09 - 15 كانون الأول/ديسمبر 2015
الأربعاء 16 كانون الأول 2015 - 4:17 م 12373 1426 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
09 - 15 كانون الأول/ديسمبر 2015
إعداد: علي إبراهيم
إجراءات الاحتلال تكشف خوفه من انتفاضة القدس ولا توقفها
تزيد الانتفاضة من حالة القلق والترقّب لدى الاحتلال، وتبيّن الإجراءات التي يتّخذها خوفه الشّديد من العمليات الفردية التي يخشى تطورها إلى عمليات استشهادية على غرار الانتفاضة السّابقة، وفي هذا السياق يأتي قرار الاحتلال إعادة تفعيل كتيبة حماية الباصات التي تقضي بنشر عشرات الحراس في الباصات وعلى محطات الانتظار في القدس لتفتيش الركاب والمارة على حد سواء، بالإضافة إلى تفعيل دوريات أمن خاصة ونشاطات سرية لحماية الباصات.
التهويد الديني:
يبقى اقتحام الأقصى الوسيلة الأولى للاحتلال لتثبيت وجوده في المسجد، فادعاءاته الباطلة وتزييفه الفاضح لا يقف فقط على الرواية والتاريخ، بل جعله شمّاعةً لكي يقتطع أجزاء من زمان المسجد ومساحته. يعمل الاحتلال مؤخرًا على مسارين من الاعتداء والتضييق، الأول عبر الاقتحامات شبه اليومية والتي تترافق مع تعزيزات أمنية كبيرة لحماية المقتحمين ومنع المرابطين في الأقصى من التصدي لهم، والآخر عبر سياسة المنع التي لا تطال النساء أو ما يعرف بـ "القائمة الذهبية" حصرًا، بل تشمل الشبان والرجال، وحتى طلاب مدارس الأقصى، مع حجز بطاقات الهوية لأعداد كبيرة من الداخلين للمسجد.
أمام هذا الواقع الصعب على الأقصى والمرابطين، يتصاعد نشاط "منظمات المعبد" التي لا يقتصر نشاطها على اقتحام الأقصى، بل إنّ مروحة نشاطاتها تشمل العديد من المؤتمرات والمحافل، وآخرها تنظيم مؤتمر في 13/12 بعنوان "شبيبة المعبد الأول"، تم التباحث فيه حول أهمية بناء "المعبد"، وقُدمت خلاله إرشادات حول إنارة "شمعدان المعبد" بمناسبة "عيد الأنوار" العبري، وشارك في المؤتمر حاخامات ومرشدون يهود ينشطون في الترويج "للمعبد". وطالب المؤتمر رئيس حكومة الاحتلال بالعمل على إنارة "الشمعدان" داخل قبة الصخرة. هذه المطالبة، على ما تحمله من خطورة إضافةً لأبعادها الدينية، يمكن وضعها ضمن الحرب الإعلاميّة والدعاية من قبل هذه المنظمات، مع الإشارة غلى انخفاض أعداد المقتحمين في "عيد الأنوار" مقارنة بالعام الماضي، ما يعد مؤشرًا على خوف الاحتلال من تأجيج الانتفاضة، خصوصًا حساسية الاعتداء على المسجد الأقصى.
التهويد الديمغرافي:
التهويد الديني لا يمثل إلا ذراعًا من أذرع الاحتلال المختلفة، فالاحتلال يسعى لجعل القدس مدينة يهودية خالصةً، لا يراعي بذلك أي أعراف أوقيم إنسانية كانت أم دولية، وطرد الفلسطينيين وإحلال المستوطنين سياسة متبعة منذ احتلال المدينة، ليحقّق الاحتلال مراده.
ومن أوجه التضييق ما تمارسه بلدية الاحتلال بحق المقدسيين، ففي 9/12 قامت طواقم بلدية الاحتلال بحملة في سوق المصرارة التجاري القريب من منطقة باب العمود، هدفت لإزالة لافتات تحمل عبارات دينية، ولافتات المحلات التجارية. كما قامت يوم الأحد بإخلاء منزلين لعائلتي الرجبي وبسبوس في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، بدعوى ملكيتها لجمعيات استيطانية يهودية، مع تهديد عدد كبير من العقارات يصل عددها لـ 80 بسبب مزاعم الجمعيات الاستيطانية بتملكها قبل عام 1948.
وفي موازاة إخلاء المنازل من أهلها المقدسيين، تقف البلدية عائقًا أمام بنائهم منازل جديدة، فقد كشف تحقيق نشرته صحيفة "هآرتس" عن تجميد بلدية الاحتلال إصدار تصاريح البناء للفلسطينيين في الشطر الشرقي للقدس. هذا المنع دفع المقدسيين للبناء من دون ترخيص لسد الاحتياجات السكانية المتزايدة، وبحسب التحقيق الذي نشرته الصحيفة ففي عام 2013 أصدرت البلدية 2469 رخصة بناء لليهود مقابل 178 للفلسطينيين، وفي العام الجاري أصدرت 166 رخصة للفلسطينيين مقابل 1799 رخصة لليهود. كما بينت الصحيفة أن الرخص الممنوحة للفلسطينيين على قلتها، لا تتوزع على كامل القدس بل تتركز غالبًا في أحياء معينة، إضافةً لارتفاع كلفة الاستحصال عليها والتي تصل أحيانًا لملايين الشواكل، فيصبح البناء من دون ترخيص هو المخرج الفعال للمقدسي، ومع مخاطر الهدم يظل خيارًا أيسر من الحصول على الرخصة، والتي تضع لها سلطات الاحتلال شروطًا بالغة الصعوبة.
انتفاضة القدس:
استطاعت انتفاضة القدس إيلام الاحتلال وإقلاقه، وليس القمع المتزايد الذي يمارسه إلا صورة من ردات فعله أمام ضربات الانتفاضة المتكررة. ومع استمرار الانتفاضة وازدياد العمليات التي تطال الحافلات العامة الإسرائيلية ومحطات الانتظار، أعاد الاحتلال تفعيل وحدة "حراسة وسائل النقل العام"، وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن إعادة تفعيل الوحدة أتى بعد 9 سنوات من تفكيكها، وأوضحت الصحيفة بأنه سيتم نشر عشرات الحراس في الباصات ومحطات الانتظار، وسيتمكن عناصر الوحدة من تفتيش الركاب وأمتعتهم، وكذلك المارة. كما سيتم تفعيل دوريات أمن خاصة، ستتحرك على مسارات طرق المواصلات العامة خلال ساعات عمل الباصات، إضافة إلى تفعيل نشاطات سرية لحماية الباصات.
هذه الإجراءات ذات دلالة عميقة لحالة الخوف التي وصل إليها المستوطنون، إضافة لحالة الاستنفار الأمني التي لم تستطع على الرغم من فرط القوة المستخدمة كبح العمليات الفرديّة المتكررة. كما عبرت الأوساط الأمنية عن تخوف كبير من تطور هذه العمليات إلى عمليات استشهادية أو عبوات متفجرة على غرار الانتفاضة السابقة.
التفاعل مع القدس:
نرصد في هذه الإطلالة أبرز التفاعلات المحلية والدولية مع مدينة القدس المحتلة وقضاياها، ففي المغرب أطلقت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، قافلة مقدسية من مدينة طنجة، لتجديد روابط المغرب بالمسجد الأقصى، ونصرةً لفلسطين والقدس، كما نظمت الهيئة المغربية معرضًا لصور فوتوغرافية تصور انتفاضة القدس، وتبرز حجم العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، كما تم عرض أفلام تسجيلية موثقة للانتفاضة، ولدور المرابطات المقدسيات في الدفاع عن المسجد الأقصى.
وفي العاصمة الأردنية عمان عقد الجمعة 11/12، اجتماع "صندوق ووقفية القدس" لدعم صمود المقدسيين، وللوقوف في وجه المخططات الإسرائيلية التي تهدف الى تهويد القدس وإفراغها من أهلها، وذلك من خلال توحيد الجهود والصناديق المانحة.