7-13 آب/أغسطس 2024
الأربعاء 14 آب 2024 - 3:03 م 1282 24 القراءة الأسبوعية |
مسيرة ليلية واقتحامات حاشدة للأقصى وتصاعد في أداء الطقوس العلنية في ذكرى "خراب المعبد"
وبن غفير يُعلن من داخل المسجد تحقيق الاحتلال "تقدمًا كبيرًا في مجال الحكم والسيادة"
إعداد: علي إبراهيم
استمرت في أسبوع الرصد الإجراءات المشددة التي تفرضها قوات الاحتلال أمام أبواب المسجد الأقصى وفي أزقة البلدة القديمة، فيما تفتح المجال أمام المستوطنين لاقتحام المسجد بشكلٍ شبه يوميّ. وفي سياق تحضيرات "منظمات المعبد" لتصعيد العدوان على الأقصى في ذكرى "خراب المعبد"، دعت المنظمات المتطرفة أنصارها للمشاركة في اقتحام المسجد، مستخدمةً شعار "طوفان جبل المعبد"، وتُشير هذه التسمية إلى حالة الغيظ التي تسود أذرع الاحتلال من تسمية المقاومة للمعركة التي تخوصها باسم "طوفان الأقصى"، ودور المعركة المهم في الدفاع عن المسجد المبارك. وشهد الأقصى بالتزامن مع ذكرى "خراب المعبد" واحدةً من أعتى موجات الاعتداء والتدنيس، فقد اقتحم المسجد 2958 مستوطنًا، من بينهم الوزيرين في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير ويتسحاق فاسرلاوف، وعضو "الكنيست" عميت هيلفي. وخلال الاقتحام صرّح بن غفير:" "لقد أحرزنا تقدمًا كبيرًا في مجال الحكم والسيادة، جميعنا شاهد اليهود يصلون هنا بحرية". وإلى جانب أداء الصلوات العلنية بشكلٍ جماعي، شهد المسجد جملة من التطورات، من بينها أداء نشيد "الهاتيكفاه" جماعيا، وأداء السجود الملحمي الكامل في موضعين داخل الأقصى، إضافةً إلى رفع علم الاحتلال، والغناء والرقص وغيرها من اعتداءات.
أما على الصعيد الديموغرافي فقد شهد أسبوع الرصد استمرارًا في هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم. وفي قطاع غزة تتابع آلة القتل الإسرائيلية استهداف المدنيين، وقد أعلنت وزارة الصحة عن ارتفاع عدد ضحايا العدوان إلى أكثر من 39929 شهيدًا، وإصابة نحو 92240 آخرين، وأعلنت الوزارة بأن 115 طفلًا فلسطينيّا ولدوا في الحرب واستشهدوا خلالها في قطاع غزة، إضافةً إلى ارتقاء 37 طفلًا بسبب سوء التغذية في القطاع. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن ارتفاع عدد ضحايا العدوان إلى أكثر من 547 شهيدًا، وإصابة نحو 1765 آخرين.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
على وقع استمرار العدوان على قطاع غزة، تتابع أذرع الاحتلال من اعتداءاتها بحق المسجد الأقصى، ففي 7/8 اقتحم الأقصى 219 مستوطنًا، تجولوا في ساحات الأقصى بشكلٍ استفزازي، وأدى بعضهم طقوسًا يهوديّة علنية، وشهد الاقتحام ارتداء أحد المستوطنين شال الصلاة "طاليت"، وهو أحد أدوات الصلاة اليهوديّة. وفي 8/8 اقتحم الأقصى 200 مستوطنًا، أدوا طقوسًا يهوديّة علنية في ساحات الأقصى الشرقية، وفيه أبعدت سلطات الاحتلال خطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري عن الأقصى مدة 6 أشهر، على خلفية "نعيه للشهيد إسماعيل هنية خلال خطبة الجمعة".
ولم تتوقف قوات الاحتلال عن فرض القيود المختلفة، لتقييد وصول المصلين إلى المسجد الأقصى في يوم الجمعة، عبر نصب الحواجز الحديديّة، وفرضت قيودًا مشددة بالتزامن مع صلاتي الفجر والجمعة وفتشت حقائب الوافدين، ومنعت مئات الشبان من الدخول إلى الأقصى، وبلغ عدد المصلين في هذا اليوم 40 ألف مصلٍ.
واستمرت اقتحامات الأقصى في أسبوع الرصد، ففي 11/8 اقتحم الأقصى 340 مستوطنًا، أدوا طقوسًا علنية في ساحات الأقصى الشرقية، وقد دعت المنظمات المتطرفة أنصارها إلى اقتحام الأقصى بمناسبة "حداد الأيام التسعة"، والتي تسبق ذكرى "خراب المعبد"، وفي سياق تحضيرات "منظمات المعبد" لتصعيد العدوان على الأقصى في هذه المناسبة، دعت المنظمات المتطرفة أنصارها للمشاركة في اقتحام "خراب المعبد"، واستخدمت هذه المنظمات شعار "طوفان جبل المعبد"، وفي منشوراتها على وسائل التواصل الاجتماعي قالت "سنطهر جبل المعبد من تلوث الإسلام، ونُثبت لحماس والعالم أجمع أن جبل المعبد هو أقدس مكان بالنسبة لنا، وسنبني المعبد الثالث قريبًا"، وتُشير هذه التسمية إلى حالة الغيظ من تسمية المقاومة لعملية السابع من أكتوبر باسم "طوفان الأقصى"، ودور المعركة المهم في الدفاع عن المسجد المبارك.
واستمر تصاعد أعداد مقتحمي الأقصى، ففي 12/8 اقتحم الأقصى 411 مستوطنًا، بحماية عناصر الاحتلال الأمنية، وأدوا طقوسًا يهوديّة علنية في ساحات الأقصى الشرقية. وشهدت القدس في اليوم نفسه تنظيم مسيرة استيطانية ليليّة، عشية ذكرى "خراب المعبد"، وانطلقت المسيرة من منطقة مأمن الله في الشطر الغربي من القدس، وصولًا إلى حائط البراق المحتلّ. وفي 13/8 بالتزامن مع حلول هذه الذكرى، شهد المسجد الأقصى واحدةً من أعتى موجات الاعتداء منذ بداية العام، فقد اقتحم الأقصى 2958 مستوطنًا، من بينهم 2250 مستوطنًا اقتحموا المسجد في فترة الاقتحامات الصباحية، من بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير النقب والجليل يتسحاق فاسرلاوف، وعضو "الكنيست" عميت هيلفي. وخلال الاقتحام صرّح بن غفير:" "لقد أحرزنا تقدمًا كبيرًا في مجال الحكم والسيادة، جميعنا شاهد اليهود يصلون هنا بحرية، وكما قلت سابقًا: "سياستنا هي السماح بالصلاة لليهود"، وأضاف في سياق ربط الاقتحام بالعدوان على القطاع، "يجب أن ننتصر في هذه الحرب، يجب أن نحقق النصر ... المطلوب هو النصر عليهم وتركيعهم".
وإلى جانب أداء الصلوات العلنية في الأقصى بشكلٍ جماعي، شهد المسجد جملة من التطورات، من بينها أداء نشيد "الهاتيكفاه" بشكلٍ جماعيّ، وأداء السجود الملحمي الكامل في موضعين داخل الأقصى، الأول في ساحات الأقصى الشرقية، أما الثاني في غربيّ المسجد مقابل مصلى قبة الصخرة، إضافةً إلى رفع علم الاحتلال والغناء والرقص وغيرها، وشهد المسجد تطورًا لافتًا، تمثل برفع شرطة الاحتلال عدد الفوج الواحد من 50 مستوطنًا إلى 200، وفتح المجال أمام 3 مجموعات لاقتحام المسجد في وقتٍ متزامن، ما سمح بوجود أكثر من 600 مستوطن داخل الأقصى، في الوقت نفسه.
ولم تقف اعتداءات المستوطنين في مدة الرصد عند الأقصى فقط، بل امتدت إلى مقابر القدس، ففي 12/8 دنس عشرات المستوطنين مقبرة باب الرحمة، بحماية شرطة الاحتلال، في سياق تنفيذ السلسلة البشرية قبل حلول ذكرى "خراب المعبد"، ورفع المستوطنون لافتةً كبيرة عليها صورة "المعبد" المزعوم مكان المسجد الأقصى المبارك. وفي سياق السلسلة البشرية كشفت مصادر مقدسية بأن إقبال المستوطنين على المشاركة فيها كان ضعيفًا جدًا، على الرغم من الترويج لها منذ 10 أيام، وعلى الرغم من ادعاء "منظمات المعبد" مشاركة 1500 مستوطن فيها، إلا أن الصور أظهرت سلسلة غير مكتملة، ولا تضم الصورة الواحدة إلا أعداد قليلة من المستوطنين، ومعظمهم من الفتيان والأطفال.
التهويد الديموغرافي
لا تتوقف أذرع الاحتلال عن هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ففي 8/8 أجبرت قوات الاحتلال عائلة المطور على هدم منزلها بشكلٍ قسري، بذريعة البناء من دون ترخيص.
8/8 أجبرت قواتُ الاحتلال عائلة المطور في بلدة الزعيم على هدم منزلها بدعوى عدم الترخيص، في خطوةٍ تهدفُ لتهجير المقدسيين وترحيلهم، قسرًا صباح اليوم الخميس. وفي اليوم نفسه أجبرت طواقم بلدية الاحتلال عائلة بدران على هدم منزلها في حي البستان بشكلٍ قسري، على أثر تهديدهم بفرض غرامات باهظة، وهو ما أدى إلى تهجير 6 فلسطينيين، معظمهم من الأطفال. وفي 10/10 أجبرت بلدية الاحتلال عائلة عليان على هدم منزلها في سلوان بذريعة البناء من دون ترخيص، وأمهلت بلدية الاحتلال صاحب المنزل يومين لهدمه وإلا ستقوم بهدمه وتحمله نفقات الهدم.
العدوان على غزة
تتابع آلة القتل الإسرائيلية استهدافها للمدنيين في عموم فلسطين وفي قطاع غزة على وجه الخصوص، ففي 14/8 أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن ارتفاع عدد ضحايا العدوان إلى أكثر من 39929 شهيدًا، وإصابة نحو 92240 آخرين، وبحسب الوزارة فإن غالبية الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء، وكشفت الوزارة بأن الاحتلال ارتكب مجزرتين في 24 ساعة الأخيرة، أدت إلى ارتقاء أكثر من 32 شهيدًا، إضافةً إلى نحو 88 مصابًا، وأعلنت الوزارة بأن 115 طفلًا فلسطينيّا ولدوا في الحرب واستشهدوا خلالها في قطاع غزة، إضافةً إلى ارتقاء 37 طفلًا بسبب سوء التغذية في القطاع، وأشارت الوزارة بأن سلطات الاحتلال تمنع إدخال المستلزمات الطبية، واللقاحات على وجه الخصوص، ما أدى إلى انتشار الأوبئة والأمراض.
وفي سياق متصل بأعداد الشهداء، ولكن على الجبهة اللبنانية، فقد أعلنت وزارة الصحة اللبنانية في 14/8 عن ارتفاع عدد ضحايا العدوان إلى أكثر من 547 شهيدًا، وإصابة نحو 1765 آخرين