاق سفارة بلاده في الباراغواي. أما على الجانب العربي فلاقت هذه الخطوة إشادة عربية، فقد أشادت جامعة الدول العربية بقرار الباراغواي، وقالت الجامعة إن "القرار خطوة على الطريق الصحيح".