15 - 21 شباط/فبراير 2023
الأربعاء 22 شباط 2023 - 4:20 م 2058 225 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
15 - 21 شباط/فبراير 2023
إعداد: علي إبراهيم
"منظمات المعبد" تبدأ استعداداتها لاقتحامات الأقصى في "الفصح" العبريّ
والاحتلال يقر قانونًا لطرد الأسرى وعوائل الشهداء، ويصعد من استهداف أسرى القدس
تستمر اقتحامات المسجد الأقصى بشكلٍ شبه يومي بحماية عناصر الاحتلال الأمنية، وتشهد هذه الاقتحامات أداءً للصلوات اليهوديّة والطقوس العلنية، التي تتركز في ساحات المسجد الشرقية. ومع اقتراب "عيد الفصح" اليهودي، بدأت "منظمات المعبد" استعداداتها لحشد أعدادٍ كبيرة من المقتحمين، فقد أعلنت عن توفير نقليات مجانية للمستوطنين، إلى جانب مرشدين يرافقونهم في جولات الاقتحام، ويأتي هذا الإعلان بالتزامن مع رفع الاستعدادات الأمنية، إذ يتزامن "الفصح" مع الأسبوع الثالث من شهر رمضان. أما على الصعيد الديموغرافي تتابع سلطات الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم. وفي سياق القوانين التي يقرها "الكنيست" الإسرائيلي، فقد صادق الأخير على قانون سحب بطاقات الهوية والجنسية من الأسرى الذين يتلقون أي مساعدات مالية من السلطة، كما طرح "الكنيست" مشروعًا آخر يسمح بطرد عوائل المنفذين، في حال أبدوا دعمهم لهذه العمليات، أو علموا بها قبل تنفيذها. أما على صعيد التفاعل، تتناول النشرة استمرار التفاعل الفلسطيني مع "الفجر العظيم" في المسجد الأقصى المبارك.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها شبه اليومية للمسجد الأقصى المبارك، ففي 15/2 اقتحم الأقصى 293 مستوطنًا، تجولوا في ساحات الأقصى بحماية قوات الاحتلال. وفي 16/2 اقتحم الأقصى 322 مستوطنًا، وشهد الاقتحام أداء أعدادٍ من المستوطنين صلواتٍ يهودية علنية، في ساحات المسجد الأقصى الشرقية. وفي 19/2 اقتحم الأقصى 139 مستوطنًا، تجولوا في ساحات الأقصى بشكلٍ استفزازي. وفي 20/2 اقتحم الأقصى 188 مستوطنًا، بحماية قوات الاحتلال. وفي 21/2 اقتحم الأقصى 288 مستوطنًا، من بينهم طلابٌ في معاهد الاحتلال التلمودية، أدوا طقوسًا علنية قرب مصلى باب الرحمة.
وفي سياق متصل باقتحام المسجد الأقصى، ففي 21/2 أعلنت "منظمات المعبد" بدء استعداداتها لاقتحام الأقصى بالتزامن مع "عيد الفصح" اليهودي، ودعت المنظمات المتطرفة أنصارها إلى المشاركة الحاشدة في اقتحام الأقصى، وأعلنت أنها ستوفر لهم نقلًا مجانيًا، ومرشدًا يرافقهم الاقتحام، إلى جانب المشاركة في "غربلة" تراب الحفريات أسفل الأقصى. ويأتي "عيد الفصح" اليهودي ما بين 6 و12 نيسان/أبريل 2023، ويتزامن مجددًا مع الأسبوع الثالث من شهر رمضان، ما يرفع من إمكانيات التصعيد، خاصة أن أذرع الاحتلال تصعد اعتداءات بحق الأقصى في هذا العيد، وشهد العام الماضي اعتداءات غير مسبوقة بحق المسجد الأقصى والمرابطين.
وعلى صعيد آخر، كشفت مصادر عبرية في 21/2 أن شركة شركة "تسيلمو" الاستيطانية قدمت طلبًا إلى شرطة الاحتلال، لتنفيذ مشاريع تهويديّة في محيط المسجد الأقصى، لتسهيل اقتحام المستوطنين من ذوي الإعاقة، وبحسب رسالة الشركة بررت طلبها بأنها تهدف إلى تسهيل وصول هذه الفئة من المستوطنين إلى للمباني المعمارية والدينية، وأنها تلقت "طلبات عديدة من مستوطنين واجهوا صعوبات" أثناء اقتحامهم للمسجد الأقصى. ويؤشر هذا الطلب إلى فتح المجال أمام المزيد من التدخل أمام أبواب المسجد، وفي الطرق المؤدية إلى داخل المسجد، بذريعة خدمة هذه الفئة من المستوطنين.
التهويد الديموغرافي
لا تتوقف أذرع الاحتلال عن استهداف منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ففي 15/2 هدمت جرافات الاحتلال منشأة تجارية في بلدة شعفاط، بذريعة البناء من دون ترخيص، وتستخدم المنشأة مغسلًا للسيارات، وتقع قرب حاجز شعفاط. وفي 16/2 وزعت أطقم بلدية الاحتلال إخطارات هدم لعددٍ من الأبنية في العيسوية. وفي 16/2 أجبرت سلطات الاحتلال عائلة مقدسية على هدم أجزاء من منزلها في العيسوية، بذريعة البناء من دون ترخيص.
قضايا
في 15/2 صادق "كنيست" الإسرائيلي بالقراءات الثلاث على قانون لسحب بطاقات الإقامة الدائمة من أسرى القدس والجنسية من أسرى الداخل الفلسطيني المحتل عام 48، وبحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت"، يشمل القانون المتهمين بتنفيذ عمليات فردية ضد الاحـتلال، والأسرى الذين يتلقون مساعدات مالية من السلطة الفلسطينية، ويسمح القانون بتسريع عمليات الترحيل، إذ ترتبط بموافقة وزير الأمن الداخلي ووزير القضاء ومحاكم الاحتلال، على أن يطبق فور انتهاء سنوات السجن، وسيتم الإبعاد إلى الأراضي الفلسطينية التي تديرها السلطة. وأشار باحثون إلى جملة من المخاطر التي يكتنفها القانون، وتحويله إلى أداة استهداف للأسرى، وفرض المزيد من التنكيل بحق أسرهم. خاصة أن ذرائع القانون المتصلة بـ"الإرهاب" و"التخريب" ستتحول إلى شماعة تستهدف عبرها سلطات الاحتلال المؤثرين والفاعلين في القدس والأراضي المحتلة عام 48. وفي اليوم نفسه صوت "الكنيست" في القراءة التمهيدية على قانونٍ آخر، يسمح بطرد وترحيل عائلات الشهداء والأسرى الفلسطينيين، في حال أبدوا تأييدهم للعمليات الفردية التي نفذها ذويهم، أو علموا بها مسبقًا أو عبّروا عن تعاطفهم تجاهها".
وشهد أسبوع الرصد تصعيدًا بحق الأسرى المقدسيين، ففي 17/2 صادرت سلطات الاحتلال أموالًا من عددٍ كبيرٍ من الأسرى المحررين والحاليين من القدس المحتلة، بذريعة تلقيهم أموالًا من السلطة الفلسطينية، وأغلقت حساباتهم البنكية. ولم تكتف سلطات الاحتلال بالاستيلاء على الأموال في الحسابات البنكية، فقد كشفت مصادر مقدسية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت منازل ثلاثة أسرى من القدس المحتلة، وسلبت أموالًا ومقتنياتٍ خاصة.
التفاعل مع القدس
في 15/2 انطلقت في العاصمة المغربية الرباط، أعمال الدورة الثالثة للقمة الدولية للطفولة من أجل القدس، بمشاركة أطفال من القدس، وتنظم القمة وكالة بيت مال القدس على مدى يومين، ويشارك فيها طلاب من 21 جنسية مختلفة، إضافةً إلى 10 تلاميذ مقدسيين، وتحمل الدورة الحالية شعار "سلامة القدس من سلامة أطفالها".
وفي 17/2 شارك آلاف الفلسطينيين في "الفجر العظيم" في المسجد الأقصى المبارك، على الرغم من تشديد قوات الاحتلال إجراءاتها الأمنية أمام أبواب المسجد. وشهد الصلاة مشاركةً فلسطينية حاشدة من المقدسيين والفلسطينيين من الأراضي المحتلة عام 48. وشهد هذا الأسبوع اهتمامًا متجددًا بمصلى باب الرحمة، مع اقتراب ذكرى هبة باب الرحمة، وإعادة المصلى إلى دورة الأصلي منذ أربع سنوات، وعمر المصلى عشرات الفلسطينيين، في سياق التأكيد على قدسيته وهويته.