02 - 08 كانون الأول/ديسمبر 2020
الأربعاء 9 كانون الأول 2020 - 2:04 م 4079 298 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
02 - 08 كانون الأول/ديسمبر 2020
إعداد: علي إبراهيم
الاحتلال يستبق تغييرات البيت الأبيض بإقرار آلاف الوحدات الاستيطانية
وشبكة مواصلات استيطانية ضخمة لربط المستوطنات في المناطق المحتلة
شهد أسبوع الرصد محاولة مستوطن متطرف إحراق إحدى كنائس القدس المحتلة، في سياق استهداف المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المحتلة، وفي السياق ذاته تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها للمسجد الأقصى بشكلٍ شبه يوميّ، وأطلقت "منظمات المعبد" حملة لرفع أعداد مقتحمي الأقصى بالتزامن مع عيد "الحانوكاه" اليهودي. وعلى الصعيد الديموغرافي كشفت وسائل إعلام عبرية عن عددٍ من مشاريع البنية التحتية لتسهيل مرور المستوطنين، وربط المستوطنات في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وتأتي هذه المشاريع تحضيرًا لإقرار آلاف الوحدات الاستيطانية، إذ تحاول سلطات الاحتلال الاستفادة من الأيام الأخيرة لترامب في البيت الأبيض. وتورد القراءة لهذا الأسبوع تنظيم مقدسيين حملة لتنظيف مقبرتي اليوسفية وباب الرحمة وترميمهما
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تتعرض المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة لموجة اعتداءات مستمرة، وآخرها في 4/12، إذ أحبط مقدسيون محاولة مستوطن إحراق الكنيسة الجثمانية أسفل جبل الزيتون، وقد تم الإمساك بالمستوطن وهو يصب مواد حارقة على المقاعد الخشبية وبدأ إضرام النار فيها، ما سبب أضرارًا بسيطة فيها. ولا تتوقف اعتداءات الاحتلال وأذرعه المتطرفة بحق المساجد والكنائس في المدينة المحتلة، في إطار تهويد معالم المدينة، وإرهاب سكانها.
وفي سياق الاعتداء على الأقصى، تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها شبه اليومية للمسجد الأقصى، ففي 2/12 اقتحم الأقصى 44 مستوطنًا، نظموا جولات استفزازية في باحات الأقصى. وفي 3/12 اقتحم الأقصى 103 مستوطنين، من بينهم طلابٌ في معاهد الاحتلال التلمودية، وأشارت مصادر مقدسية إلى أن قوات الاحتلال أخلت بالقوة محيط مصلى باب الرحمة، وسمحت للمستوطنين بأداء صلوات تلمودية في الباحات الشرقية. وفي 5/12 أدى مستوطنون متطرفون طقوسًا تلمودية استفزازية أمام بابي الأسباط وحطة، في محاولة لاستمرار استهداف الأقصى ومحيطه في الأيام التي لا تشهد اقتحامات. وفي 6/12 اقتحم الأقصى 89 مستوطنًا، من بينهم 44 طالبًا يهوديًا، وتلقى المقتحمون شروحاتٍ عن "المعبد". وفي 7/12 اقتحم الأقصى 86 مستوطنًا، من بينهم 40 طالبًا من معاهد الاحتلال التلموديّة، وشهدت المنطقة الشرقية من الأقصى أداء المستوطنين صلوات تلمودية علنية.
وفي محاولة لرفع أعداد مقتحمي الأقصى، أطلقت "منظمات المعبد" في 6/12 حملة لحشد المزيد من المقتحمين، وتهدف المنظمات المتطرفة منها إلى تحويل هذا الشتاء إلى "شتاء يهودي"، وتتزامن هذه الحملة مع "عيد الحانوكاه" اليهودي، الذي يمتد ما بين 10 و18 كانون الثاني/ديسمبر 2020، ودعت "منظمات المعبد" أنصارها إلى اقتحام الأقصى بكثافة، ويعد "الحانوكاه" واحدًا من مواسم اقتحام الأقصى، إضافةً إلى ما تنظمه أذرع الاحتلال من فعاليات تهويديّة أخرى.
التهويد الديموغرافي
تتابع سلطات الاحتلال استهدافها منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ففي 2/12 هدمت سلطات الاحتلال منزلًا في صور باهر، بذريعة البناء من دون ترخيص، ما أدى إلى تشريد أفراد الأسرة.
وفي سياق المشاريع الاستيطانية، كشفت معطيات صحفية في 6/12 أن بلدية الاحتلال في القدس بدأت تحضيراتها لشق طريق استيطاني جديد يربط بين البؤرة الاستيطانية "موردوت" ومستوطنة "جيلو"، وأشارت هذه المعطيات إلى أن العمل على الطريق سيبدأ بداية عام 2021، وكشفت مصادر من بلدية الاحتلال أن تنفيذ الطريق يأتي في إطار توسيع مستوطنة "موردوت" وبناء نحو 550 وحدة استيطانية جديدة فيها، على أن تصدر العطاءات الخاصة بهذه الوحدات في الأشهر القادمة.
وإلى جانب الطريق الاستيطاني الجديد، كشفت وسائل إعلام عبرية في 7/12 أن وزيرة المواصلات في حكومة الاحتلال ميري ريغيف، صادقت على 4 مشاريع بنية تحتية استيطانيّة جديدة في الضفة الغربيّة المحتلة، بهدف تسهيل تنقّل المستوطنين، وأعلنت أنها بصدد المصادقة على بناء 9 آلاف وحدة استيطانية شمال القدس المحتلة، وأعلنت ريغيف عن تخصيص ميزانيّة 400 مليون شيكل (نحو 13 مليون دولار أمريكي) لتطوير شبكة المواصلات بين المستوطنات، استكمالًا لخطة استراتيجية بعيدة المدى أعلنت عنها ريغيف الشهر الماضي.
وحول الوحدات الاستيطانية التي أشارت إليها ريغيف، كشفت قناة كان-11 العبرية في 7/12، أن خطة بناء آلاف الوحدات الاستيطانية شمالي القدس المحتلة "تقدمت بشكل ملموس"، وأشارت القناة إلى أن خطة بناء 9 آلاف وحدة استيطانية في مستوطنة "عطاروت" استوفت الشروط اللازمة لإقرارها، وأن الإقرار النهائي لها، ينتظر موافقة المستوى السياسي. وبحسب مصادر إسرائيلية تحاول حكومة الاحتلال الاستفادة مما تبقى من ولاية الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب لإقرار بناء آلاف الوحدات الاستيطانية، في المستوطنة التي أقيمت على موقع استراتيجي.
التفاعل مع القدس
في 8/12 نظم شبانٌ مقدسيون حملة تطوعية لتنظيف مقبرتي اليوسفية وباب الرحمة وترميمهما، في سياق الاهتمام بالمقبرتين، ردًا على محاولات الاحتلال تهويد مقابر القدس، وتحويلها إلى حدائق تلموديّة.
وفي 8/12 عقد تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا بالتعاون مع نقابة أطباء فلسطين ندوة حوارية إلكترونية بعنوان "معاناة القطاع الصحي في القدس، وتأثيرات جائحة كورونا"، شارك فيها أطباء من القدس ومدير مشفى المقاصد، وناقش المجتمعون معاناة الوضع الصحي في المدينة المحتلة، وأبرز الاحتياجات الطبية الحالية خاصة في ظل جائحة كورونا، وما هو مطلوب لمساندة المقدسيين بالجانب الصحي، وضرورة العمل على برامج التوعية الصحية وبرامج الدعم النفسي وعلاج الإدمان.