انتفاضة القدس وعام 2016... تحليل البيئة المحيطة وآفاق الدعم
الخميس 31 كانون الأول 2015 - 5:14 م 23807 6841 تقدير موقف |
ملخص
تحاول هذه الورقة قراءة البيئة المحلية والإقليمية والدولية للانتفاضة، فتخلص محليًّا إلى أن المجتمع الفلسطيني دخلها مرتكزاً إلى إرادة التحرر ورفض الاحتلال كقوة دفعٍ تاريخية أساسية، بينما كانت الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية السابقة للانتفاضة تسير في الأغلب بعكس اتجاهها وتسعى لمنع حصولها، أما على جانب الدولة الصهيونية فقد جاءت الانتفاضة في ظل بوادر "نضوبٍ" سكانيٍّ واستراتيجي وسياسي وعقمٍ عسكري عن الإتيان بإجابات شافية على مدى عقدٍ مضى، مع بقاء التفوق التكنولوجي والأمني عناصر تفوق ابتدائية.
في البيئة الإقليمية جاءت الانتفاضة بعد الثورات العربية والموجة المرتدة عليها وآثارها من إنهاء وجود دولٍ مركزية، وإعادة الاهتمام بدعم الانتفاضة إلى ذيل الأولويات لدى كل دول الإقليم الكبرى في ظل مواجهةٍ مفتوحة بينها. أما على المستوى الدولي فهناك تراجع أمريكي تدريجي مستمر دون تقدمِ بديلٍ قادر على ملء الفراغ كقطبٍ منافس، ما يعني الانتقال إلى نظام عالمي خالٍ من الأقطاب وقائم على قوى دوليةٍ كبرى، وهذا يعني ضمنياً انحسار الغطاء المطلق الذي كانت الدولة الصهيونية تحظى به في ظل النظام أحادي القطبية.
تتفاوت السيناريوهات المتوقعة لمستقبل الانتفاضة عام 2016 بين التوسع، والاستمرار على الوتيرة الحالية، والوصول إلى تسوية سياسية مبكرة تؤدي لاستدامة الوضع السابق لانطلاقها، أو ذوبانها التدريجي، مع كون السيناريو الأول مفضلاً والرابع غير مرغوب تبقى الاحتمالات متقاربة على أن الاستمرار على الوتيرة الحالية يبدو أقرب للتحقق. وتختم الدراسة بتوصياتٍ لتجنب سيناريو الذوبان التدريجي والدفع باتجاه استدامة الانتفاضة وتوسيعها.
تحاول هذه الورقة قراءة البيئة المحلية والإقليمية والدولية المحيطة بانتفاضة القدس، أملاً في الوصول إلى فهمٍ إجمالي للظروف المحيطة بالانتفاضة وما فيها من فرصٍ وتحدياتٍ موضوعية، لتسعى إلى الخروج بالسيناريوهات الممكنة لتطورها كظاهرة وللخروج بتوصياتٍ لأخذ هذه الجولة من المواجهة مع المحتل إلى التقدم على طريق التحرر الناجز من الاحتلال.
لقراءة تقدير الموقف حمّل الملف المرفق