08 – 14 آذار/مارس 2017
الأربعاء 15 آذار 2017 - 1:02 م 10240 1246 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
08 – 14 آذار/مارس 2017
صندوق جديد لتهويد الأقصى وميزانية ضخمة لتهويد القدس
ارتفع عدد شهداء انتفاضة القدس الأسبوع الماضي إلى 286 مع استشهاد المقدسي إبراهيم مطر إثر محاولة تنفيذ عملية طعن في القدس. وفي إطار التهويد، كشف إعلام الاحتلال عن تقدم عضوي كنيست باقتراح لإنشاء صندوق تدعمه الحكومة ويهدف إلى "غرس المعرفة في موضوع جبل المعبد وارتباط الشعب اليهودي به" فيما صادقت بلدية الاحتلال في القدس على ميزانية عام 2017 والتي تتضمن دعمًا لمشاريع تهويد القدس على مختلف المستويات.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
لا يزال المسجد الأقصى في مهداف الاحتلال والمطلوب الأول على قائمة التّهويد الديني في القدس المحتلة. وفي هذا الإطار، تقدّم عضوا الكنيست ميري ريغف وزئيف إلكين باقتراح لإنشاء "صندوق تراث جبل المعبد" على أن تتم تغذيته بـمليوني شيكل سنويًا، وذلك بهدف "غرس المعرفة في موضوع جبل المعبد وارتباط الشعب اليهودي به لدى الجمهور الواسع في البلاد وفي العالم بواسطة أدوات حديثة، ومن ضمنها المبادرة وإنتاج نشرات إعلامية بلغات مختلفة، وإقامة وصيانة موقع إنترنت متعدد اللغات كي يستعرض المضامين المتعلقة بتراث جبل المعبد، والقيام بنشاط في شبكات التواصل الاجتماعي، وتطوير ونشر دورات عبر الإنترنت لمصلحة مجموعات مركزة متنوعة". وبموجب الاقتراح، فإن الصندوق سيكلف الحكومة ما يقارب مليوني شيكل سنويًا، وهو "مبلغ صغير" وفق عضو الكنيست يهودا غليك الذي وعد بمحاولة زيادته. وتأتي هذه الخطوة ضمن سياق تحدّي الاحتلال لقرار اليونسكو بخصوص الأقصى والذي أدان السياسات الإسرائيلية المختلفة التي تطال المسجد ودعا إلى وقفها والعودة إلى الوضع القائم التاريخي.
وفي إطار موازٍ، استمرت اقتحامات المستوطنين للأقصى مع محاولات متكررة لأداء صلوات تلمودية فيما منعت شرطة الاحتلال موظفي المسجد من إصلاح أحد أبواب الجامع القبلي واعتقلت اثنين منهم، ومنعت كذلك أحد حراس المسجد من دخوله لمزاولة عمله، الأمر الذي يأتي في سياق الاستهداف المستمر لدور موظفي الأوقاف في الأقصى.
التهويد الديمغرافي:
صادقت بلدية الاحتلال في القدس على ميزانية بلغت 7.3 مليار شيكل، بعدما وافقت الحكومة على ضخّ 700 مليون شيكل (حوالي 190 مليون دولار) لدعم الميزانية. وتهدف هذه الميزانية إلى "تعزيز الهوية اليهودية لمدينة القدس"، وفق تعبير رئيس بلدية الاحتلال في القدس نير بركات، لطمس وجهها العربي والإسلامي. فقد ألغت –على سبيل المثال- ميزانية كانت مقررة بالماضي بمبلغ 300 ألف شيكل لتخطيط حيّي العيسوية ورأس العمود، ما يعني عمليًا استمرار سياسة هدم المنازل التي يتبعها الاحتلال بذريعة البناء من دون تراخيص في حين يتعمد عدم وضع مخططات هيكلية لهذه الأحياء.
وتم التوصل أمس الثلاثاء إلى اتفاق على تأجيل التصويت على مشروع قانون لفرض السيادة الإسرائيلية على مستوطنة "معاليه أدوميم" الواقعة في الضفة الغربية، إلى الجهة الشرقية من القدس المحتلة. والتأجيل لم يكن زهدًا بالمشروع وإنّما فرضه وجود المبعوث الأمريكي، جيسون غرينبلات، في المنطقة التي وصل إليها الإثنين 13/3 للقاء مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين لصياغة السياسة الأمريكية حول المستوطنات والنظر في إمكانية بدء محادثات بين الجانبين. وكان وزير الجيش في حكومة الاحتلال قال إن "إسرائيل" تلقت رسالة من الإدارة الأمريكية تحذر من كارثة فورية إذا ما قررت الحكومة الضفة الغربية وفرضت السيادة الإسرائيلية عليها.
وفي سياق آخر، داهمت قوات معززة من جيش ومخابرات الاحتلال مقرّ مكتب الخرائط في جمعية الدراسات العربية في بيت الشرق في بيت حنينا شمال القدس المحتلة، بتعليمات من وزير أمن الاحتلال جلعاد أردان. وينص الأمر الذي وقعه أردان على إغلاق المكتب مدة 6 أشهر، ووفق بيان لوزير الأمن الداخلي جلعاد أردان فإن الأخير أغلق المكتب لأنه تابع للسلطة الفلسطينية في القدس واهتم بملاحقة عمليات بيع أراضٍ للإسرائيليين، وقد استخدمته السلطة لعمل خرائط ومخططات تساعد في متابعة تسجيل وإدارة كل أراضي الفلسطينيين في شرق القدس.
انتفاضة القدس:
استشهد الأسبوع الماضي الشاب إبراهيم مطر، من جبل المكبر، بعد إطلاق النار عليه من قوات الاحتلال التي زعمت أنه حاول تنفيذ عملية طعن عند باب الأسباط. وبذلك، يرتفع عدد شهداء انتفاضة القدس إلى 286 شهيدًا، منهم 15 شهيدًا منذ بداية عام 2017.
وفي سياق استمرار الاحتلال في محاولاته للقضاء على انتفاضة القدس قامت القوات الإسرائيلية في 14/3/2017 بصبّ الباطون في منزل منفذ عملية شاحنة الانتفاضة الشهيد فادي القنبر في بلدة جبل المكبر بالقدس بعدما كانت قد أخذت قياساته في الأسبوع السابق. لكن لا يبدو أن هذا الإجراء وما سبقه يثني الفلسطينيين عن مقاومة الاحتلال حيث استمرت المواجهات في أنحاء مختلفة من الضفة مع استهداف حافلات المستوطنين بالزجاجات حارقة والحجارة حافلة للمستوطنين.
قضايا: إضراب في القدس احتجاجًا على تهويد التعليم
نفذت مدارس القدس باختلاف مستوياتها ومرجعياتها إضرابًا شاملاً يوم 14/3/2017 في خطوة هي الأولى ضمن سلسلة من الإجراءات التصعيدية، وفق اتحاد أولياء أمور طلاب مدارس القدس، وذلك لمواجهة خطط الاحتلال الممنهجة ضد العملية التعليمية والتي كان آخرها إغلاق مدرسة النخبة في صور باهر، وإقرار عطلة الربيع للمدارس الثانوية. ويستمر الاحتلال في محاولة السيطرة على قطاع التعليم في القدس عبر وسائل مختلفة منها تحريف المصطلحات أو حذفها، ومحاولة فرض المنهاج الإسرائيلي في المدارس الفلسطينية بالقدس من أجل تشكيل الوعي الفلسطيني وفق مناهج يقررها الاحتلال لتخدم روايته ومزاعمه. وكان رئيس بلدية الاحتلال في القدس قال في مؤتمر صحفي في شباط/فبراير 2017 إنّ "من أولويات البلدية الاستثمار في تغيير المناهج الدراسية العربية الفلسطينية العربية في المدارس، مشيرًا إلى أن المناهج الإسرائيلية تعزّز "يهودية الدولة".