تقرير حصاد القدس النصف سنوي لعام 2017
الخميس 17 آب 2017 - 3:05 م 13024 1629 حصاد القدس الشهري |
مرت الذكرى الخمسين بصخب يهودي وفتور عربي وإسلامي استطاع الاحتلال من استكمال الحفريات في محيط وأسفل المسجد الأقصى، واستمر في تهويد المدينة العربية التي لم تسلم معالمها من عمليات الحفر والهدم والتدمير والطمس والمسخ، وزادت معاناة المقدسيين والتضييق عليهم وبلغت حدًا لا يمكن أن نصفه إلا أنه انتهاك لأبسط حقوق الإنسان.
ولولا هبة الأقصى المباركة التي حققت إنجازًا مهمًا يضاف إلى إنجازات المقدسيين، لغدا المسجد الأقصى اليوم كالمسجد الإبراهيمي في الخليل يرزح تحت براثن التقسيم المكاني والزماني المقيت.
كنا بصدد إطلاق تقرير حصاد القدس النصف السنوي عن الأشهر الستة الأولى من عام 2017، لكن جاءت هبة الأقصى التي سميت بهبة باب الأسباط لتغير مسار المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي ولتفرض معادلة جديدة بعد أسبوعين من الصمود والمواجهة في كافة الأراضي الفلسطينية، ونظرًا لأهمية الحدث ونتائجه آثرنا أن نطلق تقرير حصاد القدس النصف سنوي لعام 2017، نرصد فيه واقع القدس خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2017 بدلًا من ستة أشهر، عبر ثلاث أبواب رئيسة تشمل تهويد الأرض والمقدسات (الهدم، الاستيطان والتهويد)، السكان وعمليات المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، ضمن الفترة الممتدة من 1/1/2017 حتى 31/7/2017.
استمرت سلطات الاحتلال تشديد قبضتها الأمنية على الوجود الفلسطيني في القدس من خلال سلسلة من العقوبات التي تنتهك حرية الإنسان، وواصلت أجهزة الاحتلال اتباع سياسات تصعيدية تستهدف فيها الوجود الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة، لا سيما من خلال الاعتقال والقتل والإعدام الميداني في بعض الحالات، حيث قتلت قوات الاحتلال 17 مقدسيًا واعتقلت نحو 1458 آخرين خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2017، كان العدد الأكبر منهم خلال هبة الأقصى منتصف شهر تموز/يوليو من العام.
وفي سياق المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2017 وضمن انتفاضة القدس ونضال المقدسيين ومواجهتهم للاحتلال الإسرائيلي ومشروعه التهويدي، وصلت نقاط المواجهة مع جنود الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه إلى 719 نقطة مواجهة في قرى وبلدات القدس المحتلة، أسفرت عن مقتل 8 صهاينة وإصابة 125 آخرين.
وعملت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على فرض سياسة الأمر الواقع في مدينة القدس المحتلة من خلال سلسلة من الإجراءات والمشاريع التهويدية، لا سيما الاستيطان والاستيلاء والهدم والمصادرة، بهدف تفريغ المدينة من أهلها المقدسيين، وجلب المستوطنين مكانهم لتغيير واقع المدينة وهويتها العربية الإسلامية.
وبهذا الإطار، هدمت قوات الاحتلال منذ بداية عام 2017 حتى 13/7/2017 نحو 105 منازل ومنشآت سكنية وتجارية بمختلف قرى وبلدات القدس المحتلة، وأخطرت بالهدم 214 منزلًا ومنشأة، وأجبرت 7 مقدسيين على هدم منازلهم بأيديهم، فيما استولت مجموعات المستوطنين على 6 منازل في القدس المحتلة خلال المدة نفسها.
ونشطت حكومة الاحتلال والمؤسسات الاستيطانية بالمصادقة على بناء وتنفيذ مئات الوحدات الاستيطانية في القدس المحتلة منذ بداية عام 2017، سعيًا لتكريس استراتيجيتها التهويدية في القدس المحتلة، حيث وافقت حكومة الاحتلال على دراسة وتنفيذ مئات المشاريع التهويدية في كافة أراضي القدس بهدف تغيير معالم المدينة العربية.
وتطمح حكومة الاحتلال إلى بناء 10 آلاف وحدة استيطانية في القدس المحتلة و15 ألف وحدة استيطانية فوق أنقاض قرية قلنديا لوحدها، وضمن هذه المشروع الاستراتيجي، قال وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في (12/6):" إن حكومته صادقت منذ بداية العام على بناء 8300 وحدة استيطانية"، وتمكنا من توثيق مصادقة سلطات الاحتلال على بناء 6377 وحدة استيطانية خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2017 في العديد من المستوطنات المقامة على أراضي الفلسطينيين في القدس المحتلة والأحياء العربية المقدسية، بالإضافة إلى بناء 1330 وحدة فندقية استيطانية في جبل المكبر و12 مصنعًا استيطانيًا في قلنديا.