حال القدس السنوي 2016| الفصل الثاني "انتفاضة القدس والمشهد الإسرائيلي"
الجمعة 7 نيسان 2017 - 1:42 م 31325 1658 حال القدس السنوي |
انتفاضة القدس 2016: "جدوى مستمرة"
المشهد العام لانتفاضة القدس: استمرار المواجهات على مدار العام
يظهر تتبع مسار العمليات منذ انطلاق انتفاضة القدس في تشرين أول/أكتوبر 2015 تراجع عدد عمليات الدهس وإطلاق النار مقارنة بما سجلته الأشهر الثلاثة الأولى من الحراك، حتى غاب هذا النوع من العمليات في بعض الأشهر بشكل كامل، ضمن ما يسمى بفترات "الهدوء النسبي" الذي تشهده القدس وسائر المناطق الفلسطينية. لكن في المقابل لا تزال المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال مستمرّة في أحياء مختلفة، وكذلك أعمال رشق الحجارة على القطار الخفيف ومركبات المستوطنين. ومن الأحياء التي تشهد مواجهات مستمرة العيزرية وأبو ديس والعيسوية وسلوان.
وبيّن عام 2016 أن الإجراءات التي اعتمدتها سلطات الاحتلال لم تنهِ انتفاضة القدس، وعلى الرغم من تراجع عدد العمليات "الكبيرة" إلا أن الاحتلال على يقين بأنّ إمكانية انفجار الوضع، لا سيما من الضفة الغربية، لا تزال قائمة. ويمكن القول إن انتفاضة القدس لا تزال تأخذ حيزًا مهمًا على جدول أعمال المستويين السياسي والعسكري في دولة الاحتلال في وقت يرجح فيه استمرار عمليات الطعن والدهس وإطلاق النار، بالإضافة إلى عمليات رشق الحجارة والمواجهات اليومية في أحياء مختلفة من القدس المستمرة على الرغم من كل إجراءات الاحتلال.
وعلى الرغم من أن معظم العمليات بدت من تنفيذ شخص واحد، لا سيما عمليات الطعن والدهس التي لا تحتاج إلا إلى قرار فردي بتنفيذها مع اختيار الهدف وفقًا لما هو مناسب، إلا أنّ العمل الجماعي كان واضحًا في بعض العمليات التي تحتاج، بالإضافة إلى قرار تنفيذها، عملية رصد للهدف أو الأهداف المحتملة والتعاون لتخطّي إجراءات الاحتلال، وإجراءات السلطة في بعض الأحيان، وكذلك تأمين السلاح. وكان من بين الخلايا التي زعم الاحتلال كشفها "خلية قباطية" و"خلية القنص"، التي تضمّ الشقيقين نصر وأكرم بدوي، اللذين نجحا في تنفيذ أكثر من عملية قنص بالقرب من المسجد الإبراهيمي بالخليل، وخلية عبد الحميد أبو سرور، منفذ عملية باص 12 .
وعلى مدار العام كانت سلطات الاحتلال تعلن عن الكشف عن خلايا تعد لتنفيذ عمليات، بالإضافة إلى إعلانها مداهمة ورش عمل لتصنيع المتفجرات والعبوات الناسفة في أماكن مختلفة من الضفة الغربية المحتلة. ووفقًا للبيانات الإسرائيليّة، فقد أغلق جيش الاحتلال ما يزيد على 40 مخرطة لصنع السلاح والعبوات في الضفة الغربية، وعثر فيها على ما يزيد على مئتي وسيلة قتالية، كذلك كشف الاحتلال عن اعتقال خلايا في مناطق مختلفة من الضفة الغربية قال إنّها كانت تخطّط لتنفيذ عمليات.