12 - 18 أيار/مايو 2021
الأربعاء 19 أيار 2021 - 2:37 م 5429 302 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
12 - 18 أيار/مايو 2021
إعداد: علي إبراهيم
الفلسطينيون يشعلون "ثورة" في وجه الاحتلال
ومنع اقتحامات الأقصى أول مكاسب المقاومة
بدأت مكاسب المواجهة الفلسطينية الشاملة بالظهور، فقد منعت شرطة الاحتلال اقتحامات المسجد الأقصى في أسبوع الرصد، على الرغم من دعوة "منظمات المعبد" أنصارها لاقتحام الأقصى بمناسبة عيد "نزول التوراة". وفي سياق المواجهة الفلسطينية، شهدت مختلف المناطق الفلسطينية مواجهاتٍ مع قوات الاحتلال، وشكل 18/5/2021 أبرز محطات الاشتباك المباشر مع المحتلّ، فقد شهدت مختلف المناطق الفلسطينيّة التزامًا تامًا بالإضراب، واندلاع عشرات نقاط المواجهة في مختلف المناطق الفلسطينية المحتلة، وشهدت عددٌ منها اشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال. وعلى صعيد التفاعل تسلط القراءة الأسبوعية الضوء على أبرز محطات التفاعل داخل فلسطين وخارجها.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
احتفل المقدسيون بأول أيام عيد الفطر في 13/5، وأدى الصلاة نحو 100 ألف مصلٍ في رحاب المسجد الأقصى، وبعد انتهاء الخطبة أدى المصلون صلاة الغائب على الشهداء الذين سقطوا في معركة "سيف القدس". وشهدت ساحات المسجد الأقصى وقفة داعمة للمقاومة في غزة، وعلق الشبان المقدسيون يافطة ضخمة تُبارك للمقاومة إطلاق الصواريخ على مدن الاحتلال.
وعلى أثر هزيمة أذرع الاحتلال في اقتحام 28 رمضان، أطلقت "منظمات المعبد" دعوات لاقتحام الأقصى بمناسبة عيد "نزول التوراة/الشفوعوت"، وأعلنت عن خطتها لأداء صلوات تلمودية علنية داخل المسجد الأقصى، وفي صباح 16/5 أغلقت شرطة الاحتلال باب المغاربة أمام اقتحامات المستوطنين، وبحسب وسائل إعلام عبرية، منعت سلطات الاحتلال الاقتحام خوفًا من اندلاع مواجهات في المدينة المحتلة، ومن تصعيد المقاومة ضرباتها الصاروخية نحو المدن المحتلة.
وفي سياق رد المستوطنين على منعهم من اقتحام الأقصى، ففي 17/5 اقتحم عشرات المستوطنين مقبرة باب الرحمة قرب المسجد الأقصى، وأدوا طقوسًا تلمودية داخلها، في محاولةٍ لاستفزاز مشاعر المقدسيين، وأشارت مصادر مقدسية أن النصر في هبة باب العمود وفي إفشال اقتحام 28 رمضان، أعطت المقدسيين دفعة معنوية عالية، في مواجهة تغول الاحتلال وأذرعه المتطرفة.
المواجهة مع الاحتلال
شهد أسبوع الرصد انفجار هبةٍ فلسطينية في مختلف المناطق الفلسطينية المحتلة، فمع استمرار المقاومة في قصف المدن المحتلة، شهدت مناطق الضفة الغربية والمدن المحتلة عام 48 مواجهات يوميّة مع قوات الاحتلال. ففي 12/5 شهدت مدينة جنين ومخيم قلنديا شمال القدس المحتلة مواجهات مسلحة بين مقاومين وقوات الاحتلال. وفي 13/5 شهدت مدينة اللد المحتلة عملية طعن، في سياق المواجهات التي تشهدها البلدة، ومختلف المناطق الفلسطينية المحتلة عام 48.
وفي سياق تسليط الضوء على حجم الهبة الفلسطينية في مناطق الضفة الغربية المحتلة، رصد تقريرٌ صادر عن المكتب الإعلامي لحركة حماس في الضفة، أن يوم الجمعة في 15/5 شهد نحو 556 عملًا مقاومًا، وبلغت عمليات المقاومة منذ شهر أيار/مايو حتى 15/5 نحو 1526 عملية منوعة، ما بين عمليات إطلاق نار والطعن والدهس، وإلقاء العبوات الناسفة وغيرها.
وفي سياق العمليات النوعية ففي 16/5 نفذ الفلسطيني شاهر أبو خديجة عملية دهسٍ بطولية في حي الشيخ جراح، أدت إلى إصابة 7 من جنود الاحتلال، جراح اثنين منهما خطيرة، وعلى أثر العملية أطلق جنود الاحتلال النار على المنفذ ما أدى إلى استشهاده مباشرة، وأظهرت مقاطع مصورة شجاعة الشهيد أبو خديجة، واستهدافه جنود الاحتلال في هذه المنطقة من المدينة المحتلة. وانتقامًا من أهالي حي الشيخ جراح، أطلق جنود الاحتلال وابلًا من القنابل الصوتية والغازية باتجاه السكان والمتضامنين معهم.
وشهد يوم 16/5 مواجهات عنيفة في مختلف أحياء القدس المحتلة، شملت أحياء رأس العمود وسلوان ومخيم شعفاط وبلدة الطور وغيرها، واستهدف الشبان الفلسطينيون جنود الاحتلال بالحجارة والمفرقعات النارية، لصد تغول قوات الاحتلال، التي استخدمت قنابل الغاز والرصاص المعدني، والمياه العادمة، التي صعد الاحتلال من استخدامها في الأسابيع الماضية. وفي 18/5 شهدت القدس والضفة والداخل المحتل إضرابًا شاملًا، واندلعت عشرات المواجهات مع جنود الاحتلال قرب حواجزه الأمنية، وأشار مراقبون أن الإضراب يؤثر بشكلٍ مباشر على الاحتلال، ويعيد الالتحام الفلسطيني من مسافة صفر مع قوات الاحتلال، ما يذكر بمشاهد الانتفاضات الفلسطينية الماضية.
التفاعل مع القدس
شهدت الأردن عددًا من الفعاليات المتضامنة مع القدس وغزة، ففي 12/5 أطلق نشطاء أردنيون حملة على وسائل التواصل الاجتماعي تطالب بفتح الحدود، في سياق التحام الأردن مع الهبة الفلسطينية. وشهدت الحدود الأردنية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة مسيرات شعبية حاشدة، طالبت بالدفاع عن القدس وغزة، وتصعيد الموقف الأردني من الاحتلال.
وفي 17/5 قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر الصُباح أنّ الاعتداءات الإسرائيلية في القدس تستهدف تغيير الحقائق وفرض الأمر الواقع، وأكد الصُباح أنّ الاحتلال الإسرائيلي يشن في هذه الأيام أعنف الاعتداءات على الفلسطينيين، في القدس وغزة والداخل المحتل وأنّ هذا التصعيد يهدد أمن وسلام المنطقة.
وفي سياق تفاعل الفلسطينيين في مخيمات لبنان مع الإضراب الفلسطيني في المناطق المحتلة، ونصرة للقدس وغزة، شهدت المخيمات الفلسطينية في 18/5 مسيرات ومظاهراتٍ حاشدة، وأضرب الفلسطينيون في مخيمات الرشيدية والبرج الشمالي والبص وعين الحلوة والمية ومية وبرج البراجنة وشاتيلا ومار الياس والبداوي ونهر البارد والجليل؛ وشهدت العاصمة اللبنانية بيروت مسيرة لبنانية – فلسطينية، نددت بالعدوان الإسرائيلي على أبناء الداخل المحتل والضفة والقدس وقطاع غزة. وشارك مئات الفلسطينيين في مسيرات ووقفات قرب الحدود اللبنانية مع الأراضي المحتلة.