"حال القدس 2014: قراءة في مسار الأحداث والمآلات"
الأربعاء 11 آذار 2015 - 2:27 م 51839 5562 حال القدس السنوي |
القدس الدولية تصدر تقرير "حال القدس 2014: قراءة في مسار الأحداث والمآلات"
القدس بين خيبات التنازلات السياسية والهبّات الشعبية
أصدرت مؤسسة القدس الدولية تقرير "حال القدس 2014: قراءة في مسار الأحداث والمآلات" وفيه عرض لأبرز تطورات مشروع التهويد التي عصفت بالقدس والمسجد الأقصى خلال العام الفائت ومحاولة لقراءة ما ستؤول إليه الأحداث في المرحلة القادمة. ووفق التقرير، فقد كان عام 2014 عام المقاومة الشعبية في القدس مع انطلاق الحراك المقدسي الذي اندلعت شرارته مع قتل الطفل المقدسي محمد أبو خضير في تموز/يونيو ومن ثم تفاعلت مع تطورات الحرب الإسرائيلية على غزة.
وعرض التقرير وضع المسجد الأقصى حيث استمرت اقتحامات المتطرفين التي زادت بنسبة 92% مقارنة بعام 2009 كما استمرت القيود التي يفرضها الاحتلال على المصلين والمرابطين مع تصاعد استهداف المرابطات بشكل خاص وكذلك المؤسسات العاملة للأقصى.
كما سلط التقرير الضوء على استمرار مشروع التهويد في القدس والذي يطال المسلمين والمسيحيين ومحاولات الاحتلال التحكم بالميزان الديموغرافي لمصلحته والسياسات التي ينتهجها في هذا الإطار من هدم المنازل والمنشآت، وبناء الجدار العازل، وسحب الهويات المقدسية حيث بلغ عدد البطاقات الزرقاء التي سحبها الاحتلال بين عامي 1967 و2013 حوالي 14,309.
وتناول التقرير الضوء أبرز أوجه التفاعل الدولي والعربي والإسلامي مع قضية القدس خلال العام المنصرم، حيث بدت الولايات المتحدة غير راغبة في اتخاذ إجراءات عقابية لمنع الاستيطان لتكتفي مقابل ذلك بالتنديد، ولتعمل في الوقت ذاته على تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع دولة الاحتلال. وإن بدا الاتحاد الأوروبي أكثر ميلاً إلى اتخاذ خطوات فاعلة بخصوص الاستيطان إلا أن الاتجاه في هذا الصدد لم يتبلور بشكل واضح.
وعلى المستوى العربي والإسلامي، فقد تكررت المواقف التي لا تغني ولا تسمن وتكللت باتجاه عربي إلى إيجاد السبل الفاعلة لوقف "التوتر" في القدس. أما السلطة الفلسطينية فحاولت تسجيل انتصارات عبر مشروع "إنهاء الاحتلال" الذي أوحى بالاتجاه إلى تنازلات معينة في القدس والأقصى، وهو مشروع لم يمر في مجلس الأمن.
واستنادًا إلى ما رصد من تطورات على مدار العام وما بدت عليه الأمور في بداية عام 2015، حاول التقرير تحديد أبرز الاتجاهات التي يمكن أن تؤول إليها الأحداث في المرحلة القادمة ولا سيما بعد انتخابات الكنيست المبكرة التي ستجرى في 17/3/2015، حيث من المرجح أن يستعيد الكنيست زخم المناقشات المرتبطة بـ "حق اليهود في الصلاة في جبل المعبد" كما أنّ الحراك الشعبي الذي تمكنت سلطات الاحتلال من كبحه إلى حد معين مع نهاية عام 2014 سيعود إلى التفجر في كل مرة يتمكن المقدسيون من تجاوز إجراءات الاحتلال.
وختم التقرير بجملة من التوصيات أبرزها تأمين البيئة الحاضنة والداعمة للعمل المقاوم وإنهاء التنسيق الأمني مع الاحتلال مع إعادة الاعتبار للمشروع المقاوم الذي انتصر في غزة وتدعيم البيت الفلسطيني بالوحدة الحقيقية والشراكة بما يعزّز أركان المشروع الداخلي الفلسطيني ويمنع تآكله وانهياره. كما أوصى التقرير بدعم أهل القدس والأقصى عبر وضع استراتيجية شاملة ضمن رؤية شاملة لمواجهة الاحتلال وتثبيت المقدسيين ومشاريع تلامس حياة المقدسيين وهمومهم.