12 - 18 تموز/يوليو 2017
الأربعاء 19 تموز 2017 - 3:27 م 9080 1138 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
12 - 18 تموز/يوليو 2017
الأقصى حبيس البوابات الإسرائيليّة
والمرابـطون خط المواجهة الوحيد
يشهد الأقصى المبارك معركة سيادة مع الاحتلال، حيث يرمي الأخير إلى فرض سيادته على المسجد من خلال الإجراءات الجديدة على أبوابه، والتي شملت إغلاقه ومنع إقامة الصلوات فيه. هذه الاعتداءات المتتالية وما رافق الإغلاق من اعتداء على مرافق المسجد ومصلياته، وتدنيس لقدسيته، ومن ثم وضع بوابات الكترونية وإجراءات مشددة على أبواب الأقصى، هي محاولة من قبل الاحتلال لتغيير الوضع القائم، وفرض واقع جديد يحاصر الأقصى بشكل أكبر. ومع أن ردود فعل عربية عديدة خرجت بعد قرار الإغلاق، إلا أنها جميعها بقيت رهينة الاستنكار والشجب، بعيدًا عن أي خطوات عملية لمواجهة الاحتلال وسياساته التهويدية المتنامية.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
يظلّ المسجد الأقصى المستهدف الأول في مخططات الاحتلال التهويديّة، والتي تتمثل بفرض الاحتلال سيادته على المسجد، ومتابعة الاقتحامات بشكلٍ شبه يومي، وفي إطار هذه الاعتداءات وخلال اقتحام للأقصى في 12/7، حمل عنصر من شرطة الاحتلال العلم الإسرائيلي خلال تأمين قوات الاحتلال اقتحام 85 مستوطنًا.
وفي السياق نفسه، أعلن الاحتلال في 14/7 إغلاق المسجد الأقصى المبارك، بعد إخراج من فيه من المصلين، على خلفية العملية البطولية التي جرت قرب باب الأسباط، وأعلنت شرطة الاحتلال عدم إقامة صلاة الجمعة وإغلاق المسجد حتى إشعارٍ آخر. ولم تسمح قوات الاحتلال للقيادات الإسلامية ومسؤولي الأوقاف بدخول الأقصى، فيما اعتقلت 58 حارسًا من حراسه. ومع استمرار إغلاق المسجد قامت قوات الاحتلال باستباحته المسجد وتفتيش جميع مكاتب الأوقاف والمصليات، عابثةً بمحتوياته وحطمت العديد من الأبواب ومدنسةً مرافقه ومصلياته.
وأعلنت حكومة الاحتلال عن إعادة فتح المسجد بشكل جزئي يوم الأحد في 16/7، وأشار أوفير جندلمان الناطق باسم رئيس حكومة الاحتلال، إلى أنه تقرر تشديد الإجراءات الأمنية بالإضافة إلى "وضع أجهزة كشف المعادن في مداخل المسجد، ونصب كاميرات خارجه تراقب ما يدور فيه". وهي خطوات تهدف لفرض واقع جديد في المسجد، والتضييق على المصلين بشكلٍ متزايد.
أثارت إجراءات الاحتلال الجديدة موجةً من الغضب لدى المقدسيين، والذين ظلوا طوال مدة إغلاق المسجد مرابطين على أبوابه، حيث يرفض المقدسيون وموظفو الأوقاف وخطباء الأقصى الخضوع للتفتيش على أبواب المسجد، ويستمر المقدسيون بأداء الصلاة والرباط قرب أبواب المسجد، لرفضهم المرور عبر هذه البوابات، وتندلع المواجهات مع قوات الاحتلال بين الحين والآخر.
وحول بقاء البوابات الالكترونية صرّح رئيس حكومة الاحتلال بأن هذه البوابات ستبقى، وأن قرار إزالتها "لن يمر من خلالي" على حد تعبيره، وتأتي تصريحات نتنياهو ردًا على المعلومات التي أفادت بأن شرطة الاحتلال ستزيل البوابات الإلكترونية ويعود الوضع لما كان عليه.
التهويد الديمغرافي:
تستمر أذرع الاحتلال بهدم منازل ومنشآت الفلسطينيين في القدس، في 12/7 هدمت جرافات بلدية الاحتلال مخازن ومغسلًا للمركبات، في منطقة الجسر، إضافةً لهدم أحد المواطنين في بيت حنينا محله التجاري ليتجنب الغرامة من قبل سلطات الاحتلال. وفي 17/7 هدمت جرافات بلدية الاحتلال منزلاً في قرية الزعيّم، وأصدرت سلطات الاحتلال إخطارات هدم 6 منشآت سكنية فلسطينية ممولة من الاتحاد الأوروبي، في تجمع "جبل البابا" البدوي.
وفي سياق آخر من التهويد الديمغرافي، صادقت بلدية الاحتلال في القدس على مخططات بناء 800 وحدة في مستوطنات القدس المحتلة، من بينها 276 وحدة في مستوطنة "بسغات زئيف" و200 وحدة في مستوطنة "راموت" و202 وحدة في مستوطنة "غيلو".
قضايا:
استطاعت انتفاضة القدس أن تظلّ عصية على الإيقاف، ففي 14/7 استشهد 3 شبّان فلسطينيين، وقتل جنديّان إسرائيليان وأصيب ثالث، في عملية نوعية قرب باب الأسباط، والشبان الثلاثة من مدينة أم الفحم في الأراضي المحتلة عام 1948، وهم: محمد أحمد جبارين (29 عامًا) ومحمد حامد جبارين (19 عامًا)، ومحمد أحمد مفضل جبارين (19 عامًا). وقد أغلق الاحتلال على أثر العملية المسجد ومنع إقامة صلاة الجمعة فيه. وفي 18/7 جرت عملية دهس قرب بيت عينون المحاذية لمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وقد أسفرت عن إصابة جنديين واستشهاد المنفذ.
التفاعل مع القدس:
أثار قرار الاحتلال بإغلاق المسجد الأقصى المبارك ردود فعل عربيّة عديدة، حيث استنكرت هذه الخطوة كل من الكويت وقطر ولبنان والإمارات العربية المتحدة وجامعة الدول العربيّة، بالإضافة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والأزهر الشريف، بالإضافة للعديد من الفصائل والمنظمات الفلسطينية في الداخل والخارج. وفي السياق نفسه طالبت الحكومة الأردنية الدولة العبرية بفتح المسجد الأقصى "فورا" أمام المصلين وعدم اتخاذ أي إجراءات من شأنها تغيير "الوضع التاريخي القائم" في المسجد.
وأدانت ماليزيا إغلاق قوات الاحتلال للمسجد الأقصى المبارك، وأضافت أن العمل الاستفزازي الذي تقوم به الدولة العبرية هو انتهاك صارخ لحرمة الأماكن الإسلامية المقدسة، وانتهاك خطير لحقوق المسلمين في أداء شعائرهم الدينية في أماكنهم المقدسة بحرية من دون أي قيود. وعبّرت تركيا عن رفضها لإغلاق الدولة العبرية المسجد الأقصى المبارك ومنع إقامة صلاة الجمعة فيه.