16 - 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2016
الأربعاء 23 تشرين الثاني 2016 - 1:47 م 12998 1787 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
16 - 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2016
التهويد من الأقصى لأزقة القدس، وفصلٌ متجدد من الاستيطان بعد ترامب
تتناول القراءة الأسبوعية عددًا من التطورات والأحداث في مدينة القدس المحتلة، من محاولات الاحتلال تعديل قانون منع الأذان وإعادة تمريره، والمعلومات عن عودة الاقتحامات السياسية للأقصى، وعن تهويد جديد لأسماء ساحات وشوارع القدس. ومتابعة لأبرز معطيات التهويد الديموغرافي تتابع أذرع الاحتلال محاولات السيطرة على منازل الفلسطينيين، وسط استعداد الاحتلال لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية بعد التغييرات في الرئاسة الأمريكية. وتتناول القراءة أبرز محطات التفاعل مع القدس وقضاياها.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
في متابعةٍ لمحاولات الاحتلال منع الأذان في القدس والمناطق المحتلة عام 48، ذكرت مصادر عبريّة بأن حكومة نتنياهو لن تناقش قانون "المؤذن" بعد طعن وزير الصحة يعقوب ليتسمان، والذي طالب باستثناء "صافرة السبت" منه. وقد ذكرت هذه المصادر بأن ديوان رئاسة الوزراء يدرس إدخال تغييرات على نص القانون، بحيث يصبح مقتصرًا على مدة محددة من الليل، مع استثناء صافرات السبت. ويشير خبراء بأن سنَّ هكذا قانون يعدّ مخالفًا للدستور في دولة الاحتلال. وقد صرّح النواب العرب في الكنيست بأنهم سيلجؤون للمحكمة العليا الإسرائيلية في حال إقراره، وللهيئات والمنظمات الدوليّة.
وفي سياق اقتحامات الأقصى، يستمر الاحتلال بتأمين الحماية لأذرعه خلال اقتحام المسجد، وقد بلغ عدد من اقتحم الأقصى خلال 11-17 تشرين ثان/نوفمبر نحو 239 مستوطنًا، بينهم 34 عنصرًا من الشرطة والمخابرات. وفي إطار عودة الاقتحامات السياسيّة للأقصى، كشفت صحيفة هآرتس في 22/11، بأن قيادة الشرطة تتجه للسماح لنواب ووزراء الاحتلال باقتحام الأقصى، وقد نقلت الصحيفة عن وزير الأمن الداخلي أردان بأن "جهاز الشرطة سيسمح قريبًا لأعضاء الكنيست ووزراء الحكومة بالصعود إلى جبل المعبد والقيام بجولات ميدانية داخل ساحاته"، مشيرًا إلى تغيّر في رأي الأجهزة الأمنية بناءً على تقييم جديد للوضع، كما أشار بأن هذا القرار سيتم بناء على شروط تضعها هذه الأجهزة.
وفي إطارٍ آخر من التهويد، كشفت وسائل إعلام عبرية عن مخطط لتهويد أسماء عددٍ من المواقع في القدس المحتلة، حيث سيطلق اسم "ساحة الأبطال" على ساحة باب العمود في البلدة القديمة، في إشارة للقتلى من قوات الاحتلال والمستوطنين خلال انتفاضة القدس، بالإضافة إلى أسماء شوارع أخرى في الحي الإسلامي بالبلدة القديمة. واعتبر مراقبون بأن هذه القرارات تأتي في إطار استمرار الاحتلال في فرض روايته المكذوبة، وردًا على القرارات الدولية الأخيرة في اليونسكو.
التهويد الديموغرافي:
تتصاعد محاولات الاحتلال للسيطرة على منازل وأحياء في مدينة القدس، وفي هذا السياق تحاول جمعية "عطيريت كوهنيم" الاستيطانية السيطرة على 9 منازل فلسطينية في حي بطن الهوى في بلدة سلوان، بحجة ملكيتها ليهود من اليمن منذ عام 1881، وتأتي هذه المنازل ضمن 6 قطع من الأرض تسعى "كوهنيم" للسيطرة عليها، بمساحة 5 دونمات و200 متر مربع، تعيش فيها حوالي 80 عائلة مؤلفة من حوالي 436 فردًا. وفي سياق متصل استولت مجموعة من المستوطنين في 20/11 على منزل يعود لعائلة البكري في حارة باب حطة مدعين تملك المنزل بصورة قانونية.
وفي إطار آخر من الاستيطان، أقر الكنيست في 16/11 القراءة الأولى لمشروع قرار حول تشريع منازل المستوطنين في الضفة الغربية، والتي بنيت على أرض فلسطينية خاصة، وقد أثار هذا القانون ردودًا محلية ودولية رافضة ضمن إطار تأزم إمكانية العودة لمفاوضات السلام.
وحول متابعة البناء الاستيطاني، كشفت مصادر عبرية بأن سلطات الاحتلال تنتظر استلام الرئيس الأمريكي الجديد ترامب، للبدء ببناء أكثر من 30 ألف وحدة استيطانية، وتشمل الوحدات 15 ألف وحدة في مطار القدس، ووحدات في المنطقة الصناعية-قلنديا، إضافة لوحدات في مستوطنات "راموت" و"غيلو". وقد جمدت العديد من هذه الوحدات الاستيطانية بسبب الضغوط الدولية على الاحتلال.
التفاعل مع القدس:
ترصد القراءة أبرز محطات التفاعل مع القدس. فقد انطلقت في غزة في 17/11 أعمال مؤتمر القدس العلمي العاشر بعنوان "القدس في ضوء المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية...واقع ومستقبل"، والذي تنظمه مؤسسة القدس الدولية فرع فلسطين. وحضر المؤتمر عدد كبير من العلماء ونواب المجلس التشريعي الفلسطيني، وعدد من الدعاة والمثقفين والمهتمين وأساتذة الجامعات الفلسطينية. ويناقش المؤتمرون القدس في ضوء المتغيرات المحلية وخصوصًا انتفاضة القدس وأثرها في المدينة، والقدس في ضوء المتغيرات الإقليمية والدولية، وختامًا يضع المؤتمر رؤية استشرافية للقدس من خلال الجهود المحلية والإقليمية والدولية للدفاع عنها.
وفي القدس احتفلت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس في 17/11 باستكمال مشروعين من مشاريع الإعمار في المسجد الأقصى، الأول ترميم الفسيفساء والزخارف الجصية في قبة الصخرة المشرفة، والذي استمر على مدى 8 سنوات. والمشروع الثاني هو ترميم فسيفساء قبة المسجد القبلي، الذي تم تنفيذه منذ بداية العام 2014، وتأتي هذه المشاريع استكمالاً للترميم المستمر في المسجد القبلي منذ الحريق الذي وقع في الأقصى في العام 1969، وقد شمل هذه المرة كل القبة بمساحة 240 مترًا.
وفي سياق آخر، أكدت شخصيات سياسيّة ودينيّة مقدسية خلال مؤتمر صحفي في 22/11، بعنوان "القدس والأقصى في ظل التصعيد الإسرائيلي" أن هدم الاحتلال المنازلَ ومنع الأذان والإبعاد إجراءاتٌ باطلة لا "نعترف بها لا جملة ولا تفصيلًا"، وأوصى المؤتمرون بضرورة وضع استراتيجية وطنية لمواجهة حملات تهجير المقدسيين وهدم منازلهم، وشدد المؤتمرون على أن الأمة الإسلامية يجب أن تنهض بمسؤولياتها لحماية المقدسات، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك. وطالبوا بالمحافظة على "الوضع القائم" كما كان عليه قبل عام 1967، مؤكدين أن الأذان عِبادة وشعيرة إسلامية لا يمكن أن يتدخل أحد فيها، وأن هذا التدخل سيشعل حربًا.