07 - 13 تموز/يوليو 2021
الأربعاء 14 تموز 2021 - 3:49 م 3125 240 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
07 - 13 تموز/يوليو 2021
إعداد: علي إبراهيم
"منظمات المعبد" تتحضر لاقتحامات حاشدة في ذكرى "خراب المعبد"
والهبة الفلسطينية تربك العدو وتسهم في إقلاق مستوطنيه
تابعت أذرع الاحتلال اقتحاماتها للمسجد الأقصى بشكلٍ شبه يومي، بمشاركة حاخامات وطلاب معاهد الاحتلال التلمودية، ومع اقتراب ذكرى "خراب المعبد" بدأت "منظمات المعبد" تحضيراتها لحشد أكبر عدد ممكن من المقتحمين في 18/7/2021، الذي سيتزامن مع الثامن من شهر ذي الحجة، وتسعى المنظمات المتطرفة لتعويض انكسارها في اقتحام الأقصى في 10/5/2021. وعلى الصعيد الديموغرافي، تابعت سلطات الاحتلال هدمها منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، مع إطلاق تعهدات رسمية من وزراء في حكومة الاحتلال باستمرار الاستيطان في مختلف مناطق الضفة الغربية والقدس المحتلتين. وتسلط القراءة الأسبوعية الضوء على هواجس أمنية يعانيها المستوطنون على أثر معركة سيف القدس، واستمرار الهبة الفلسطينية، التي أدت إلى خسائر بملايين الشواكل، نتيجة اندلاع عشرات الحرائق في مستوطنات شمال الضفة الغربية.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها شبه اليومية للمسجد الأقصى، ففي 8/7 اقتحم الأقصى نحو 206 مستوطنين، من بينهم 40 طالبًا في معاهد الاحتلال التلمودية، وشهد اقتحام الأقصى مشاركة مجموعة من منظمة "نساء لأجل المعبد"، واعتداء قوات الاحتلال على مرابطة مقدسية أثناء دخولها إلى المسجد. وفي 11/7 اقتحم الأقصى 128 مستوطنًا، من بينهم طلاب في معاهد الاحتلال التلمودية، ونفذ المقتحمون جولاتٍ استفزازية في أرجاء المسجد. وفي 13/7 اقتحم الأقصى نحو 99 مستوطنًا، من بينهم الحاخام المتطرف يهودا غليك، ونفذ المقتحمون جولات استفزازية في أرجاء الأقصى.
وفي سياق متصل بالاعتداء على الأقصى، تتحضر "منظمات المعبد" تنفيذ اقتحامات كبيرة للمسجد الأقصى في ذكرى "خراب المعبد" في 18/7/2021 القادم، الذي يتزامن مع الثامن من ذي الحجة، أي قبل يوم عرفة بيومٍ واحد فقط، وأشارت مصادر متابعة إلى أن المنظمات المتطرفة ستحاول الانتقام من فشلها في اقتحام الأقصى في ذكرى "توحيد القدس" التي تزامنت حينها مع يوم 28 رمضان في 10/5/2021، واندلاع معركة "سيف القدس" على أثر اعتداءات الاحتلال في الأقصى وحي الشيخ جراح، وتخطط المنظمات المتطرفة لاقتحام الأقصى بأعداد كبيرة، وأداء طقوسٍ تلمودية جماعية داخله، إضافة إلى رفع الأعلام الصهيونية وأداء النشيد الصهيوني خلال الاقتحام.
وعلى أثر دعوات المنظمات المتطرفة ومخططاتها، أطلق نشطاء من القدس والمناطق الفلسطينية المحتلة عام 48 ورموز المدينة دعوات إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى، والاعتكاف داخله من ليل 17/7، لعرقلة مخططات الاحتلال ولتكرار مشهد النصر الذي حصل في 28 رمضان.
التهويد الديموغرافي
تتابع أذرع الاحتلال محاولاتها السيطرة على أراضٍ في المدينة المحتلة، وآخرها ما جرى في 7/7 ففيه اقتحم عناصر من "سلطة الطبيعة" الإسرائيلية أرضًا تابعة للأوقاف الإسلامية في حي الصوانة وسط القدس المحتلة، وجرفت أجزاء منها، وتقع الأرض في منطقة قريبة من السور الشرقي للمسجد الأقصى، وحي الصوانة هو الحي السكني الوحيد الذي يقع على المنحدر الغربي لجبل الزيتون.
وفي متابعة لهدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ففي 8/7 أخطرت سلطات الاحتلال بناية سكنية في حي شعفاط بالهدم، وأمهلت قطنيها أسبوعين لإخلائها، ويسكن البناية 55 مقدسيًا. وفي 12/7 هدم مقدسيين منزليهما تجنبًا للغرامات الباهظة، حيث هدم المقدسي جمال عجاج منزله في حي الصلعة ببلدة جبل المكبر، وهدم عزات زيادة منزله الواقع قرب مستوطنة "جيلو" جنوب شرق القدس. وفي 13/7 أجبرت سلطات الاحتلال مقدسيًا على هدم منزله في سلوان، وقد تلقى صاحب المنزل تهديدًا من سلطات الاحتلال أنها ستقوم بالهدم وتحمله تكاليف الهدم الباهظة، ولم تجد أسرته مكانًا للنوم إلا في السيارة، على أثر عملية الهدم. وبحسب مركز معلومات وادي حلوة، هدم سلطات الاحتلال خلال الأشهر الستة الماضية من عام 2021 نحو 79 منشأة في القدس، من بينها 42 منشأة هدمها أصحابها ذاتيًا.
أما على الصعيد الاستيطاني، ففي 10/7 أكدت وزيرة داخلية الاحتلال آييلت شاكيد أن حكومة الاحتلال لن تجمد الاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وأن الحكومة لن تستجيب لأي ضغوطٍ أمريكية يمكن أن تقوم بها إدارة الرئيس الأمريكي بايدن. وفي سياق المشاريع الاستيطانية، ففي 12/7 وضع رجل الأعمال الإسرائيلي رامي ليفي حجر الأساس لإقامة حي استيطاني جديد في القدس المحتلة، ويضم المخطط بناء 400 وحدة سكنية وفندقين ومركز تجاري كبير ومبانٍ عامة ومركز رياضي ضخم، إلى جانب ما يعرف بمنتزه قصر المندوب السامي قرب مستوطنة "نوف تسيون"، القائمة على أراضي بلدة جبل المكبر، وأشارت مصادر الاحتلال إلى أن المخطط سيحول هذا الجزء من المستوطنة إلى حي متطور، يجذب المزيد من المستوطنين للسكن في هذه المستوطنة.
الهبة الفلسطينية:
لا تتوقف المواجهات مع قوات الاحتلال وعمليات الإرباك الليل في مختلف المناطق الفلسطينية المحتلة، وفي سياق حجم المواجهات مع الاحتلال، كشف يوسي داغان مسؤول مستوطنات شمال الضفة الغربية أن عمليات المقاومة أدت إلى إحداث عشرات الحرائق في المستوطنات، خاصة في الأشهر الثلاثة الأخيرة، وبحسب داغان أدت هذه الحرائق إلى خسائر بعشرات ملايين الشواكل.
وحول جانب آخر من آثار الهبة الشعبية، ففي 7/7 أظهر استطلاع أجرته مؤسسات بحثية إسرائيلية أن 65% من المستوطنين يرون أن الأمن بحاجة إلى تحسين، وأن هناك قلقًا وجوديًا يعانيه المستوطنون، وخاصة الخوف على مستقبلهم وعلى أمنهم الشخصي، وتعززت هذه المخاوف بعد معركة سيف القدس، وما أظهرته المعركة من قدرات متطورة لدى المقاومة، إضافةً إلى الهبة الشعبية التي شهدتها مختلف المناطق الفلسطينية المحتلة، وما زالت مستمرة.
وفي سياق المواجهات في القدس المحتلة، ففي 11/7 أصيب سائق حاخام "صفد" شموئيل إلياهو بجراح جراء تعرض مركبة الحاخام للرشق بالحجارة من قبل شبان فلسطينيين في مدينة القدس المحتلة. وذكرت قناة "كان" العبرية أن سيارة الحاخام تعرضت للرشق بالحجارة في منطقة "معاليه هزيتيم" في حي الطور بالقدس.
التفاعل مع القدس:
في 12/7 رفض تجمع "اتحرك" لمجابهة التطبيع في الأردن، قرار الحكومة الأردنية شراء المياه من دولة الاحتلال، وقال التجمع في بيانٍ صحفي أنّ "استمرار الحكومات بإبرام اتفاقيّات متعلقة بالملفات الاستراتيجيّة كالمياه والكهرباء، ضاربةً عرض الحائط الموقف الشعبي العام الرافض لكل أشكال التطبيع مع العدو، وتشكل استهتارًا بالسيادة الوطنية، وعبثًا بأمن الأردن المائي". ويأتي الرفض الشعبي الكبير للاتفاقية الجديدة على أثر توقيع اتفاقية بين حكومة الأردن وحكومة الاحتلال، تقضي بتزويد الأردن بخمسين مليون متر مكعب من المياه.