05 – 11 آب/أغسطس 2015
الأربعاء 12 آب 2015 - 1:41 م 18869 1575 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
05 – 11 آب/أغسطس 2015
المزيد من التهويد في محيط الأقصى واستمرار استهداف حي سلوان جنوب المسجد
شهد الأسبوع الفائت تطورًا على مستوى التهويد الديني يرتبط ببناء مغطس في مستوطنة "معاليه هزيتيم"، وكذلك بكنيس "جوهرة إسرائيل" غرب المسجد الأقصى في وقت تستمر فيه الاقتحامات والاعتداء على المصلين وموظفي الأوقاف من حراس وسدنة. كما تسلّمت 7 عائلات أوامر بإخلاء منازلهم في حي سلوان تمهيدًا لتتسلمها جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية مع إقرار 340 مليون شيكل لدعم الاستيطان في الضفة الغربية بما فيها القدس. ودفعت هذه التطورات منظمة التعاون الإسلامي إلى طرح عقد قمة استثنائية حول فلسطين والقدس فيما شهد الأردن تظاهرات حاشدة نصرة للأقصى ورفضًا لما يتعرّض له من اعتداءات.
التهويد الديني:
تستمرّ المحاولات الإسرائيلية لتهويد المسجد الأقصى ومحيطه عبر إحاطته بالكنس والأبنية التي تنافس الطابع الإسلامي للمكان وتحاول طمسه ومن ذلك كنيس "جوهرة إسرائيل" حيث يعتزم الاحتلال نشر مناقصة لبناء الكنيس في حي الشرف بالبلدة القديمة. والكنيس عبارة عن مبنى ضخم في مقبب بارتفاع نحو 23 متراً، على ست طبقات، اثنتان تحت الأرض وأربع فوقها بمساحة بناء إجمالية قدرها 1400 متر مربع، وعلى مساحة 378 م2، بدعم مباشر من الحكومة الصهيونية، وبتكلفة نحو 50 مليون شيكل (13 مليون $).
وبموازاة ذلك، تعمل سلطات الاحتلال لبلورة مخطط شامل لتهويد حارة الشرف الواقع غرب الأقصى حيث تم رصد مبلغ 150 مليون شيكل (نحو 40 مليون دولار) لتنفيذ مشاريع متزامنة في الحي، ترعاها ما تسمّى بـ "الشركة لتطوير الحي اليهودي". ويعتبر الحي هدفًا للتهويد المستمر حيث افتتح الاحتلال فيه "كنيس الخراب"، وهو أعلى كنيس في البلدة القديمة، كما يوجد فيه حوالي 6000 مستوطن.
أما في حي رأس العمود بسلوان جنوب الاقصى فقد شرعت سلطات الاحتلال بعمليات حفر لتنفيذ مخطط بناء "مغطس" (برك دينية) على مساحة دونم كامل من أرض مساحتها حوالي 2.5 دونمًا مخصصة لـ "الاستخدامات والمنفعة العامة" ملاصقة لمستوطنة "معاليه هزيتيم". وكانت سلطات الاحتلال بنت في وقت سابق جدارًا استناديًا بطول 4 أمتار، ووضعت سياجًا حديديًا بطول 8 أمتار حول المنطقة المذكورة، وذلك على الأرض المتبقية بعد بناء "المغطس"، ما يؤدّي إلى منع سكان المنطقة من تقديم أي مخططات مستقبلية للمنفعة العامة وفق تصنيف بلدية الاحتلال.
التهويد الديمغرافي:
في سياق التهويد الديمغرافي، صادقت حكومة الاحتلال على تحويل مبلغ 340 مليون شيكل لدعم ميزانية المستوطنات بالضفة الغربية والقدس المحتلتين، ضمن الميزانية السنوية لعامي 2015-2016. ووفقًا لصحيفة "هآرتس" فإنّ ميزانية المستوطنات جاءت بناءً على اتفاق مسبق مع حزب "البيت اليهودي" والتفاهمات مع مجلس مستوطنات الضفة الغربية "ييشع". وبحسب القرار، سيتم تحويل مبلغ 240 مليون شيكل من ميزانية عام 2015 و100 مليون من ميزانية عام 2016 لصالح الاستيطان، وسيخصص جزء كبير من الميزانية لشق الطرق وتطوير المحميات الطبيعية وتحسين المرافق السياحية، بالإضافة للمنح الأمنية للمجالس المحلية، ولبناء قرى للطلاب.
وفي سياق تهويد حي سلوان وتثبيت الوجود الاستيطاني فيه، سلمت سلطات الاحتلال 4 عائلات مقدسية أوامر بإخلاء منازلهم وذلك بهدف إخلائها تمهيدًا لتسليمها لجمعية "عطيرت كوهنيم" التي تتولى أعمال التهويد في البلدة القديمة، وفي سلوان بشكل خاص، برعاية ودعم من المستوى الحكومي. كما تم تسليم أوامر مشابهة لثلاث عائلات أخرى في حي بطن الهوى بسلوان حيث تدعي جمعية "عطيرت كوهنيم" أن ملكية الأرض تعود ليهود من اليمن منذ عام 1882 وأنّ البناء عليها غير قانوني.
التفاعل مع القدس:
في مواجهة الهجمة المستمرة لتهويد القدس والأقصى لا يزال الموقف العربي والإسلامي قاصرًا عن التصدي لممارسات الاحتلال، فضلاً عن الانخراط في مشروع جدّي لوضع حدٍّ له وإنهائه. وبرز من المواقف إعلان منظمة التعاون الإسلامي الاستعداد لعقد قمة استثنائية لبحث التطورات التي تشهدها القضية الفلسطينية والقدس والأقصى، بناء على طلب من الرئيس محمود عباس. وقالت المنظمة إن عقد القمة، التي سيحدد وقتها ومكان انعقادها، يأتي أيضًا في إطار الجهود التي تُبذل لحشد الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة على المستويين الإسلامي والدولي بهدف إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وإقامة دولتها المستقلة وعاصمتها القدس.
وشهد الأردن تظاهرة ندّدت بالاعتداءات المستمرة على المسجد الأقصى وطالبت الجهات الرسمية بموقف فاعل لوقف ممارسات الاحتلال. ودعا المشاركون إلى إلغاء المعاهدات الموقعة مع الاحتلال من بلدهم، بالإضافة إلى طرد السفير الإسرائيلي من عمان، ووقف كل أشكال التطبيع مع الدولة العبرية، وسحب السفير الأردني، بالإضافة إلى إدانتهم التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال في ظل الاعتداءات المستمرة على الأرض، والإنسان، والمقدسات.