20 - 26 نيسان/إبريل 2016
الأربعاء 27 نيسان 2016 - 5:09 م 11828 1313 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
20 - 26 نيسان/إبريل 2016
الاحتلال يستبيح القدس والأقصى في عيد "الفصح العبري"
قامت أذرع الاحتلال بتنظيم مروحة من الاعتداءات والانتهاكات التي طالت المسجد الأقصى والمدينة المحتلة، حيث نظمت فعالية "بركة الكهنة" بمشاركة عشرات الآلاف من المستوطنين، كما ارتفعت حدة الاقتحامات خلال الأيام الثلاثة الأولى من "الفصح العبري". وقد رصدت القراءة قرارات الهدم وما كشفته الصحافة العبرية من مشاريع استيطانية جديدة، ومؤشرات عن رفع الاحتلال لضريبة الأرنونا لفرض حصارٍ جديد على المقدسيين. وأشارت القراءة لأبرز محطات التفاعل مع القدس خلال هذا الأسبوع.
التهويد الديني:
يضيّق الاحتلال الخناق على المسجد الأقصى، فيما تنظم أذرعه التهويدية موجةً من الاعتداءات والاقتحامات بالتزامن مع موسم الأعياد اليهودية. فقد شهد حائط البراق خلال عيدي "الفصح والعرش" موجة تدنيس كبيرة، فالاحتلال يقوم باختيار يوم لتنظيم استعراضٍ تلمودي يسمى "بركة الكهنة"، يشارك فيه عشرات الآلاف من المستوطنين يتقدمهم قيادات دينية وحاخامات، ويهدف التجمّع إلى "الحفاظ على الدولة العبرية وشعبها أمام مصائب الزمان" وفق الادعاء العبري، وأقيمت "بركة الكهنة" هذا العام يوم الاثنين 25 نيسان/أبريل، حيث جرت الطقوس بقيادة الحاخامات الشرقيين والغربيين على أربع مراحل من الساعة الثامنة والنصف صباحًا حتى الظهيرة، وذلك وسط حراسة أمنية مشددة وتشديد على المقدسيين.
وفي متابعة ما ذكر في القراءة السابقة عن تدريب "منظمات المبعد" لتقديم قرابين في الأقصى، تُرجم الأمر عمليًا من خلال محاولة مستوطنيْن ذبح جدي داخل الأقصى في 22/4، ولكن قوات الاحتلال قامت باعتقالهما قرب أحد أبواب المسجد.
ومع حلول عيد "الفصح العبري" ارتفعت الأصوات الداعية لشدّ الرحال للمسجد لمواجهة اقتحامات الاحتلال، ومع أول أيام العيد في 24/4 اقتحم الأقصى أكثر من 158 مستوطنًا، حاول 13 منهم أداء طقوس تلمودية فتصدى لهم حراس الأقصى والمصلون، كما قام المقتحمون برقصات استفزازية خلال خروجهم من المسجد. ومع اليوم الثالث من عيد "الفصح" في 26/4 اقتحم الأقصى نحو 128 مستوطنًا، وقد تمكن حراس المسجد الأقصى من طرد إحدى المجموعات خلال محاولتها أداء طقوس.
ترافقت هذه الاقتحامات مع إجراءات الاحتلال من وضع متاريس حديدية قرب بوابات الأقصى وفي أزقة البلدة القديمة للتدقيق ببطاقات المصلين، إلى الاستمرار بمنع نساء القائمة الذهبية من دخول الأقصى. وقد أفادت مصادر مقدسية أن ستةً من حراس الأقصى وأربعة مصلين أصيبوا برضوض في مناطق مختلفة من أجسادهم جراء الاعتداء عليهم من قبل قوات الاحتلال. ويشير مراقبون إلى أن مواجهة الاقتحامات هذا العام، كانت أقل من العام الماضي، ويعود ذلك للحملة التي شنها الاحتلال على المرابطين والمرابطات، ومنع العشرات من دخول الأقصى، حيث أشارت المعلومات عن ارتفاع عدد المُبعدين عن الأقصى والقدس منذ بداية شهر نيسان/أبريل الجاري إلى نحو 70 مقدسيًّا، مع تسليم شرطة ومخابرات الاحتلال عشرات المقدسيين في 22/4 أوامر إبعاد، بحجة "الأعياد اليهودية".
التهويد الديمغرافي:
يتابع الاحتلال من حصاره للمقدسيين، ومحاولة تغيير الميزان البشري في القدس، فيستمر بسياسة هدم منازل المقدسيين وخصوصًا الشهداء، حيث هدم منزل الشهيد حسين أبو غوش من مخيم قلنديا، كما علّقت طواقم بلدية الاحتلال أمرًا إداريًّا بهدم إحدى البنايات السكنية في بلدة سلوان بحجة البناء بدون ترخيص، علمًا أن جزءًا من البناء مشيد قبل احتلال القدس، فيما استمرت محاولات "سلطة الآثار" الإسرائيلية وبلدية الاحتلال الاستيلاء على أرض المواطن خالد الزير في سلوان، والتي تبلغ مساحتها الإجمالية نحو 16 دونمًا، بادّعاء وجود آثار فيها لاستغلالها في إقامة "حدائق توراتية".
وفي سياق متعلق بالاستيطان كشفت أسبوعية "كول هعير" العبرية في 22/4، عن بناء 415 وحدة استيطانية جديدة في أربع مستوطنات بالقدس المحتلة، وقالت الأسبوعية إن شركة "يورو إسرائيل" ستقيم المشروع الجديد في مستوطنة "بسغات زئيف" شمال القدس، والذي سيتضمن ثماني قطع من الأرض، يقام في كل قطعة ثلاث شقق سكنية. كما كشفت الصحيفة العبرية عن إقامة مشروع استيطاني جديد في مستوطنة "هار حوما" بجبل أبو غنيم يتكون من مبنيين، إضافةً لوحدات استيطانية أخرى في مشاريع "بارك بسغاه" و مستوطنة "معاليه أدوميم".
ومن ضمن ممارسات الاحتلال لإطباق الخناق على المقدسيين، ما تقوم به بلدية الاحتلال من تغيير في ضريبة "الأرنونا"، حيث قامت بإرسال إخطارات لبعض أهالي القدس، تُعلمهم فيها وبحسب مُعطيات البلدية بإنّ العقار الخاص بهم سيتم تعريفه بـ "عقار سكن غير مستخدم"، لذا سيتم احتساب تسعيرة جديدة للمتر المربع وهي 220 شيكل، وبحسب تقديرات بلدية الاحتلال هناك أكثر من 9,000 عقار في القدس لا يتم استخدامها، وسوف تعتمد البلدية على تقارير استهلاك المياه من الشركة الإسرائيلية "جيحون"، متجاهلة كون العديد من المواطنين يتشاركون في ساعات الماء.
التفاعل مع القدس:
أطلق وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني د. صبري صيدم الإثنين 25/4، حملة "انتصر للتعليم في القدس" والتي تستهدف دعم العملية التعليمية، وقد عرض صيدم للصعوبات التي تواجه قطاع التعليم في القدس، والاعتداءات الإسرائيلية على المنهج الفلسطيني والنقص في عدد الغرف الصفية. كما أطلق رئيس مجلس صندوق ووقفية القدس منيب المصري حملة "قناديل القدس" في إطار تشكيل رافعة وطنية للعمل للقدس.
وعقدت لجنة "الخبراء الآثاريين" التابعة للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" في 24/4، اجتماعها التاسع في العاصمة الأردنية عمّان، يناقش الاجتماع آخر التطورات التي طرأت على الأقصى نتيجة الحفريات الإسرائيلية وكيفية التصدي لها، إضافةً لرصد جميع الاعتداءات المتكررة على المسجد.
كما دعت "المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا"، منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية إلى تصعيد الجهود من أجل وقف جرائم الاحتلال في القدس والأقصى، وحذّرت المنظمة من أن "جرائم الاحتلال في حق المسجد الأقصى تتم في ظل صمت دولي وعربي وإسلامي، فالمؤسسة الرسمية لم تقم بما يلزم للجم الاحتلال ووقف اقتحامات المسجد المنظمة.