16- 22 أيلول/سبتمبر 2020
الأربعاء 23 أيلول 2020 - 2:02 م 3529 381 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
16- 22 أيلول/سبتمبر 2020
إعداد: علي إبراهيم
مستوطنون يقتحمون الأقصى باللباس التلموديّ
وقرار بمنع مدير المسجد المبارك من التصريح يثير موجة رفضٍ عارمة
لم تشهد الأعياد اليهودية اقتحامات كبيرة للأقصى، على أثر فرض الاحتلال إغلاقًا شاملًا ضمن إجراءات الوقاية من كورونا، وحاولت "منظمات المعبد" تعويض التراجع العددي عبر اقتحام المسجد باللباس التلمودي الأبيض، ودعوة أنصارها إلى فعالية نفخ البوق التلمودي داخل المسجد. وفي سياق الإرباك الذي أثير حول إغلاق الأقصى، وتضارب المعطيات بشأن الإغلاق من عدمه، أصدر مدير عام الأوقاف في القدس قرارًا منع فيه الشيخ عمر الكسواني من التصريح إلى وسائل الإعلام، على أثر نفي الأخير إغلاق الأقصى، ما أثار رفضًا واسعًا. وعلى الصعيد الديموغرافي تتابع سلطات الاحتلال هدمها منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، وكشفت وسائل إعلام عبرية عن توقيع بلدية الاحتلال في القدس وشركاء آخرين على مشروع ضخم جدًا يتضمن بناء ناطحات سحاب وأبنية متعددة الطبقات وسط القدس المحتلة. وعلى صعيد التفاعل أكدت الكويت التزامها دعم خيارات الشعب الفلسطيني، وعلى مركزية القضية الفلسطينية.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها للمسجد الأقصى، ففي 16/9 اقتحم الأقصى 126 مستوطنًا، من بينهم عددٌ من طلاب معاهد الاحتلال التلموديّة، وتلقى المقتحمون شروحاتٍ حول "المعبد". وفي 17/9 اقتحم الأقصى 129 مستوطنًا، بحماية مشددة من قوات الاحتلال، وأدى عددٌ منهم صلوات تلمودية في المنطقة الشرقية من الأقصى. وأطلقت "منظمات المعبد" دعوات لجمهور المستوطنين لتكثيف اقتحامات الأقصى بالتزامن مع رأس السنة اليهوديّة.
ولا تقف اعتداءات الاحتلال عند الاقتحام فقط، ففي 18/9 حاول أحد المستوطنين اقتحام الأقصى يوم الجمعة، ولكن حراس الأقصى استطاعوا منعه، فتدخلت قوات الاحتلال وأخلت المستوطن من محيط المسجد. وفي اليوم نفسه اكتشف حراس المسجد رمي أحد جنود الاحتلال سكينًا في محيط مصلى باب الرحمة، وعلى أثر اكتشاف الحراس لها، أجبروا شرطة الاحتلال على التقاطها من المكان، وأشار مراقبون إلى أن ما جرى محاولة من شرطة الاحتلال افتعال حدث أمني كبير داخل الأقصى، يكون ذريعة لفرض المزيد من الحصار على المسجد.
ومع فرض سلطات الاحتلال إغلاقًا شاملًا في المناطق المحتلة، ومنع المستوطنين من التجول أبعد من 500 متر من منازلهم، لم تشهد الأعياد اليهوديّة اقتحامات كبيرة، وفي محاولة التعويض عن هذا التراجع اقتحم المستوطنون الأقصى مرتدين اللباس التلمودي الأبيض الخاص باحتفالات رأس السنة العبرية. وفي 20/9 اقتحم الأقصى عددٌ محدود من المستوطنين باللباس التلمودي، وفي تعويض عن النقص العددي، دعت "منظمات المعبد" أنصارها إلى نفخ البوق اليهودي داخل الأقصى، احتفالًا بالأعياد اليهوديّة. وفي 21/9 اقتحم الأقصى 32 مستوطنًا، أعدى بعضهم صلوات تلمودية في ساحات المسجد. وبالتزامن مع الاقتحام فرضت سلطات الاحتلال إجراءات مشددة أمام أبواب المسجد وفي أزقة البلدة القديمة، إذ منعت المقدسيين من خارج البلدة القديمة من الصلاة في الأقصى بذريعة إجراءات الوقاية من كورونا.
وخلال أسبوع الرصد تضاربت المعطيات عن إغلاق الأقصى مدة ثلاث أسابيع، حسم أخيرًا بعدم إغلاق المسجد، وعلى أثر هذا الإرباك، كشفت مصادر صحفية في 18/9 أن مدير أوقاف القدس عزام الخطيب أصدر قرارًا منع بموجبه الشيخ عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى من التصريح إلى وسائل الإعلام، وأشارت هذه المصادر إلى أن المنع جاء على خلفية نفي الكسواني نية إغلاق المسجد الأقصى ثلاثة أسابيع، في اتصال مع مؤسسة القدس الدولية. وأثار القرار انتقادات كبيرة لدى متابعي الشأن المقدسي، خاصة أنه يأتي بعد تعميم سابق صدر في تموز/يوليو 2020 يمنع فيه حراس وموظفي الأقصى من التصريح إلا بإذن خطي من الخطيب.
التهويد الديموغرافي
تتابع سلطات الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين، ففي 16/9 أجبرت سلطات الاحتلال مقدسيًا على هدم منزله في جبل المكبر، وأدى الهدم إلى تشريد أفراد الأسرة المكونة من 8 أشخاص.
وفي سياق متصل بالمشاريع الاستيطانية، كشفت صحف عبرية في 17/9 أن بلدية الاحتلال في القدس و"الصندوق الدائم لإسرائيل" و"الوكالة اليهودية"، وقعوا اتفاقًا لإقامة مشروع استيطاني ضخم وسط القدس المحتلة، ووصف هذه المصادر أن المشروع سيكون من أضخم المشاريع في الشرق الأوسط، وسيقام في المنطقة التي تضم مركز المؤتمرات "مباني الأمة" على مدخل القدس المحتلة. وستبلغ كلفة المشروع نحو مليار وثمانمائة مليون شيكل (نحو 500 مليون دولار أمريكي)، على أن يضم تسع ناطحات سحاب إضافة إلى خمسة مبان متعددة الطبقات.
التفاعل مع القدس
في 16/9 تظاهر آلاف الفلسطينيين في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة رفضًا لتطبيع الإمارات والبحرين مع الاحتلال، ودعت إلى هذه التظاهرات الفصائل الفلسطينية، شارك فيها قيادات الفصائل وآلاف المواطنين الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية وهتفوا بعبارات ضد التطبيع. ورفض المشاركون تصفية القضية الفلسطينية، معبرين عن غضبهم من موجة التطبيع العربي مع الاحتلال، التي تقودها الإمارات.
في 22/9 أكدت الكويت التزامها دعم خيارات الشعب الفلسطيني، إذ شدد مجلس الوزراء الكويتي على مركزية القضية الفلسطينية، فهي قضية العرب والمسلمين الأولى، وأكد على التزام الكويت الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعم خياراته. وجدَّد المجلس الوزراء الكويتي عقب الاجتماع تأييد الكويت كل الجهود الهادفة إلى الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يضمن للشعب الفلسطيني إنهاء الاحتلال وعودة اللاجئين وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. وحاول ترامب الترويج بأن الكوهيت ستكون من الدول التي ستطبع علاقاتها مع الاحتلال في وقتٍ قريب.