استهداف الأقصى في موسمي الانتخابات الإسرائيليّة والأعياد العبريّة: محطّة على طريق تغيير الوضع القائم التّاريخي


تاريخ الإضافة الثلاثاء 22 تشرين الأول 2019 - 2:28 م    عدد الزيارات 4772    التحميلات 464    القسم أوراق إعلامية

        


براءة درزي  –  موقع مدينة القدس

 

تتواصل الاعتداءات الإسرائيليّة على الأقصى على مدار العام، ويلاحظ تصاعدها بشكل لافت في موسمين: موسم انتخابات "الكنيست" الذي يتكرّر مبدئيًا كلّ أربع سنوات، وموسم الأعياد العبرية الذي يتركّز في المدّة الواقعة ما بين أواخر أيلول/سبتمبر وتشرين أول/أكتوبر من كلّ عام وفق تحرّك الرزنامة العبريّة. وقد حضر استهداف باب الرحمة والمنطقة الشرقية من المسجد بقوّة في الموسمين، ومعروف أنّ هذه المنطقة هي ركيزة مخطّط التقسيم المكاني الذي يحاول المستوطنون فرضه في المسجد. كذلك، تكرّرت المشاهد التي أدّى فيها المستوطنون صلوات تلموديّة جماعية وعلنية في الأقصى، تحت حماية قوات الاحتلال، في ظلّ تصريحات رسمية حول الاتجاه إلى السماح للمستوطنين بالصلاة في الأقصى.

 

وانطلاقًا من هذين العنوانين، أي استهداف باب الرحمة وأداء الصلوات التلمودية في الأقصى، يُطرح السؤال: هل الاعتداءات على المسجد في المواسم اعتداءات ظرفيّة، أم أنّها حلقة في سياق فرض وقائع جديدة في الأقصى تتّسق مع مساعي الاحتلال إلى تغيير الوضع القائم التاريخي؟

 

الأقصى في موسم انتخابات "الكنيست"

 

عام 2019 انتخابات تشريعيّة مبكّرة في نيسان/أبريل، لكن جرى التّصويت على حلّ "الكنيست" وإعادة الانتخابات في أيلول/سبتمبر، وكان حضور الأقصى في جولة الإعادة أكبر وأبرز، في مشهد دعائي تصدّره كلّ من بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة الاحتلال، وغلعاد إردان، وزير الأمن الداخلي، في محاولة لاستمالة "منظمات المعبد" والأحزاب التي تتبنّى أجندتها. وكان ذلك بارزًا تحديدًا مع السماح باقتحام الأقصى في أعياد المسلمين، وتصريحات إردان حول ضرورة تغيير الوضع القائم، والاتفاق الذي أبرمه نتنياهو مع موشيه فايغلين، زعيم حزب "هوية"، ومن ضمنه وعود بمكتسبات لـ "منظمات المعبد". وساهم في تعزيز الهجمة على الأقصى في موسم الانتخابات أنّ فترة الدعاية الانتخابية تخلّلتها مناسبتان عبريّتان مهمّتان هما "يوم توحيد القدس"، و"ذكرى خراب المعبد"، حيث يتطلّع المستوطنون إلى اقتحام المسجد على أنّه جزء من الاحتفال بالمناسبتين.

 

إردان وتغيير الوضع القائم في الأقصى

 

توّج وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال غلعاد إردان سنوات من الجهد الذي بذله لتعزيز فكرة "المعبد" والوجود اليهودي في الأقصى ودعم "منظمات المعبد"[1] بالدعوة إلى تغيير الوضع القائم في المسجد صراحة ومن دون مواربة. وقد كرر هذه الدعوة في موسم الانتخابات وفي موسم الأعياد؛ فدعا في لقاء تلفزيوني في أيلول/سبتمبر 2019 مع قناة "كيبا" العبرية، إلى تغيير الوضع القائم في الأقصى وقال إنّ "الوضع الحالي مجحف بحق اليهود لأن جبل المعبد هو أقدس مكان بالنسبة إليهم". وقال إردان إنه "على الحكومة أن تعمل مع ملك الأردن والدول العربية كي يفهموا أنه من حق اليهود الصلاة في جبل المعبد".

 

وتفاخر إردان في اللقاء بالتغيير الكبير في قواعد الاقتحامات والتسهيلات الممنوحة للمستوطنين لاقتحام المسجد منذ توليه منصبه عام 2015. وقال إنّ الوزراء المقربين من "منظمات المعبد" كان عليهم أن يشترطوا السماح بصلاة اليهود في الأقصى قبل الانضمام لحكومة نتنياهو، في تمهيد لمحاولة فرض هذا الشرط بعد الانتخابات المقبلة.

 

وكان إردان قال في لقاء إذاعي على راديو 90 FM في برنامج "نصف الطريق"، في آب/أغسطس 2019: "ثمّة ظلم في الوضع القائم منذ عام 1967، يجب العمل من أجل تغييره لتمكين اليهود من الصلاة في المسجد الأقصى المكان الأقدس عند الشعب اليهودي، يجب العمل من أجل الوصول إلى وضع يُعطي اليهود أحقّية للصلاة هناك، إلا أنه يجب التوصل إلى ذلك عبر تسويات سياسية وليس بالقوة"[2].

 

هذه التصريحات أعاد إردان تأكيدها في مقابلة نشرتها صحيفة "ماكور ريشون" في 11/10/2019، إذ قال إنّ السلطات الإسرائيلية قد تتيح لليهود حرية ممارسة الصلاة في الأقصى في ظلّ المعطيات التي تشير إلى تصاعد أعداد المقتحمين منذ توليه وزارة الأمن الداخلي عام 2015؛ وأشار إلى أنّنا "سنصل إلى هدفنا عندما يبدي المزيد من اليهود رغبتهم في زيارة جبل المعبد، وهكذا سينشأ طلب مُلحّ وضاغط حول هذا الأمر، وأتمنى أن يحصل ذلك قريبًا"[3].

 

السماح للمستوطنين باقتحام الأقصى في الأعياد الإسلاميّة

 

إضافة إلى ما شهدته الاقتحامات من تطوّرات متعلّقة بتحسين ظروفها، إن على مستوى تقليل وقت الانتظار عند باب المغاربة، أو غضّ الشرطة نظرها عن بعض المحاولات لأداء الصلوات التّلمودية في المسجد، فإنّ شهري حزيران/يونيو وآب/أغسطس 2019 شهدا اقتحامين بارزين ارتبطا بالعلاقة بين المستوى السياسي والأمني من جهة و"منظمات المعبد" من جهة أخرى، وبفتح المجال أمام تحقيق المزيد من التغيير في الوضع القائم في الأقصى.

 

سمحت سلطات الاحتلال للمستوطنين باقتحام الأقصى يوم 28 رمضان بالتزامن مع "يوم القدس" أو احتلال الشّطر الشرقي من المدينة، بما فيه المسجد الأقصى. وجاء قرار الشرطة بالسماح بالاقتحامات صبيحة يوم 28 رمضان الموافق 2/6/2019، في حين أنّ قرارها في أيار/مايو 2019 كان يقضي بعدم السماح بالاقتحامات على خلفية المحافظة على الأمن. وعلى الرغم من تراجع عدد المقتحمين عام 2019 عن العدد المسجل العام الماضي والجولات السريعة التي نفذها المستوطنون، إلا أنّ قراءة الرسالة من وراء السماح بالاقتحام لا تتوقف عند العدد والكيفية التي تمت بها الاقتحامات، بل في أنّ مثل هذا الاقتحام هو تمهيد لاقتحامات مماثلة، تصبّ في مصلحة المزيد من الانقلاب الإسرائيلي على الوضع القائم[4]. وقد وصرح إردان معلّقًا على الاقتحام قائلًا إنّ مهمّته تتمثل في "ضمان دخول اليهود إلى جبل المعبد بحرية"، وهو لم يأمر بوقف دخول اليهود على الرغم من حدوث مواجهات مع المصلين المسلمين، مشيرًا إلى أنّ "جبل المعبد سيبقى مفتوحًا في وجه من يرغب في دخوله من أيّ ديانة كان، بخاصّة اليهود".

 

وبالفعل، لم يمضِ شهران على اقتحام العشر الأواخر من رمضان حتى سمح الاحتلال باقتحام مشابه في اليوم الأول من عيد الأضحى، في 11/8/2019. وبالنظر إلى التوقيت الذي سمحت الشرطة فيه ببدء الاقتحام قبل حوالي نصف ساعة من موعد انتهاء "اقتحامات الفترة الصباحية"، ومن ثم اعتماد المستوطنين "مسار الهروب" بدلاً من الجولة الطويلة، فإنّ الواضح أنّ الاحتلال كان حريصًا على أن يتمّ الاقتحام على أيّ حال بصرف النظر عن الكيفية التي يتمّ بها[5]. وهذا الأمر أكّده رئيس حكومة الاحتلال في الفيديو الذي نشره على حسابه على موقع تويتر بعد تنفيذ الاقتحام قال فيه إنّه اتخذ القرار بالسماح بالاقتحام منذ يوم الخميس 8/8/2019، بعدما تشاور مع رؤساء الأمن في حكومته حول كيفيّة تنفيذ اقتحام التاسع من آب العبري مع أنّه يوم عيد إسلامي، وأشار إلى أنّ الخلاف لم يكن حول تنفيذ الاقتحام أم لا، بل حول الطريقة الفضلى لذلك مع المحافظة على الأمن، وقد "نجحنا في ذلك"[6].

 

ليس الهدف من الحديث عن هذين الاقتحامين تحديدًا التّقليل من خطر الاقتحامات التي ينفّذها المستوطنون على مدار العام، لكنّها تدلّ على أنّ الاحتلال لم يعد يلزم نفسه بأيّ قاعدة في الأقصى، وهو لا يكتفي بالاقتحامات اليوميّة بل يوسّع دائرتها ومداها للدخول في مجال يسمح بمزيد من التآكل في الوضع القائم التاريخي، عبر السماح بالاقتحامات في الأعياد الإسلامية. وهذا الأمر يؤسّس لاعتداءات يستعدّ فيها الاحتلال للذّهاب إلى أقصى الحدود في سبيل فرض السيادة اليهودية على الأقصى، والقدس عمومًا.

 

نتنياهو "يبيع" الأقصى لـ "منظمات المعبد" بوعود انتخابية

 

مع احتدام المعركة الانتخابية قبل انتخابات "الكنيست" في 17/9/2019، استحضر نتنياهو الأقصى في سوق الانتخابات ليبني اتفاقًا مع موشيه فايغلين، رئيس حزب "هوية"، ينسحب الحزب بموجبه من السباق الانتخابي في مقابل مكاسب يمنحها نتنياهو لـ "منظمات المعبد" بعد الانتخابات؛ وبخروج الحزب من السباق الانتخابي فإنّ أصوات بعض ناخبي حزب "هوية" يمكن أن تذهب إلى حزب "الليكود"[7]. وقد أبرم الاتفاق في 29/8/2019، وصادق عليه الحزب في 1/9/2019[8]، وقد تضمّن جملة من التعهّدات منها منح امتيازات خاصة لـ "منظمات المعبد"، كتحسين الخدمات والمعلومات، وتقصير مدة انتظار اليهود أمام باب المغاربة، وتسهيل اقتحاماتهم وإطالة مدتها، وإحضار لافتات وأدوات تعريفية خاصة بهم في الأقصى[9].

 

ويعدّ فايغلين من أبرز معتنقي فكرة "المعبد"، ويدافع عن "حق" اليهود بالصلاة في الأقصى، ومن تصريحاته في 2/4/2019، قبل انتخابات "الكنيست" الـ21 التي جرت في 9/4/2019، أنّه "لا يريد بناء المعبد في عام أو عامين، بل اليوم"[10]. وقد فشل في انتخابات نيسان/أبريل وعلى ما يبدو فضّل الخروج من السباق الانتخابي مقابل وعود من نتنياهو بتعزيز الدعم السياسي لـ "منظمات المعبد".

 

أمّا نتنياهو الذي دعا إلى حل "الكنيست" والذهاب إلى انتخابات جديدة للمرة الثانية في عام واحد، فقد عمل جاهدًا لتفادي سيناريو انتخابات نيسان/أبريل، في ضوء الخطر الذي ظلّ يهدّده في انتخابات الإعادة فسعى إلى تحصين موقعه وضمان عدد أكبر من المقاعد لحزبه حتى يضمن تشكيل الحكومة من دون ابتزاز من زعيم "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، الذي كان له الدور الأكبر في إفشال تشكيل الحكومة في أيار/مايو بعد تمسّكه بقانون تجنيد الحريديم ورفضه التساوق مع الأحزاب الدينية الرافضة للقانون[11].

 

وعلى الرّغم من وضوح ارتباط هذا الاتفاق بين نتنياهو وفايغلين بانتخابات "الكنيست"، فإنّ ذلك لا ينفي تنامي الدعم السياسي لـفكرة "المعبد"، وللوجود اليهودي في الأقصى، والتساوقَ مع "منظمات المعبد" وتبنّي مطالبها.

 

الأقصى في موسم الأعياد العبريّة

 

كما في موسم الانتخابات، يتصاعد الاستهداف الإسرائيلي للأقصى في موسم الأعياد العبرية الذي تتحرّك محطاته ما بين أول أيلول/سبتمبر حتى نهاية تشرين أول/أكتوبر وفق التقويم العبري. ويمكن القول إنّ موسم الانتخابات هو مجال للمرشحين لتقديم الوعود بخصوص توسيع مجال الاعتداءات على الأقصى في حين تقطف "منظمات المعبد" ثمرة هذه الوعود، وتوسّع اعتداءاتها على المسجد برعاية رسميّة.

 

"منظمات المعبد" تدعو إلى اقتحامات كثيفة للأقصى والصلاة فيه

 

على الرّغم من التسهيلات التي بات المستوطنون يحظون بها برعاية المستوى الرسمي، وارتفاع أعداد المقتحمين في السنوات الأخيرة مقارنة بما كانت عليه قبل حوالي عشر سنوات، يمكن القول إنّ أعداد المقتحمين لا تزال دون طموحات هذه المنظمات، وليس القول هنا من باب التخفيف من حجم هذه الاقتحامات، التي تشكّك بذاتها، وبصرف النظر عن حجم المشاركين فيها، اعتداء على المسجد. لكنّ الشاهد هنا هو أنّ اقتحام الأقصى لا يزال محصورًا في نطاق محدد، وهذا ما يدفع "منظمات المعبد" إلى التحريض على اقتحام الأقصى بكثافة في المناسبات والأعياد العبرية لأنّ المزيد من الأعداد يعني مزيدًا من القدرة على الضغط على المستوى الرسمي لتحقيق المزيد من المكتسبات.

 

ومن ضمن الدّعوات منشور وزّعه "ائتلاف منظمات المعبد" جاء فيه أنّ بقاء الأقصى "خطيئة تستوجب الاعتذار للرب"، وجاء في المنشور: "في هذه الأيام سنصلّي للرب ونعتذر له عن تركنا جبل المعبد بيد الأعداء حتى الآن"، ودعا الائتلاف أنصاره إلى تغيير هذا الواقع عبر اقتحاماتٍ واسعة في "عيد العرش" ما بين 14-21/10/2019.

 

كذلك، دعت حركة شباب "هار إيل"، وهي منظمة حديثة التأسيس يقوم عليها مجموعة من غلاة المستوطنين الشباب في الضفة الغربية، إلى اقتحامٍ واسعٍ للمسجد الأقصى في 10/10/2019 على مدار اليوم، وذلك في اليوم التالي لـ "يوم الغفران". وبالفعل، نفّذت الحركة الاقتحام يوم 10/10 عبر مجموعة من 75 مستوطنًا يلبسون قمصانًا موحدة، وانبطح بعض متطرفي المجموعة وأدوا سجودًا كاملاً على أرض الأقصى والبعض الآخر ردّد مقاطع من التوراة بصوتٍ عالٍ، وكانوا ينشدون "سنبني المعبد". وكان لافتًا أنّ المجموعة تعمّدت توقيت اقتحامها في نهاية المدة التي تفرضها الشرطة للمقتحمين، وتعمّدت البقاء إلى ما بعد الساعة 11:00 بحماية الشرطة، للمطالبة بتمديد مدة حماية الشرطة لاقتحامات المتطرّفين[12].

 

وقد استبقت هاتان المنظمتان اقتحامهما بإرسال مجموعة رسائل تحدّ وتهديد إلى عدد من المرابطين والمرابطات من المدافعين عن الأقصى، كتبوا لهم فيها "نحن قادمون الخميس، نتمنى أن نراكم هناك".

 

وكانت أبرز التطورات المتعلّقة بالمسجد الأقصى منذ عشية عيد رأس السنة العبرية مرورًا بعيد الغفران وصولاً إلى عيد العرش على الشكل الآتي:

 

التاريخ

أبرز التطورات

28/9

"اتحاد منظمات المعبد" يدعو المستوطنين إلى اقتحامات كثيفة للأقصى احتفالًا برأس السنة العبرية من 29 أيلول/سبتمبر حتى 1 تشرين أول/أكتوبر

29/9

مستوطنون يقتحمون الأقصى صبيحة رأس السنة العبرية، وعدد منهم يرتدون "أزياء التوبة" التوراتيّة الخاصة برأس السنة

6/10

"ائتلاف منظمات المعبد" يوزع منشورًا يقول فيه إنّ بقاء الأقصى خطيئة، ويدعو إلى حجّ جماعي إلى المسجد "لنصلّي للرب ونعتذر له عن بقاء المعبد بيد الأعداء"[13]

8/10

311 مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى عشيّة "عيد الغفران" بحماية قوات الاحتلال، ومن المشاركين في الاقتحام الحاخام المتطرف يهودا غليك، ووزير الزراعة في حكومة الاحتلال أوري أريئيل، وركز المقتحمون على التّجمع مقابل باب الرحمة[14]

10/10

قوات الاحتلال تقتحم بالأحذية باب الرحمة وتصادر القواطع الخشبية وخزائن الأحذية من المصلّى[15]

10/10

رصد مستوطن ومستوطنة يتبادلان القبلات في الأقصى في أثناء وجودهم في المنطقة الشرقية من المسجد

10/10

مستوطن يؤدّي صلاة تلمودية في الأقصى قبالة قبة الصخرة في فترة الاقتحامات الصباحية في ما يعرف بـ "تمايل الخشوع"، وذلك تحت حراسة قوات الاحتلال

10/10

مستوطنون من حركة "هار إيل" يقتحمون الأقصى بملابس موحدة، عبر مجموعة ضمّت 75 مستوطنًا، وأدوا طقوسًا تلمودية، وبعضهم سجد على أرض الأقصى (انبطاح)، ورددوا صلاة "شماي" اليهودية بصوت مرتفع تحت حراسة الشرطة، وتعمدت المجموعة البقاء إلى ما بعد الساعة 11 ضمن سياق تكريس المزيد من الوقت للاقتحامات[16]

14/10

شرطة الاحتلال تحظر وجود المسلمين في منطقة باب الرحمة بالتزامن مع الاقتحامات في اليوم الأول من عيد العرش[17]

14/10

شرطة الاحتلال تعتقل عددًا من المصلين الذين اعترضوا على الزيارة التطبيعية التي قامت بها اللجنة الإدارية للمنتخب السعودي للأقصى بحماية قوات الاحتلال[18]

14/10

الشرطة تطرد المسلمين من منطقة باب الرحمة، وبضعة مصلين يتحدون الحظر ويؤدّون صلاة الضحى في المنطقة المحظورة، وقد اعتقتلتهم الشرطة بعد خروجهم من الأقصى وقررت إبعادهم 15 يومًا عن المسجد

15/10

شرطة الاحتلال تسهّل جولة المستوطنين في باب الرحمة، وتطرد المسلمين من المنطقة، فيما تحدّى بعضهم الحظر وأدّوا صلاة الضحى في المنطقة المحظورة، والشرطة تمنع حراس الأقصى من الاقتراب من المقتحمين

15/10

507 مستوطنين اقتحموا الأقصى في اليوم الثاني من عيد العرش

16/10

أكثر من 800 مستوطن اقتحموا الأقصى، وشارك في الاقتحامات وزير الزراعة في حكومة الاحتلال أوري أريئيل والحاخام المتطرف يهودا غليك[19]

16/10

اعتقلت قوات الاحتلال كلاً من هنادي الحلواني وخديجة خويص ومدلين عيسى وعايدة الصيداوي من أمام باب السلسلة، وسلمتهنّ قرارات بالإبعاد عن المسجد[20]

16/10

تعمدت المجموعة الأخيرة من المستوطنين من منظمة "طلاب لأجل المعبد"، الذين اقتحموا الأقصى في الوقت الصباحي المحدد من 7:30 حتى 11، تأخير الخروج من المسجد حتى الساعة 11:15، وذلك في إطار مطالبات "جماعات المعبد" بتمديد مدّة اقتحامهم للأقصى

17/10

1167 مستوطنًا اقتحموا الأقصى في اليوم الرابع من عيد العرش[21]

20/10

أكثر من 650 مستوطنًا اقتحموا الأقصى، وأدّى المتطرّف نعوم فيدرمان والمجموعة المرافقة له صلاة "شماي" التوراتية في المسجد، فيما منعت قوات الاحتلال حراس المسجد من الاقتراب من المقتحمين[22]

21/10

قوات الاحتلال تعتدي على المرابطات المبعدات عن الأقصى في أثناء وجودهن عند باب السلسلة، وتعتقل المقدسية المبعدة عايدة الصيداوي، وفتاة فلسطينية من جلجولية بالداخل المحتل، إضافة إلى اعتقال الشابين المقدسيين: محمد أشرف أبو شوشة، وحبيب أبو شوشة في مُصلى باب الرحمة لتصديهما لعناصر الاحتلال اقتحموا المصلى بأحذيتهم[13]

 

 

استمرار استهداف مصلّى باب الرحمة


منذ هبّة باب الرحمة في شباط/فبراير 2019 وتمكّن المقدسيّين من فتح المبنى والصلاة فيه، لا تزال سلطات الاحتلال تحاول تقويض الإنجاز والالتفاف على الانتصار الذي عرقل مخططات التقسيم المكاني للأقصى انطلاقًا من المنطقة الشرقية للمسجد، التي فيها باب الرحمة. وتتركّز محاولاتها على تنفيذ اعتقالات مستمرة من منطقة باب الرحمة، وإبعاد المعتقلين عن الأقصى، والضغط على الأردن والأوقاف لاستعمال المبنى كمكاتب إدارية بدلاً من مصلى، علاوة على المحاولات المستمرّة لإفراغ باب الرحمة من الأثاث الذي يدلّ على أنّه مكان مكرّس للصلاة، لا سيما السجاد والخزائن[24].

وكانت هذه السياسة حاضرة بوضوح في موسمي الأعياد والانتخابات على حدّ سواء، فقد دهمت قوات الاحتلال مصلى باب الرحمة في 18/8/2019، وأخرجت القواطع الخشبية التي تفصل صفوف النساء عن الرجال، وخزانة الأحذية، وصادرت ساعة إلكترونية لمواقيت الصلاة، وأزالت يافطة "مصلى باب الرحمة" عن سطحه من الخارج، علاوة على مصادرة يافطات تهنئة بعيد الأضحى وتمزيقها[25]. والأمر ذاته في 10/10/2019 حيث صادرت الشرطة القواطع الخشبية وخزائن الأحذية، وفي 6/10 عندما دهمت المصلى بالأحذية لتؤكد عدم اعتراف الاحتلال بالمكان كمصلى.

 

وفي 22/8/2019، اعتقلت شرطة الاحتلال مدلين عيسى في أثناء وجودها مع أولاد أخيها في محيط باب الرحمة، كذلك اعتقلت قوات الاحتلال شفاء أبو غالية من منطقة باب الرحمة واعتدت عليها بالضرب في أثناء اعتقالها. وقد احتجزت الشرطة كلًا من مدلين وشفاء للتحقيق ثم أفرجت عنهما بشرط الإبعاد. وفي 10/9/2019، اعتقلت شرطة الاحتلال المقدسية المسنّة نفيسة خويص، ومعها السيدة فاطمة خضر، على خلفية وجودهما في المنطقة الشرقية من المسجد[26]. وتستمرّ سلطات الاحتلال في هذا السلوك الذي يهدف إلى تفريغ المنطقة الشرقية من الوجود الإسلامي، عبر جعل هذا الوجود مكلفًا: اعتقال، واعتداء، وسوق إلى التحقيق بما يرافقه من محاولات إذلال، ومن ثمّ الإبعاد عن الأقصى، أو عن البلدة القديمة، أو القدس عمومًا.

 

وعلاوة على ذلك، ركّزت الشرطة في موسم الأعياد على توفير المجال المناسب للمستوطنين لاقتحامات "هادئة" في منطقة باب الرحمة، وحظرت وجود المسلمين في المنطقة الشرقية من المسجد وهو الأمر الذي تكرّر في "عيد الغفران" وفي "عيد العرش"، فيما نجح بعض الشبان في تحدي الحظر وأداء صلاة الضحى في المنطقة المحظورة، وقد اعتقلتهم الشرطة بعد خروجهم من المسجد وقررت إبعادهم 15 يومًا. وكانت منطقة باب الرحمة مركز الاقتحامات في الأعياد، وركّز المستوطنون وجودهم قبالة باب الرحمة. ولباب الرحمة والمنطقة الشرقية أهمية خاصة بالنسبة إلى المستوطنين إذ تعدّ منطلقًا لمخطّط التقسيم المكاني للمسجد، والمنطقة الشرقية مستهدفة داخل المسجد وخارجه على حد سواء، ويمكن مراجعة مخطط استهدافها في تقرير عين على الأقصى الـ12[27].

 

استهداف موظفي الأوقاف

 

في 19/8/2019 اعتقلت شرطة الاحتلال الحارس عامر السلفيتي في أثناء مناوبته الليلية، بذريعة أنّه رصد ووثق اعتداء شرطة الاحتلال على مصلى باب الرحمة وسرقة القواطع الخشبية وخزائن الأحذية[28]. وفي 20/8 قررت محكمة الاحتلال تمديد توقيف الحارس السلفيتي حتى يوم 22/8/2019[29]. ثمّ دحرج الاحتلال كرة استهداف موظفي الأوقاف فاستدعت مخابرات الاحتلال، صباح 22/8/2019، رئيس الوحدة المسائية لحراس المسجد الأقصى أشرف أبو رميلة، وتم إصدار أمر اعتقال بحقه[30].

 

لكن الاحتلال لم يتوقف عند هذا الحد، بل استدعت مخابراته في 24/8/2019 مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس عزام الخطيب للتحقيق معه في مقرّها. ويعدّ الخطيب من أرفع المسؤولين التابعين للحكومة الأردنية في القدس المحتلة. وأصرت سلطات الاحتلال على التحقيق مع الخطيب على الرغم من تدخل السفارة الأردنية لدى الاحتلال لمنع ذلك[31].

 

وفي سياق "ضبط" دور الحراس ومنعهم من التصدي للاقتحامات، فإنّ شرطة الاحتلال منعت الحراس من الاقتراب من المستوطنين في أثناء جولات الاقتحام، وكان هذا الاتجاه واضحًا في اقتحامات الأعياد العبرية بدأ مع "عيد الغفران"، واستمرّ في أيام "عيد العرش"، لمنع الحراس من مراقبة سلوك المستوطنين في أثناء الاقتحامات وتوثيق ممارساتهم[32].

 

خلاصة

 

بسطُ السّيادة الإسرائيلية الكاملة على الأقصى هو المحرّك الذي يدفع السلوك الإسرائيلي حيال المسجد، وهذا الهدف هو ما يسعى الاحتلال إليه على مدار العام؛ لكنّ الجهود لتحقيقه تتكثّف في موسمي الانتخابات والأعياد العبرية. وهكذا، فإنّ الاعتداءات المتصاعدة على الأقصى في المواسم ليست ظرفية عابرة، بل هي محطّة على طريق السّعي إلى السيطرة على الأقصى وفرض مزيد من التغيير في الوضع القائم التاريخي، ولتثبيت السيادة على المسجد لمصلحة الاحتلال الذي ينظر إلى هذه السيادة على أنّها كنه السيادة على "أرض إسرائيل".

 

الهوامش

 

[1] موقع مدينة القدس، 12/3/2019. http://quds.be/v0s

[2] العساس، 21/8/2019. http://alassas.net/4266/

[3] عرب 48، 11/10/2019. https://short.arab48.com/short/eKR1

[4] موقع مدينة القدس، 21/8/2019. http://quds.be/we3

[5] موقع حبر، 26/8/2019. http://bit.ly/2HrchtU

[6] حساب نتنياهو على موقع تويتر، 11/8/2019. https://tinyurl.com/y5kubpzo

[7] المونيتور، 29/8/2019. http://almon.co/390u

[8] Hamodia، 1/9/2019. https://tinyurl.com/y6dmntfp

[9] الجزيرة، 1/9/2019. https://tinyurl.com/y2d7ky2o

[10] تايمز أوف إسرائيل، 3/4/2019. https://tinyurl.com/yykhvhut

[11] الجزيرة، 28/5/2019. https://tinyurl.com/yyg4tc83

[12] الرسالة نت، 12/10/2019. https://tinyurl.com/y363fgdd

[13] موقع فيسبوك، 6/10/2019. https://tinyurl.com/y4zfsemw

[14] موقع مدينة القدس، 8/10/2019. http://quds.be/wr1

[15] موقع مدار الساعة، 10/10/2019. https://alsaa.net/article-100923

[16] فلسطين ألترا، 10/10/2019. https://tinyurl.com/y4ph2bwa

[17] العربي الجديد، 14/10/2019. https://tinyurl.com/yxvllf94

[18] الإباء، 15/10/2019. https://www.alebaa.tv/2019/10/15/184455/

[19] موقع مدينة القدس، 16/10/2019. http://quds.be/wsr

[20] سند للأنباء، 16/10/2019. https://snd.ps/p/13576

[21] موقع مدينة القدس، 17/10/2019. http://quds.be/wt0

[22] وكالة معًا الإخبارية، 20/10/2019. https://tinyurl.com/y5ylunlw

[23] موقع مدينة القدس، 21/10/2019. http://quds.be/wtl

[24] موقع مدينة القدس، 21/8/2019. http://quds.be/we3

[25] الدستور، 19/8/2019. https://www.addustour.com/articles/1093946

[26] موقع مدينة القدس، 10/9/2019. http://quds.be/wkw

[27] موقع مدينة القدس، 18/10/2018. http://quds.be/tqh

[28] وكالة وطن للأنباء، 19/8/2019. https://www.wattan.tv/ar/news/289038.html

[29] وكالة القدس للأبناء، 20/8/2019. http://alqudsnews.net/post/143493

[30] شبكة قدس الإخبارية، 22/8/2019. https://tinyurl.com/yyjpmq8w

[31] الغد، 24/8/2019. https://www.alghad.tv/?p=724905

[32] العربي الجديد، 9/10/2019. https://tinyurl.com/yxdqb6ve

رابط النشر

إمسح رمز الاستجابة السريعة (QR Code) باستخدام أي تطبيق لفتح هذه الصفحة على هاتفك الذكي.



علي ابراهيم

عام من "الطوفان" وما شجن في النفس والعالم!

الثلاثاء 8 تشرين الأول 2024 - 10:54 م

لو سألنا في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أيَّ خبير إستراتيجي أو محلل سياسي، عن التغييرات الكبرى في العالم، والصراعات القادمة فيه، لتحدث عن ملفات عديدة، ابتداء بالصراع الروسي والأوكراني، وتحجيم ا… تتمة »

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »